مبارك: اتفاق سعودي مصري على العمل لوقف فوري لإطلاق النار

قال إن زمن المغامرات الخارجية انتهى

TT

حذر الرئيس المصري حسني مبارك من كارثة تحيق بالمنطقة كلها لو استمر تدهور الأوضاع في لبنان، مؤكدا أن الحل هو الوقف الفوري لإطلاق النار الآن، ثم الجلوس للقضاء على أسباب المشكلة وحل جميع المشكلات.

وشدد في تصريحات للصحافيين خلال رحلة العودة من السعودية حيث عقدت قمة سعودية مصرية اول من امس، على اتفاق القاهرة والرياض بضرورة الوقف الفوري والعاجل لإطلاق النار ووقف جميع العمليات العسكرية، وكذلك عمليات التدمير والهدم والقتل التي يتعرض لها الشعب اللبناني.

وأمس بحث الرئيس مبارك والرئيس الفرنسي جاك شيراك، الوضع الراهن على الساحة اللبنانية، والاجتماع الدولي الذي عقد أمس في العاصمة الإيطالية روما. وفي تصريحاته أكد الرئيس حسني مبارك مساندة مصر وتأييدها للشعب اللبناني كله، وقال «نحن مع وحدة وسيادة لبنان، ومصر لا تقف مع فصيل بعينه ولا طائفة بعينها.. وإنها مع كل الأشقاء في لبنان سواء كانوا من السنة أو الشيعة أو الموارنة والدروز أو غيرهم فكلهم أشقاء لنا ونعمل جاهدين لوقف إطلاق النار حفاظا عليهم جميعا».

وقال «إن مصر تعي مسؤوليتها وتأخذ قرارها وفقا لمصالح الأمة العربية مع حساب دقيق وتقدير كامل لكل الظروف وجميع العواقب». وذكر مبارك في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف، في طريق عودته من السعودية، أن مصر تدرك خطورة الموقف، وأضاف أن مصر تنصح الجميع بعدم الانجراف وراء مغامرات حماسية غير مدروسة دون تقدير للعواقب وما ستجره على الشعوب من نتائج يدفع ثمنها المواطنون الآمنون. وأوضح الرئيس مبارك أن زيارته للسعودية والقمة التي عقدها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين مصر والسعودية في جميع المواقف وفي مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية حاليا في ظل التدهور الشديد والوضع المأساوي والخطر الذي يتعرض له الشعب اللبناني الآن في ظل الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها. وأضاف.. أن هناك اتفاقا مصريا سعوديا على ضرورة أن يتوصل مؤتمر روما إلى قرار واضح ومحدد يطلب وقف إطلاق النار وإنقاذ الشعب اللبناني مما يتم حاليا، ثم بعد ذلك يفتح الباب للحل السلمي والسياسي ويجلس الأطراف لحل جميع الموضوعات والتعامل مع جميع جوانب الأزمة المشتعلة الآن.

ونبه إلى صعوبة التعامل مع جوانب الأزمة المشتعلة في ظل استمرار إطلاق النار وما يتعرض له الشعب اللبناني من عمليات تدمير وهدم. ونقلت صحيفة «الجمهورية» رفضه لدعوات الحرب التي اطلقها معارضون قائلا، إن زمن المغامرات الخارجية قد انتهى». ورأى أن مثل هذا السيناريو مستحيل في حين يحتاج 73 مليون مصري الى التنمية والخدمات وفرص العمل.

وقال إن «من يطالبون بدخول مصر الحرب سيجعلوننا نخسر كل هذا في لمح البصر»، مؤكدا انه «غير مستعد لانفاق ميزانية الشعب على حرب ليست حربه» وان «اسرائيل لن تهاجم مصر تحت أي ظرف». وشدد على أن جيش مصر يقوم بواجبه تماما في حماية مصر وهو درعها القوى الذي يحافظ على أمنها وسيادتها وأن مهمته الأساسية الدفاع عن التراب الوطني المصري. ولفت الرئيس حسني مبارك إلى أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف خاصة أشقائها العرب لوقف التدهور الحالي في الأوضاع وتجنيب لبنان والمنطقة كلها أخطار التصعيد غير المحسوب الذي يمكن أن يجر المنطقة كلها إلى ما لا تحمد عواقبه. وقال إن هناك اتصالات مصرية مستمرة مع سورية في هذا الإطار كما أن هناك اتصالا وتشاورا مع الأردن وجميع الدول العربية الشقيقة وأن هدف مصر هو رفع المعاناة والمخاطر عن المنطقة وجميع الشعوب العربية خاصة لبنان في ظل الظروف السيئة التي يعاني منها الآن، وفي ظل ما يحدث من دمار لبنيته الأساسية والأعداد الضخمة من الضحايا والأعداد الكبيرة من النازحين من الجنوب اللبناني وجميع المناطق الأخرى هربا من جحيم الحرب.