إسرائيل تقتل 18 فلسطينيا وتجرح العشرات في مجزرة جديدة

في عملية اجتياح لحي الشجاعية شرق مدينة غزة

TT

بعد أسبوع على مجزرة مخيم المغازي وسط قطاع غزة التي راح ضحيتها 15 فلسطينيا، ارتكبت قوات الاحتلال أمس مجزرة جديدة في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، راح ضحيتها 18 قتيلاً على الأقل غالبيتهم من المدنيين وعشرات الجرحى حتى بعد ظهر أمس. واستخدم جيش الاحتلال في هذه المجزرة، ما يطلق عليه «آلية الشفط»، في استدراج المقاتلين والمدنيين الفلسطينيين للأماكن المفتوحة من أجل استهدافهم وإصابتهم بشكل مباشر.

وقال شهود عيان إن عشرات الدبابات من طراز «ميركافاه 3»، التي تقل المئات من عناصر لواء «جفعاتي»، ووحدة الهندسة الميدانية التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية، اقتحمت الحي بتغطية من طائرات الهليكوبتر من طراز «أباتشي»، الاميركية الصنع، وطائرات الاستطلاع من دون طيار التي كانت ترصد التخوم الشرقية للحي، قبل بدء عملية التوغل. وعندما شرعت دبابات لاحتلال باقتحام منطقة «الشعف»، أقصى شرق الشجاعية، اندفع عشرات المقاتلين الفلسطينيين ومعهم المئات من المدنيين لمواجهة قوات الاحتلال؛ فإذا بطائرات الاستطلاع تطلق صواريخها على كل تجمع للمقاتلين في المنطقة. وأكدت مصادر فلسطينية أن معظم القتلى والجرحى الفلسطينيين أصيبوا بصواريخ هذه الطائرات. وشرح أحد قادة المقاومة في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، الطريقة التي تعمل بها صواريخ الطائرات من دون طيار. وقال القائد الذي يكنى بـ«أبو خبيب»، إن الطائرة تقوم بتصوير منطقة المواجهات، وفي حال لاحظ القائمون على وحدة التحكم بقاعدة سلاح الجو الإسرائيلي جنوب تل أبيب، أن الصور تضم مقاتلين، فإنهم يصدرون تعليمات للطائرة بإطلاق صواريخها على التجمع الذي يتواجد فيه المقاتلون. وحسب شهادة «ابو خبيب»، التي أكدها عدد من المقاتلين والمدنيين الذين شاهدوا سقوط صواريخ هذه الطائرة، فإن هذه الصواريخ تنفجر على ارتفاع 80 سينتمترا عن سطح الأرض، وذلك من أجل الحاق الضرر بالأجزاء العلوية من جسم المستهدف، من أجل قتله أو على الأقل بتر اطرافه. وقالت مصادر طبية فلسطينية عاينت قتلى وجرحى أصيبوا بهذه الصواريخ، إنها تحتوي على قطع معدنية متشعبة وحادة جداً، سرعان ما تخترق الجسم محدثة تهتك بأوعية الجسم المختلفة وتبر الأطراف. وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية إن الاحتلال يستخدم اسلحة محرمة وفتاكة تؤدي إلى تهتك للجسد وبتر للأطراف العلوية والسفلية واحتراق لكامل الجسم حيث يصل القتلى إلى مستشفى الشفاء بغزة عبارة عن اشلاء.

وعرف من الذين قتلوا في هذه المواجهات، كل من يحيى السعودي، وهو من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وشقيقيه سلامة السعودي وحسام السعودي، وياسر بنات الناشط في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذي قتل بعد قصف السيارة التي كان يستقلها في شارع صلاح الدين، وصالح حسنين والطفلة سعاد ناصر التي لم تتجاوز أربعة أعوام.

وفي شمال المدينة قتل محمد عدس، 23 عاماً، وهو أحد عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية وأصيب خمسة آخرين بجراح، بعد أن قصفت طائرة استطلاع موقعا تابع للقوة في شمال المدينة قرب مستشفى الشهيد محمد الدرة. وكما قتل محمد البهتيني، وهو ناشط آخر في سرايا القدس خلال غارة إسرائيلية على منطقة الشعف جراء انفجار صاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية حربية. وفي وقت لاحق قتل كل من نبيل زينه، 17 عاماً، ومحمد هنية، 18 عاماً، وهاني حجيلة. وفي الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال تستهدف المقاتلين، كانت الجرافات تدمر وتجرف عشرات الدفيئات والحقول الزراعية الواقعة الى الشرق من الشجاعية. وزعم جيش الاحتلال أن هذه العملية، جاءت من أجل الاثقال على عناصر المقاومة، الذين يستخدمون هذه الحقول في اطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي. وتبنت عدد من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، في بيانات عسكرية تلقت «الشرق الأوسط» نسخا منها، عمليات إطلاق عدد من الصواريخ والقذائف محلية الصنع تجاه البلدات المحتلة وآليات الاحتلال، خلال تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة شرق مدينة غزة. وأعلنت كتائب القسام، مسؤوليتها عن قصف مدينة عسقلان المحتلة بصاروخ من طراز قسام، ومن ثم جددت قصفها للبلدة ذاتها بصاروخ آخر بعد وقت قصير. وتبنت الكتائب، استهداف جرافة ودبابة إسرائيليتين بقذيفتين من طراز «ياسين» خلال التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في شارع الجرو شرق المدينة. وتبنت الكتائب ايضا مسؤولية إعطاب جرافة للاحتلال، جراء إصابتها إصابة مباشرة بقذيفة من طراز ياسين في أرض الريس، وإعطاب دبابة من نوع «ميركافاه» في شارع الجرو.

وتبنت سرايا القدس، عملية تفجير عبوة ناسفة تزن 70 كيلوغراما، بجرافة عسكرية كانت تتمركز شرق منطقة الشعف بحي الشجاعية. وأعلنت السرايا عن «تمكنها من إطلاق قذيفة «ار.بي.جي» تجاه جرافة إسرائيلية، كانت تتمركز قرب مدرسة دار الأرقم شرق منطقة الشعف، مما أدى إلى تدمير أجزاء منها واشتعال النيران فيها». من ناحيتها أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، عن قنص جندي إسرائيلي كان متمركزاً في أحد أبراج المراقبة، على بوابة موقع كيسوفيم العسكري شرق القرارة جنوب غزة.