حملة تحريض على العرب في إسرائيل بسبب مواقفهم من الحرب على لبنان

TT

شهد الكنيست الاسرائيلي، أمس، عاصفة تحريض هستيرية على الكتل الناشطة بين الجماهير العربية في إسرائيل، لم تهدأ طوال ساعات، واندرجت في اطار حملة تحريض أوسع مستمرة على العديد من الناطقين باسم المواطنين العرب بسبب تصريحاتهم المعادية للحرب ورفض العديدين منهم استنكار قصف الصواريخ التي يطلقها حزب الله على شمال اسرائيل التي يصيب بعضها البلدات العربية ويوقع فيها القتلى والجرحى والدمار.

وقد بدأ الصدام في الكنيست، أمس، عندما استهلت رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك، الجلسة بكلمة قالت فيها ان هناك اجماعا حول الحكومة وعملياتها الحربية، وانها دعت لحضور الجلسة رؤساء كافة المؤسسات الصهيونية المحلية والعالمية، ونوابا سابقين (تبين انهم من اليمين الإسرائيلي)، «ليعبروا عن دعمهم للحكومة»، حسب ما قالته ايتسيك. عندئذ تصدى لها النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، وقال لها، أنت لا تستطيعين الحديث باسم الجميع، ليس جميع النواب يؤيدون ما تقوم به الحكومة، فردت ايتسيك، «حسنا ما عدا عدد قليل جدا من النواب».

وهب نواب من الائتلاف الحكومي والمعارضة اليمينية معترضين على ملاحظة النائب بركة، مدعين ان هناك اجماعا بين الجمهور. فاعترض على ذلك النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني، وبدأت عصبية ايتسيك تظهر، فأهملت هجوم نواب اليمين وشرعت توجه الانذارات بشكل متتالي إلى النائبين بركة وزحالقة، وبسرعة البرق طردت الأخير من الجلسة. ولم تتوقف الهستيرية عند هذا الحد، فقام النائب اليميني المتطرف ايفي ايتام، وقال للنواب العرب، «إنني ارفضكم، انتم طابور خامس، يعمل بشكل خياني مكثف، لقد غرستم سكينا في ظهر الأمة (الإسرائيلية) وهي تعيش حربا لا حرب عادلة مثلها».

وتابع العنصري ايتام قائلا، «سأعمل بكل قوتي في هذا البيت (الكنيست) من اجل سحب الجنسية الإسرائيلية منكم وطردكم من البلاد... في يوم كهذا بدلا من أن يغلقوا افواههم فإنهم يقاطعون كلمتي، اذهبوا إلى الزوايا المظلمة، يا مؤيدي حزب الله وحماس، يجب طردكم من هنا».

ثم تكلم النائب مجلي وهبة، من حزب «كديما» الحاكم، الذي زعم انه يحمل معه نفس الجماهير العربية التي لا توافق على سياسة النواب العرب، وشن حملة محمومة عليهم، ثم أعلن انه يجب شطب حزب التجمع، ودعا النواب في الكنيست للانضمام إلى مبادرة سيقوم بها لهذا الامر. وفي تعقيبه على ما جرى قال النائب بركة، إن هذه حملة هستيرية تقودها نفوس عنصرية وأخرى مأجورة، تريد التعبير عن الضيق الذي تعيشه بعد ان تحطم الغرور الإسرائيلي أمام صمود لبنان، هذه عقول لا تستطيع سماع الرأي الآخر، خاصة إذا كان هذا الرأي ضد عقليتها ويكشف عورتها وشراستها، نحن في الكنيست ليس بموجب اكرامية من أحد، فنحن هنا بحق، هذا وطننا الذي لم نهاجر إليه من أي مكان آخر، لقد اعتدنا على هذه الأجواء الهستيرية التي تصل إلى حد الجنون في زمن الحرب، رغم ان كل الحروب بادرت إليها إسرائيل. وقال بركة، ليس لدينا ما نقول سوى إننا نواصل معركتنا العادلة، ونقول لهم، «إنا على صدوركم باقون». وكان العديد من الاعلاميين والمسؤولين الاسرائيليين قد طالبوا الشخصيات العربية باستنكار قصف حزب الله ليثبتوا اخلاصهم للدولة، وعندما راح هؤلاء يتحدثون عن الموضوع بلغتهم الخاصة قائلين انهم لا يوافقون على قصف المدنيين ويستنكرون كل الأعمال الحربية التي يروح ضحيتها مدنيون، إن كان ذلك في لبنان أو في المناطق الفلسطينية المحتلة أو في لبنان، تعرضوا لحملة تشكيك وانتقاد لاذعة وراح نشطاء اليمين يتهمونهم بالتماثل مع حزب الله.