نصر الله يهدد بدخول مرحلة «ما بعد حيفا».. ويؤكد أن التوغل البري لن يمنع قصف المدن الإسرائيلية

في كلمة لم يتطرق فيها إلى جدول أعمال مؤتمر روما حيال لبنان

TT

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: «اننا سندخل من الآن فصاعداً في مرحلة ما بعد حيفا. وهناك مرحلة جديدة من الصراع يفرضها العدو علينا. ولن نبقي قصفنا في حدود حيفا. واذا تطورت الامور سنختار الزمان للانتقال الى ما بعد بعد حيفا».

ورأى نصر الله، الذي كان يتحدث الى تلفزيون «المنار» بعد منتصف ليل اول من امس، في اطلالة هي الرابعة منذ بدء الحرب الاسرائيلية على لبنان قبل 15 يوماً «ان المواجهة مع اسرائيل دخلت مرحلة جديدة. وان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اعطت اسرائيل اسبوعاً او عشرة ايام اضافية لإكمال حربها ضد لبنان. ونحن في حاجة الى المزيد من الثبات والصمود والتماسك الداخلي والصبر. اننا امام ايام حاسمة ومصيرية. هم يراهنون. والمعركة كلها من يصرخ اولاً. ولن يمنعنا اي توغل من قصف المدن الاسرائيلية».

واشار نصر الله الى معطيات على ان الحرب تم التحضير لها منذ سنة في اطار ما سمته رايس الشرق الاوسط الجديد. وقال: «هم راهنوا داخلياً وفشلوا وفوجئوا بحجم الالتفاف حول المقاومة وقوة تحالفاتها كما درسوا واقع الجيش اللبناني خلال سنة وتبين لهم ان هذا الجيش لا يمكن ان يقدم على مؤامرة من هذا النوع بسبب تركيبته وعقيدته وكيانيته كمؤسسة وطنية وبعد ذلك قرروا توقيت الحرب في ايلول او تشرين الاول المقبل».

وذكر ان الخطة الاسرائيلية «كانت تقضي بشن حملة برية للسيطرة على منطقة جنوب الليطاني وفي الساعات الاولى يتولى سلاح الجو الاسرائيلي ضرب مقرات ومراكز ومؤسسات حزب الله والبنى التحتية لشل حركة البلد وتحريض الشارع اللبناني ضد المقاومة وإفقادها القدرة على المبادرة».

واوضح انه لو لم يقم حزب الله بعملية اسر الجنديين «لكان هذا السيناريو سينفذ في سبتمبر (ايلول) او أكتوبر (تشرين الاول) بذريعة او من دون ذريعة. وعندما حصلت عملية الاسر احبط توقيت السيناريو الاسرائيلي الاسوأ للحرب ضد لبنان، حيث وجد الجيش الاسرائيلي نفسه في حالة اذلال، واستعجل الحرب، ولكنه فقد عنصر المفاجأة وهو اخطر عنصر كان يراهن عليه». ورأى ان المشروع الذي قامت على اساسه الحرب هو اعادة لبنان الى حالة اسوأ من 82 و17 ايار و«هم ارادوا للبنان الخروج من تاريخه وثقافته ليصبح اميركياً وصهيونياً».

ولم يتطرق نصر الله في كلمته الى مؤتمر روما واقتراح نشر قوة دولية في الجنوب. وحاذر الدخول في مناقشة الطروحات والشروط لوقف الحرب. واكتفى بالقول: «اننا لن نقبل بأي شرط مذل لبلدنا مهما طالت المواجهة وعظمت التضحيات. ولن نسمح لأحد بأن يهدر كرامتنا. ونحن منفتحون على المعالجة السياسية ونتعاطى بمرونة. ويبقى الخط الاحمر مصالحنا وسيادتنا واستقلالنا الوطني».

واذ توقف عند «الصمود الذي يقترب من حد المعجزة» قال: «ان خيار المواجهة البرية قائم على اساس حرب العصابات وليس بطريقة الجيش الكلاسيكي النظامي، والمهم هو مقدار ما نلحقه من خسائر بعدونا». واضاف: «مهما كان التوغل فان هدفه لن يتحقق وهو منع قصف المستعمرات الشمالية. وهو الامر الذي سيستمر مهما بلغ التوغل البري والمعيار هو ما نلحقه من استنزاف بالعدو وليس المعيار هو ما يخرج او يبقى من ارض سنستعيدها حتماً».