قتال ضار بين «حزب الله» ولواء «غولاني» على مداخل بنت جبيل

اليوم الـ15 للحرب على لبنان: دفعة صواريخ تضرب شمال إسرائيل

TT

في اليوم الخامس عشر للحرب الاسرائيلية على لبنان، تواصلت امس ولليوم الثاني على التوالي، المعارك الضارية بين قوات الاحتلال ومقاتلي المقاومة اللبنانية على ابواب مدينة بنت جبيل الحدودية التي زج الجيش الاسرائيلي بوحدات مظلية ومدرعة من قوات النخبة لاقتحامها تحت غطاء من القصف المدفعي وغارات المروحيات الحربية. وقد اعترفت القيادة العسكرية الاسرائيلية بضراوة المعركة، فيما ذكرت مصادر اعلامية ان حوالي 30 اصابة تكبدتها القوات المهاجمة منها 13 قتيلاً.

ونفت حزب الله ان تكون بنت جبيل سقطت بيد قوات الاحتلال. وبث تلفزيون «المنار» ان القتال ظهر امس كان يدور على محور مارون الراس ـ بنت جبيل الذي تقدمت قوات الاحتلال عبره للالتفاف على بنت جبيل من الجهة الشمالية. ونقل عن مصادر الحزب ان عملية التفاف كبيرة نفذها مقاتلوه على قوات كانت تتقدم نحو تلة مسعود (الى الجهة الشمالية – الغربية للمدينة). وشنوا هجوماً ضدها على ثلاثة محاور واوقعوا في صفوفها خسائر كبيرة قالت مصادر اعلامية اسرائيلية عبر مراكز إلكترونية انها قاربت الـ 30 اصابة منها 13 قتيلاً. وتكتسب تلة مسعود شهرتها من كونها احدى التلال الاستراتيجية التي شهدت اعنف المعارك واكثرها دموية بين المقاومة الفلسطينية والقوات الاسرائيلية في يونيو (حزيران) 1982.

واشارت تقارير ميدانية الى ان القوات الاسرائيلية كانت حتى عصر امس تكرر محاولات انزال قوات دعم لجنود لواء «غولاني» الذي حاصره مقاتلو «حزب الله» ولسحب الجرحى والقتلى.

ويعتبر المسؤولون الاسرائيليون بنت جبيل، التي تبعد نحو اربعة كيلومترات عن الحدود الاسرائيلية، المعقل الرئيسي لحزب الله في جنوب لبنان، وان السيطرة عليها قد تعطي اسرائيل دفعاً معنوياً لخطتها ابعاد مقاتلي «حزب الله» الى شمال وادي الليطاني.

وقدر الجيش الاسرائيلي ما اوقعه في صفوف المقاتلين اللبنانيين بـ 30 قتيلاً في معركة بنت جبيل. فيما اشارت بيانات نعى فيها «حزب الله» من سقط من عناصره الى مصرع عشرة مقاتلين.

واشارت تقارير ميدانية الى ان مقاتلين من احزاب لبنانية اخرى انضموا الى المعركة. وقد نعى الحزب الشيوعي اثنين من عناصره من آل نجدي في بلدة صريفا.

واصدر حزب الله عصر امس بياناً حول مسار المعركة في بنت جبيل جاء فيه ان المواجهات تدور منذ الساعات الاولى من الصباح في محلة تلة مسعود. وان مقاتليه تمكنوا من تدمير عدة آليات عسكرية اسرائيلية وايقاع العديد من الاصابات في صفوفه وبينها قتلى ما زالوا مطروحين على ارض المعركة ويحاولون عبثا اجلاءها .

وذكر الحزب في بيان آخر انه قصف مستعمرات كريات شمونة وكرمائيل وكفرسولد وغونين بالصواريخ، وفي بيان ثالث، انه قصف مستعمرة نهاريا «بدفعة من الصواريخ»، وفي بيان رابع انه اطلق مجموعة من الصواريخ على مستعمرات معالوت وكريات بيالك وغوش وغورين وأفيفيم.

وفيما كانت المعارك العنيفة تتواصل حول بنت جبيل كانت القوات الاسرائيلية تطلق عبر مكبرات الصوت انذارات لاهالي قرى يارين والزلوطية والبستان وام التوت (المحاذية للحدود) باخلاء منازلهم تحت طائلة تعرضهم للقصف. وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان الانذارات وجهت الى سكان هذه القرى من داخل مستعمرة زرعيت المتاخمة للحدود اللبنانية. وعلى الاثر بدأ من تبقى من اهالي هذه القرى بالنزوح نحو مدينة صور.

وقصفت المدفعية الاسرائيلية بلدتي برعشيت وشقرا (شمال بنت جبيل) وصولا الى اطراف تبنين وعيتا الجبل. وفي منطقة النبطية اغار الطيران الاسرائيلي بعد الظهر على وادي الكفور. وقرابة الرابعة من بعد الظهر اغارت الطائرات على مثلث زفتا ـ النميرية ـ النبطية فاصيب مسجد البلدة. وكانت الطائرات الاسرائيلية استهدفت ليل الثلاثاء ـ الاربعاء منزلا في بلدة كفرصير. وفجرا اغارت على وادي شوكين جنوب ـ غرب النبطية.

وفي منطقة مرجعيون، تمكنت القوة الأمنية اللبنانية المشتركة والكتيبة الهندية العاملة في اطار القوات الدولية من انتشال ثلاث جثث من اصل اربع لضباط من فريق مراقبي الهدنة قتلوا ليل اول من امس جراء قصف اسرائيلي استهدف مركزهم في بلدة الخيام. وهم صيني وكندي ونمساوي وفنلندي.

ولم تتوقف المدفعية الاسرائيلية عن قصف الخيام في الوقت الذي كانت محاولات انتشال جثث المراقبين الاربعة جارية. واستهدف القصف ايضا مبنى شركة الكهرباء في مرجعيون ودمره ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. كما استهدف القصف مناطق ابل السقي والقليعة وسهل الخيام وكفركلا.

وفي منطقة صور الساحلية، استهدف الطيران الاسرائيلي بلدة الحوش ومحيط بلدات عيتيت ومعركة ووادي العزية وبرج رحال، وصولا الى عين بوعبدالله على ضفاف الليطاني. كذلك استهدفت الغارات البرج الشمالي والشواكير ورأس العين وزبقين وجبال البطم والحنية وعين بعال وباتولاي ومعروب والعباسية وصريفا وطورا.