تراجع الاهتمام بالبريد الإلكتروني بعد أن أصبح أداة اتصال بطيئة في عالم سريع

حلت مكانه رسائل الهاتف الجوال و«الدردشة» على المواقع

TT

ينظر الشباب الى البريد الإلكتروني e-mail كونه وسيلة للاتصال والكتابة الى شخص أكبر سنا أو الى الأم او الأب او المدرس او صاحب العمل، وأيضا لتسلم ملف مرفق، إلا ان البريد الإلكتروني بدأ في ما يبدو يفقد أهميته السابقة، عندما تربع على قمة تقنيات الاتصال المتقدمة، وذلك على حساب الرسائل الإلكترونية الفورية ورسائل الهاتف الجوال المكتوبة، فضلا عن الدردشة في المواقع الخاصة ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل «فيسبوك» و«ماي سبيس». ويمكن القول ان هذا التحول بدأ يزحف ايضا صوب الاتصالات الخاصة بأماكن العمل. وتقول الاميركية ريشيل كيزون، 25 سنة، ان البريد الإلكتروني أصبح أداة اتصال بطيئة في عالم الرسائل الإلكترونية الفورية ورسائل الجوال المكتوبة. وكما نتلقى رسائل بريد غير مرغوب فيها عبر البريد العادي، هناك ايضا رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها، وهذه باتت ظاهرة منتشرة، إذ عادة ما يواجه صاحب البريد الإلكتروني عند فتح صندوقه، كما من الرسائل غير المرغوب فيها وسط الرسائل الأخرى، التي قد تكون بينها رسائل غاية في الأهمية. وكانت بعض الشركات قد ابتكرت برامج لتطهير صناديق البريد الإلكتروني من البريد غير المرغوب فيه مقابل دفع رسوم شهرية او سنوية. يضاف الى ما سبق ان رسائل البريد الإلكتروني باتت مرتبطة اكثر بالمدرسة ومكان العمل. تقول دانا بويد، التي تحضر لنيل درجة الدكتوراه في الآثار الاجتماعية للإعلام بجامعة كاليفورنيا، ان البريد الإلكتروني كان نوعا من التسلية، لكنه بات الآن مرتبطا بالمكاتبات الموجهة الى الآباء والأمهات او السلطات، ما يعني ان الناس عادة لا يردون على رسائل البريد الإلكتروني إلا اذا رأوا ان ذلك امرا ضروريا. وكتبت دانا بويد على الموقع الخاص بها: «لاحظ من فضلك انني متأخرة شهورا في البريد الإلكتروني، وربما لا أرد في الوقت المناسب»، ومن السهل الوصول الى دانا عبر الرسائل الفورية. رغم كل ذلك لا يتوقع احد موت البريد الإلكتروني، فإلى جانب فائدته في مجال الرسائل الرسمية، فإنه يسمح بإرسال رسالة من شخص واحد الى عدة أشخاص للدعوة، على سبيل المثال، الى حضور حفل او أي مناسبة اخرى.

وتستخدم ريشيل كيزون البريد الإلكتروني بصورة متكررة في عملها بقسم الاتصال في أحد المستشفيات، وتستخدمه ايضا عندما تكون في حاجة الى التوثيق او توجيه دعوات جماعية للمناسبات الخاصة بها. ولكن عندما تكون الحاجة الماسة عاملا، كما هو الحال في معظم الحالات، يفضل الشباب الهاتف او الرسائل الإلكترونية الفورية حول مختلف المواضيع والقضايا. وتشير نتائج بحوث في هذا المجال، الى ان تراجع الاهتمام بالبريد الإلكتروني وتركه والاتجاه نحو بدائل اخرى مثل الرسائل الإلكترونية في ازدياد مستمر. وبالنسبة للشباب يبدو ان الأمر كله يتعلق باختيار افضل وسيلة اتصال لأمر ما او وضع محدد. فربما يضطر الشخص لاستخدام رسائل الجوال المكتوبة اذا كان في اجتماع يتطلب الهدوء، وربما يضطر لاستخدام الهاتف لمناقشة مسائل حساسة حتى لا تكون هناك سجلات مكتوبة. ويقول ماثيو فيلينغ، المتحدث باسم «مركز الإعلام والشؤون العامة» بواشنطن، ان تقدم التقنيات ساعد على إتاحة المزيد من الخيارات، فإذا كان الشخص لا يرغب في رؤية شخص محدد يمكنه الاتصال به هاتفيا، واذا لم يرغب في التحدث معه بالهاتف يمكن ان يرسل له رسالة بريد إلكتروني، وإذا اراد الشخص ان يتجنب كتابة جمل كاملة يمكنه اللجوء الى استخدام رسائل الجوال المكتوبة. إلا ان آخرين لا ينظرون الى الأمر من هذه الزاوية، بل يعتبرون التحول من نظام البريد الإلكتروني والإقبال الواسع على الرسائل الإلكترونية الفورية او رسائل الجوال المكتوبة تطورا يعكس فعالية التقنيات ومواكبة الوسائل الجديدة لاحتياجات المستخدمين. فهناك من يفضلون الرسائل الإلكترونية الفورية لسرعتها وتلقي إجابة فورية، نسبة لوجود الشخص المراد مخاطبته في الطرف الآخر. وتوصلت ريشيل بويد في بحثها بجامعة كاليفورنيا ببيركلي، الى ان الاشخاص الراشدين الذين تعلموا استخدام الرسائل الفورية في وقت لاحق يعانون صعوبة اساسية في الحديث الى اكثر من شخصين في وقت واحد، فيما المراهقون الذين ينشأون وهم يستخدمون هذه التقنيات لا يواجهون مشكلة في التحدث الى اكبر عدد من الاشخاص في وقت واحد. وتقول آن كيراه، التي تدرس تأثير التقنيات المتقدمة على سلوك الأفراد، ان عقول الشباب تعمل بصورة مختلفة لأنهم نشأوا وهم يعرفون كيفية التعامل مع الرسائل الإلكترونية الفورية. وترى ايضا ان الشركات يجب ان تستجيب لاحتياجات الناس المتجددة والمتغيرة في مجال العمل والاتصال، حسب تقرير وكالة اسوشيتد برس. ومن جهتها، ذكرت الصين أن عدد مستخدمي الإنترنت بها وصل إلى نحو 123 مليون شخص، في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بزيادة تصل إلى 19 بالمائة عن يونيو عام 2005، رغم أن الحكومة تزيد رقابتها على محتويات المواقع الإلكترونية.

وذكر مركز المعلومات الصيني لشبكة الإنترنت، في تقرير على موقعه الإلكتروني أن نحو 77 مليون مستخدم يتصلون بالإنترنت بشكل واسع النطاق.

وذكر التقرير أن نحو 90 ألف موقع إلكتروني افتتحت في النصف الاول من العام الجاري ليصل إجمالي عدد المواقع المسجلة في الصين إلى 788400 موقع. وتأتي الصين في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عدد مستخدمي الإنترنت ومعظمهم من شباب المناطق المدنية الثرية نسبيا، حسب ما ذكرته وكالة الانباء الالمانية (دب ا).

ويمثل مستخدمو الإنترنت البالغ عددهم 123 مليون شخص 5.9 بالمائة من تعداد الصين السكاني الذي يصل إلى 3.1 مليار نسمة. وتحظر شرطة الإنترنت في الصين مئات المواقع الإلكترونية التي تعتبر حساسة سياسيا وتحاول أن تتفق محتويات المواقع إلى أقصى درجة ممكنة مع آيديولوجية الحزب الشيوعي الحاكم.