مجلس الشيوخ الأميركي يقر مشروع قانون لتمويل أبحاث الخلايا الجذعية

الرئيس بوش يهدد بنقض القرار وجدل حاد حول أخلاقيات تطبيقاتها

TT

واشنطن ـ رويترز: أيد مجلس الشيوخ الاميركي بقوة مشروع قانون تقدم به اعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لزيادة الموارد الاتحادية لتمويل أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية، لكن الرئيس جورج بوش تعهد برفض المشروع بدعوى أنه يتعذر تبريره من الناحية الاخلاقية.

وجاءت نتيجة التصويت موافقة 63 عضوا مقابل معارضة 37 عضوا. وكان المؤيدون يحتاجون الى موافقة اربعة اعضاء اخرين لإبطال حق النقض الرئاسي (الفيتو) الذي كان من المتوقع ان يصدر امس. ووافق جميع الديمقراطيين عدا واحد، على مشروع القانون في حين أيده 19 من الجمهوريين وعارضه 36. وكان مجلس النواب قد وافق على المشروع لكن مؤيديه في المجلس لا يتوقعون الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة لإبطال الفيتو الرئاسي. وقال توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض، ان الفيتو، وهو الاول لبوش «سيأتي سريعا جدا».

واضاف ان بوش «يفي بوعد قطعه على نفسه منذ فترة بعيدة».

وأجاز مجلس الشيوخ بالاجماع مشروعين ذي صلة وان كانا أقل اثارة للجدل ويعتزم بوش توقيعهما. ووافق مجلس النواب بسرعة على المشروع الاول والذي يمنع «مزارع الأجنة» أي زراعة جنين بشري في رحم امرأة او حيوان من اجل الحصول على خلايا او انسجة. لكن الديمقراطيين عرقلوا اجازة المشروع الثاني الذي يدعم اجراء ابحاث من اجل الحصول على خلايا جذعية دون القضاء على الاجنة. وتتم هذه الابحاث بالفعل، وقال بعض الديمقراطيين ان التشريع مجرد غطاء سياسي للجمهوريين الذين يرفضون مشروع القانون بشأن ابحاث الخلايا الجنينية والذي يصعب الموافقة عليه.

ويثار جدل اخلاقي وسياسي كبير بشأن ابحاث الخلايا الجذعية المأخوذة من الاجنة. ويقول مدافعون عن ابحاث الخلايا الجذعية وعلماء، انها تحمل في طياتها أملا في الشفاء من مرض داء السكري واصابات الحبل الشوكي ومرض باركنسون (الشلل الرعاش) وامراض اخرى.

وتظهر استطلاعات الرأي دعما شعبيا كبيرا لزيادة الموارد الاتحادية لأبحاث الخلايا الجذعية وتمارس جماعات مكافحة الامراض ضغوطا في هذا الصدد. وطلبت نانسي ريغان ارملة الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان الذي توفى بمرض الزهايمر دعما من النواب الجمهوريين.

لكن بوش يقول انها (الابحاث) غير مقبولة لان استخراج الخلايا الجذعية التي يمكن ان تصبح خلايا في اي اعضاء او انسجة يعني تدمير جنين عمره ايام. وقال السناتور الجمهوري ريك سانتورم وهو أحد أشد معارضي ابحاث الخلايا الجنينية، ان «الأمر يتعلق بقيمة حياة الانسان... الأمر سهل للغاية فهذا الجنين الصغير ليس له عينان ولا لون شعر ولا اسم. من السهل القول ان هذا الكيان لا قيمة له».

وأوضح مؤيدون للتشريع يقودهم السناتور الجمهوري ارلن سبكتر والديمقراطي توم هاركين ان المشروع سيسمح باجراء ابحاث فقط على الأجنة المتبقية من أعمال علاج الخصوبة والتي سيجري التخلص منها على أي حال. وقالت ديان فينشتاين العضو الديمقراطية بمجلس الشيوخ ان «هذه الأجنة لن تكون اطفالا قط... فكروا في عدد الذين قد تنقذ هذه الأجنة حياتهم يوما ما. اشخاص مشلولون ومرضى بسكري الاطفال وشبان مصابون بمرض باركنسون لا يستطيعون الحركة ويعانون من مشاكل في التحدث».