أولمرت: إسرائيل «ستكتفي» بحزام أمني مؤقت بعمق كيلومترين في جنوب لبنان

TT

إثر الانتقادات الواسعة في اسرائيل والخارج للنية الاسرائيلية في اقامة حزام آمن في الجنوب اللبناني «الى حين انتشار قوات دولية أو قوات الجيش اللبناني»، خرج رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، بتصريح يظهر بعض التراجع وقال أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس، ان هذا الحزام سيكون بعمق كيلومترين على طول الحدود. وقال أولمرت ان الجيش الاسرائيلي لن يحتل هذه المنطقة بشكل دائم انما سيتواجد فيها بأقل ما يمكن من القوات البرية وسيسيطر عليها بالأساس من الجو ومن نقاط المراقبة العالية في الهضاب والجبال اللبنانية. وأكد أولمرت عدة مرات ان هذا الاحتلال سيكون مؤقتا. وانه جزء لا يتجزأ من المعارك الدائرة في لبنان والهادفة الى توجيه ضربة قاصمة لحزب الله تشل قدراته العسكرية وتمنعه من العودة الى اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وقال انه مصر على شل حزب الله ولن يوقف القتال إلا إذا ضمن ذلك سياسيا أو عسكريا.

ولقي أولمرت دعما كبيرا من أعضاء اللجنة، خصوصا من المعارضة اليمينية، إلا ان النائب عن حزب «ميرتس»، ران كوهن، قال لأولمرت انه يقود اسرائيل الى الغرق من جديد في وحل لبنان. وقال له ان الشيخ حسن نصر الله خطط ونجح في جر اسرائيل الى لبنان «هو قرر الموعد وهو قرر الحجم وسحبك من أنفك ووراءك الجيش للدخول الى لبنان، وقد حان الوقت لأن تستيقظ وتوقف هذه الحرب وتجنح الى المفاوضات».

وقال أفيعازر غولان، وهو نائب آخر من هذا الحزب اليساري، ان نتائج العمليات الحربية في لبنان تدل على التعادل بين اسرائيل وحزب الله، وليس صحيحا ما يظهره أولمرت وغيره من القادة السياسيين والعسكريين بأن هناك انتصارا اسرائيليا. وقال ان وضع مسألة شل قدرات حزب الله هو هدف بعيد المنال وغير واقعي وعلى الحكومة أن تبحث عن سبيل للنزول عن صهوة حصانها. واقترح ان توافق الحكومة على ادخال سورية في الجهود السلمية. وأضاف: «سورية هي الدولة الوحيدة القادرة على تحقيق اتفاق مع اسرائيل يشمل سلاما معها وسلاما مع لبنان، يمنع الصواريخ ويوقف التوتر».

يذكر ان أولمرت ونائبته وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، اتصلا كل على حدة مع الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، صباح أمس، وأبلغاه اعتذارا رسميا على قتل خمسة جنود من قوات المراقبة الدولية في لبنان، الذين تعرضوا لقذائف صاروخية اسرائيلية. وأكدا ان القصف على موقع المراقبة تم بطريق الخطأ وان الحكومة أمرت بإجراء تحقيق معمق في الموضوع. ولكن شهود عيان من أفراد هذه القوات قالوا ان اسرائيل قصفت الملجأ الذي احتمى فيه المراقبون، مع انها تعرف ذلك وتمتلك خرائط مفصلة للمقرات. وانها واصلت القصف على المكان حتى خلال عمليات الانقاذ، مما يوحي بأن القصف تم بشكل متعمد. وقد نفى أولمرت هذا الاتهام. وعاتب أنان على تفوهه بهذه الروح.