آية الله النجفي يحذر من «ثورة شعبية» في العراق

اليعقوبي لم يستبعد سيطرة الشعب على الثروة النفطية

TT

حذر المرجع الشيعي آية الله بشير النجفي، احد المراجع الشيعية الاربعة، امس من اندلاع ثورة شعبية عارمة، اذا لم تعالج الحكومة الملفات الامنية والخدماتية. وجاء في بيان صادر عن مكتب المرجع الشيعي من مدينة النجف المقدسة (160 كلم جنوب بغداد)، «نخاف أن يأتي يوم لا نستطيع فيه كبت ثورة الشعب فيحدث ما لا يحمد عقباه».

وقال البيان، الذي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية، «لم تتمكن الحكومات التي شكلت بعد سقوط النظام، من ان تفعل شيئا وكثرت المواعيد من دون انجازها، ومل الشعب الوعود». وأكد البيان ان «المرجعية تراقب الحالة عن كثب، وقد بلغ السيل الزبى».

واشار النجفي الى المطالب المهمة للعراقيين، التي يجب على الحكومة الالتفات اليها، وهي «استلام الملف الامني كاملا من القوات الاجنبية، لان العراقي اعرف بحماية بلده، عبر معرفته بمداخلها ومخارجها وتجهيز قوات الامن العراقية بالاسلحة والاعتدة والمعدات بالقدر الكافي، وتدريبها لتتمكن من سد الثغور».

كما اكد النجفي ضرورة «محاربة الفساد الاداري وشن حملة حازمة ضده، بالاضافة الى توفير الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء والمأكل، وبأسعار مدعومة ليتمكن الشعب من التنفس بتخفيف الضغط عن صدره». وكان تقرير للامم المتحدة قد اشار الى مقتل 5818 مدنيا في عموم العراق خلال مايو (ايار) ويونيو (حزيران) واصابة 5762 اخرين بجروح ونزوح 150 الف شخص.

من جهته، شبه المرجع الشيعي آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي الزعيم الروحي ومؤسس حزب الفضيلة الاسلامي، احد مكونات الائتلاف العراقي الموحد، السياسيين العراقيين المتصدين للحكم الان في البلاد بـ «امراء الحرب»، الذين تمت مشاهدتهم في بعض دول العالم خلال العقود الاخيرة ، والذين لا يبالون الا بمصالحهم الشخصية والحزبية.

وقال آية الله اليعقوبي، في كلمة القاها امام طلبة جامعة الصدر الدينية، خلال اجتماعه بعدد منهم في مدينة النجف الاشرف، «ان الحل متوقف على قناعة السياسيين المتصدين للحكم وصدقهم في ارادة الحل، اما اذا بقوا على سلوكهم الحالي الذي لا يبالي بأرواح المواطنين ولا بالتخريب الحاصل في البلد، والمهم عندهم سرقة اموال الشعب ومداراة مصالحهم الشخصية والحزبية، فان المشكلة ستبقى قائمة».

وتساءل اليعقوبي: «كيف لهؤلاء السياسيين حل مشاكل الناس واصلاح احوالهم، اذا كانوا هم انفسهم عاجزين عن قيادة انفسهم وكبح جماح شهواتهم واهوائهم ومطامعهم الشخصية؟»، مؤكدا ان سبب المشكلة هم السياسيون ومتى ما جنبونا شرورهم فان الامور ستعود لنصابها على حد تعبيره.

واشار اليعقوبي الى الاجتماعات «وموائد الطعام الفاخرة التي يقيمها هؤلاء السياسيون والتي يتبادلون فيها الضحكات والقبلات، والتي تنقلها شاشات التلفاز، في الوقت الذي يعاني فيه الملايين من العراقيين من الجوع ولا يجدون مأوى يتسترون به». متسائلا: «فلمن تنتمي هذه الجماعات المسلحة التي تنشر القتل والدمار والرعب في الشارع، ومن الذي يؤويها ويقدم الدعم المادي واللوجيستي لها ومن الذي يدافع عنها؟».

وقال اليعقوبي انه «ما دامت النار لم تحرق هؤلاء السياسيين ولم تضر بمصالحهم الشخصية وتبقى مقتصرة على الابرياء البائسين فانهم سوف لا يعملون على حل المشكلة وسيبقون يطمعون في تحقيق مكاسب اكبر على حساب الفرقاء الاخرين»، مؤكدا ان هؤلاء السياسيين «يفتقدون لكل روح وطنية ولكل حرص على المواطن ورحمة بالضعفاء والمساكين المحرومين».

وحذر آية الله اليعقوبي من ان سيناريوهات الضغط على القادة السياسيين، «قد تتمثل بقيام الشعب بإيقاف تصدير النفط وحرمان الجهات السارقة لاموال الشعب وامراء الحروب من هذه الثروة من اجل ان يعملوا على حل هذه المشكلة المرعبة». مبينا انه قد لا يجد الشعب طريقا امامه بعد ان يأس من ايجاد الحلول الا ارتكاب احد هذه السيناريوهات.