كوريا الشمالية تضع جيشها في حالة استنفار

سيول تحذر من «أي رد فعل مفرط» تجاه الشمال

TT

أعلن مسؤول كوري جنوبي امس ان كوريا الشمالية وضعت جيشها في حالة استنفار منذ ان اطلقت صواريخها في الخامس من يوليو (تموز) الحالي. وفي المقابل، نفى هذا المسؤول في وزارة الوحدة الكورية، مفضلا عدم الكشف عن هويته، المعلومات التي نشرتها الصحف في كوريا الجنوبية بان النظام الشيوعي أعلن التعبئة في صفوف الشعب.

وكانت صحيفة «يونغ أنج ايبو» قد نقلت امس عن مسؤول كبير في الاستخبارات الكورية الجنوبية قوله ان بيونغ يانغ أعلنت التعبئة في صفوف الجنود والشعب قبل ساعات من تصويت مجلس الامن الدولي على قرار ادانة كوريا الشمالية لاجرائها التجارب الصاروخية الاخيرة. واضاف المسؤول ان النظام الشيوعي أمر الجنود بالعودة الى الثكنات ونشر الاغطية المموهة فوق المعدات والاجهزة والمواقع العسكرية وفرض قيودا على سفر المدنيين. وكانت كوريا الشمالية قد اعلنت تعبئة وطنية شاملة عام 1993 في ذورة صراعها مع الولايات المتحدة حول برامجها النووية.

ووافق مجلس الامن الدولي بالاجماع يوم السبت الماضي على قرار يدين كوريا الشمالية لاجرائها التجارب الصاروخية الاخيرة ويطالبها بوقفها.

من جهته، حذر الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون امس من أي رد فعل «مفرط» على كوريا الشمالية لن يؤدي سوى لزيادة التوتر في المنطقة. ويرى مراقبون ان هذه التصريحات التي ادلى بها الرئيس الكوري الجنوبي خلال اجتماع للوزراء المعنيين بالمسائل الامنية تعد بمثابة ضربة عنيفة لليابان المجاورة التي تبحث فرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب تجاربها الصاروخية. وكانت اليابان المحرك الرئيسي وراء فرض قرار الامن الدولي ادانة كوريا الشمالية. ونقل مستشار الامن القومي الكوري الجنوبي سونغ مين سون عن الرئيس روه قوله ان التجارب الصاروخية زعزعت استقرار شبه الجزيرة الكورية وأثارت التوتر، لكنه أضاف أن «رد فعل مفرطا على التجارب الصاروخية يخلق توترا ومواجهة لا داعي لها. هذه التحركات لا يمكن أن تساعد على حل المشكلات». وكان القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية قد اتهم القادة السياسيين اليابانيين «بالتهور» بإثارة امكانية شن هجمات وقائية عقب التجارب الصاروخية ووصف تصريحاتهم بأنها محاولة لتعميق أزمة بشبه الجزيرة الكورية ولتبرير اضفاء الصفة العسكرية على اليابان.

وتمسكت كوريا الجنوبية بسياسة التعامل مع جارتها الشمالية التي ما زالت من الناحية الفنية في حالة حرب معها لكن العلاقات بين البلدين تدهورت منذ التجارب الصاروخية الاخيرة. وانهارت محادثات وزارية بين الكوريتين الاسبوع الماضي حيث أوقفت سيول أي مساعدات أخرى فيما حذرت بيونغ يانغ كوريا الجنوبية من أنها «ستدفع الثمن». وقال روه ان حكومته ستبذل كل ما في وسعها لتشجيع عودة كوريا الشمالية الى المحادثات السداسية المتعثرة منذ فترة طويلة وتهدف الى انهاء برنامج التسلح النووي لبيونغ يانغ. وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي مون لصحافيين انه في حال رفضت كوريا الشمالية المشاركة في المحادثات السداسية فان هناك احتمالا بأن تجتمع الدول الخمس الاخرى وهي الخطوة التي تساندها واشنطن. وتشارك في المحادثات السداسية الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة.