شيراك يريد قوة دولية على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية واللبنانية ـ السورية

قال إن الحوار انقطع مع دمشق وحمل طهران جزءا من مسؤولية الأزمة

TT

رفض الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس ان تكون قوة دولية مستقبلية على الحدود «اللبنانية ـ الاسرائيلية والسورية ـ اللبنانية» تابعة لمنظمة حلف شمال الاطلسي (ناتو)، الا انه شدد على ضرورة نشر القوة الدولية بعد التوصل الى تسوية للنزاع الحالي بين لبنان واسرائيل. وحمل شيراك ايران «جزءا من المسؤولية» في النزاع الحالي بسبب مساعدتها لـ«حزب الله» في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» أمس، بينما انتقد النظام السوري الذي وصفه بأنه «من الصعب ان يتلاءم مع الامن والسلام».

واعتبر شيراك ان وقف اطلاق النار «يجب ان يتم التفاوض بشأنه بين الحكومة اللبنانية وحزب الله من جهة وبين الاسرة الدولية واسرائيل ولبنان من جهة اخرى». واستبعد شيراك مشاركة حلف شمال الاطلسي في هذه القوة وقال «شئنا ام ابينا فان النظرة الى الحلف هو انه الذراع المسلحة للغرب في هذه المناطق». وقال «ان تشكيل مثل هذه القوة ليس في نظر فرنسا من مهام الحلف الاطلسي». ودعا الرئيس الفرنسي الى ارسال قوة قادرة على «مراقبة وقف اطلاق النار والتحقق من احترام الحدود على الحدود الاسرائيلية ـ اللبنانية والسورية ـ اللبنانية بالطبع». ورأى ان ارسال مثل هذه القوة مشروط بالتوصل الى «اتفاق سياسي على وقف اطلاق نار».

وقال شيراك ان فرنسا تفضل خطة من ثلاث مراحل هي «وقف اطلاق نار ثم تعهد سياسي وانطلاقاً من هنا قوة متعددة الجنسية على الارض». وعما اذا كانت فرنسا مستعدة لقيادة القوة الدولية في لبنان، قال شيراك: «فرنسا ستتحمل مسؤوليتها في لبنان. وستتخذ قرارها بناء على عدد من الشروط». وأضاف: «نريد وقفا لاطلاق النار والتزاما سياسيا وقوة دولية مخولة للقيام بهذه السياسة بطريقة صارمة للغاية. حينها سنرى الدور الذي تقوم به فرنسا».

ورأى شيراك ان مهمة القوة الدولية المرتقبة التي «يتعين تحديدها بشكل دقيق للغاية» يجب ان تسمح «باستعادة الحكومة اللبنانية الشرعية سيادتها كاملة على مجمل اراضيها». ورأى ان هذه القوة التي لم يحدد تشكيلتها ولا عديدها ينبغي ان «تتيح للقوات اللبنانية بعد اعادة تنظيمها ومساندتها الانتشار في كامل انحاء لبنان وتولي امن البلاد».

واعترف شيراك بعدم وجود «الكثير من الدول المستعدة» للاضطلاع بدور قيادي في هذه القوة ولم يستبعد ان تتقدم فرنسا لذلك اذا ما توافرت الشروط الملائمة. وانتقد شيراك السياسة التي ينتهجها الرئيس السوري بشار الاسد عاكسا ابتعاده عن النظام السوري. وعن النظام السوري، قال شيراك: «كنت في فترة ما اتحدث مع بشار الاسد. كنت اتحدث مع والده... هذا الحوار انقطع. هو الذي اراد ذلك. ثم لاحظت انه لا يفضي الى شيء وان النظام الذي يجسده بشار الاسد من الصعب ان يتلاءم مع الامن والسلام».

ووجه شيراك اتهامات ضمنية الى سورية وايران، قائلاً: «يبدو لي ان كلاً من (حركة المقاومة الاسلامية) حماس وحزب الله لم يقدما على هذه المبادرات غير المسؤولة (خطف جنود اسرائيليين) من تلقاء انفسهم بكل بساطة». وحذر من ان «افضل ما يمكن لسورية ان تقوم به لتحمي نفسها وتحمي شعبها ولا سيما مستواها المعيشي وتنميتها، هو عدم السعي للانتقام من لبنان. فذلك قد ينطوي على خطورة كبيرة عليها».

واتهم طهران بتحمل «جزء من المسؤولية» في النزاع في لبنان، مضيفاً: «ما لدينا من معلومات يثبت ان ايران ترسل اسلحة متطورة وتمويلاً لحزب الله عبر سورية على الارجح وهذه مشكلة». ولكنه اردف قائلاً انه «يمكن المناقشة مع ايران»، مذكراً بأن طهران ابدت «قدراً من التعاون» خلال الانتخابات التشريعية في لبنان في يونيو (حزيران) 2005.

وتطرق شيراك الى الملف النووي الايراني مذكرا بأن «على ايران الامتثال للقواعد الدولية وعليها انطلاقا من وجهة النظر هذه ان تدرك ان اتفاقاً مطابقاً لقواعد الاسرة الدولية اي منع انتشار الاسلحة النووية سيكون لمصلحة الجميع ولمصلحتها هي». واضاف انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين ايران والاسرة الدولية «سيتحتم عندها التوجه الى مجلس الامن والبحث في صيغ اكثر الزاما بما في ذلك عقوبات»، مشيراَ الى ان «الامور لم تصل الى هذه المرحلة بعد».