مجلس الأمن يدين الهجوم الإسرائيلي على مراقبي الأمم المتحدة في جنوب لبنان

TT

أدان مجلس الأمن في بيان رئاسي اعتمده مجلس الأمن، بطلب من الصين، الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية على قاعدة للسيطرة في منطقة الخيام بجنوب لبنان والذي أسفر عن مقتل أربعة مراقبين عسكريين غير مسلحين تابعين لقوة الأمم المتحدة للطوارئ المؤقتة (يونفيل). وأعرب المجلس في بيانه الذي أدلى به رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سفير فرنسا جان مارك دي سابليير عن شعوره بالصدمة العميقة من جراء هجوم القوات الإسرائيلية على موقع مراقبي الأمم المتحدة. وقبل اعتماد البيان الرئاسي استمع أعضاء المجلس إلى تقرير قدمته جين لوت مساعدة الأمين العام لقوات حفظ السلام أبلغت أعضاء المجلس أنه بسبب استمرار العمليات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل الذي قاد يوم الخميس إلى مقتل ثلاثة مراقبين عسكريين غير مسلحين وأدت هجمات قوات الدفاع الإسرائيلي على قاعدة للسيطرة في منطقة الخيام إلى إصابة مراقب آخر ويخشى أنه لقي حتفه ـ حسب تعبير جين لوت. والمراقبون الأربعة هم من أصل نمساوي وكندي وصيني وفنلندي وقد قتلوا نتيجة قصف جوي على مواقعهم في الخيام قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وقال السفير الصيني وانغ غوانغيا «نحن ندين هذا الهجوم وأن كل هجوم على موقع الأمم المتحدة والعاملين لديها غير مقبول ولا يمكن تبريره». وقالت مساعدة الأمين العام لقوات حفظ السلام إن الهجوم حدث حوالي الساعة الواحدة وعشرين دقيقة بالتوقيت المحلي للمنطقة. وأوضحت أن قاعدة السيطرة التي تعرضت للهجوم أنشئت منذ زمن طويل وأنها معروفة لدى الجميع، وقد تم تحديدها بوضوح من قبل الأمم المتحدة على اعتبار القاعدة جزءا من منطقة عمليات الـ«يونفيل». وتشير تقارير الـ«يونفيل» إلى تعرض قاعدة السيطرة إلى 21 ضربة وقد وقعت في منطقة لا تزيد مساحتها عن 300 متر وتعرضت إلى 12 ضربة من قبل المدفعية التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية، وكان الأمين العام كوفي انان قد أعرب عن صدمته وعن انزعاجه الشديد وقال «فيما يبدو أنه استهداف متعمد». وتشير تقارير الـ«يونفيل» الى أنها قد تعرضت إلى حوالي 145 حادثة منذ اندلاع العمليات العسكرية من بينها 16 هجوما استهدف مواقع القوات. ومن المفارقة أن الهجمات الأخيرة ضد مواقع قوات الأمم المتحدة في الجنوب اللبناني تأتي في الوقت الذي يطالب فيه أغلبية أعضاء مجلس الأمن بنشر قوات دولية لحفظ السلام ولتنفيذ القرار 1559 ولخلق منطقة عازلة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية. وأبلغت لوت مجلس الأمن بالحاجة إلى تعزيز قوة المراقبين الموجودين في لبنان لغرض تجنب المزيد من خسائر أفرادها.

وبالرغم من تعهد الحكومة الإسرائيلية بعدم مس مواقع الأمم المتحدة بالنيران الإسرائيلية الا أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض لها مواقع قوة الأمم المتحدة إلى هجمات من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية. ودعا مجلس الأمن حكومة إسرائيل الى أن تجري تحقيقا كاملا في الحادث الذي وصفه بـ«المزعج جدا» وطالب بوقف أي هجوم على أفراد ومواقع الأمم المتحدة.

من جهة اخرى ذكرت متحدثة باسم وزارة الدفاع الايرلندية في دبلن امس ان ابرز ضباط الجيش الايرلندي في لبنان اتصل بالاسرائيليين ست مرات ليحذرهم من عمليات القصف الخطيرة القريبة من مواقع الامم المتحدة قبل الغارة الاسرائيلية التي ادت الى مقتل اربعة مراقبين دوليين في جنوب لبنان يوم الثلاثاء.

واستدعت ديرموت اهيرن، وزيرة الخارجية الايرلندية، ويلي اوديا وزير الدفاع الايرلندي والسفير الاسرائيلي في دبلن دانيال ميغيدو، للاعراب عن قلقها حول مقتل المراقبين الاربعة وتجاهل القوات الاسرائيلية للتحذيرات الايرلندية.

وفي تعليق على الحادثة، قال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين «انه أمر مروع، وهذا الامر يصح بالنسبة الى كل ضحية بريئة من اعمال العنف، سواء كانت في اسرائيل او لبنان، وسواء كانت تعمل للامم المتحدة او لأي منظمة دولية أخرى» إلا انه اضاف «لا يوجد اي سبب يدعو الى الاعتقاد» ان الجيش الاسرائيلي استهدف عمدا مركز المراقبين الدوليين في الخيام مساء، وكان الامين العام للامم المتحدة قد اعرب ليل الثلاثاء الاربعاء عن «صدمته» ازاء القصف الاسرائيلي الذي «استهدف على ما يبدو عمدا» موقع مراقبي الامم المتحدة.