صدام لرئيس المحكمة: إذا حكمت علي بالإعدام فلينفذ بالرصاص لا شنقا لأنني عسكري

القاضي جوحي لـ الشرق الاوسط: عقوبة الشنق هي المنصوص عليها في قانون العقوبات > الرئيس المخلوع أنهى إضرابه عن الطعام بوجبة من اللحم والأرز والفاكهة والكوكا كولا

TT

فيما طلب الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من القاضي في جلسة محاكمته، امس، التي أرغم على حضورها، الحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص بدلا من الشنق بصفته «عسكريا»، قال مسؤول كبير في المحكمة لـ«الشرق الأوسط» إن القانون العراقي لا يتضمن عقوبة الإعدام رميا بالرصاص.

وقال صدام لرئيس المحكمة القاضي رؤوف عبد الرحمن «أنصحك كعراقي» وفي حالة الاضطرار الى اصدار حكم بالإعدام، التذكر ان «صدام رجل عسكري». وفي هذه الحالة الحكم يجب ان يكون رميا بالرصاص لا شنقا. وكان صدام قد عين نفسه قائدا للجيش رغم أنه لم يتدرب أو يعمل في صفوفه كجندي قط قبل توليه السلطة.

وأوضح القاضي رائد جوحي رئيس الهيئة التحقيقية لمحكمة الجنايات العليا الخاصة بمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأركان نظامه، ان «الحديث عن عقوبة الاعدام او اية عقوبة بحق صدام حسين او غيره من المحالين الى المحكمة الجنائية العليا، سابق لأوانه»، مشيرا الى ان «اي رأي قضائي لإصدار الحكم يتشكل بعد الانتهاء من الجلسات ومراجعة وتدقيق الاوراق وترك ذلك للقاضي رئيس هيئة القضاء والسادة القضاة في الهيئة».

وقال القاضي جوحي إن «العقوبات المرسومة في قانون العقوبات العراقي والذي تعمل المحكمة الجنائية العليا التي تحاكم صدام حسين وأركان نظامه بموجب هذا القانون ووفق ما منصوص عليه في قانون العقوبات العراقي، لا توجد عقوبة الاعدام رميا بالرصاص. وعقوبة الإعدام تنفذ شنقا»، منوها الى انه «في حالة وجود حالة غير منصوص عليها في قانون العقوبات العراقي، عند ذاك يكون للمحكمة الحق في اصدار ما تراه مناسبا من قرار».

وشكا صدام، الذي أضعفه إضرابه عن الطعام، من انه أرغم على حضور محاكمته بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال صدام، الذي ارتدى حلة داكنة وحمل مصحفا، للقاضي انه لم يختر المجيء للمحكمة، وانه كتب عريضة يوضح فيها عدم رغبته بالمجيء، ولكنه أحضر الى المحكمة رغما عنه. مشيرا الى انه يخوض إضرابا عن الطعام منذ الثامن من يوليو (تموز). وكان صدام، 69 عاما، يغذى عن طريق انبوب بعد اضرابه عن الطعام لمدة 16 يوما احتجاجا على ما يرى أنها محاكمة غير عادلة.

وحول هذا الجانب، أوضح القاضي جوحي «ان محكمة الجنايات العليا تستند الى المادة 145 من قانون المحاكمات الجزائية العراقي، وتشير هذه المادة الى انه يجب احضار المتهم الى قاعة المحكمة، سواء كان هذا المتهم صدام حسين او غيره، ونرى هنا ان الوجوب قانوني وينفذ عن طريق الشرطة او القوة التي يحتجز المتهم لديها وتنفيذ وجوب احضار صدام حسين الى قاعة المحكمة تم ويتم عن طريق الشرطة العراقية، كما تؤكد المادة 156 من قانون المحاكمات الجزائية على تحضير المتهم لجلبه الى قاعة المحكمة، والتحضير هنا هو تهيئة المتهم وإحضاره الى القاعة من قبل الجهة الموقوف لديها وبواسطة الشرطة العراقية، وصدام حسين أحضر بواسطة الشرطة العراقية كما شاهدنا عبر شاشات التلفزيون».

وقال القاضي جوحي ان «المحكمة تعمل بصيغة قانونية دقيقة للغاية وبشفافية، مطبقة مواد القانون العراقي من أجل تحقيق العدالة».

وفي هذا الصدد أوضح «ان اجراءات نقل صدام حسين الى المستشفى وتغذيته بواسطة الانبوب، هو إجراء قانوني تنص عليه مواد قانون المحاكمات، والذي يؤكد على أهمية الحفاظ على صحة المتهم، أيا كان هذا المتهم، وهناك التزامات قانونية تؤكد على ضرورة توفير الرعاية الصحية الكاملة للمتهم والحفاظ على حياته، طالما هو معروض للمحكمة»، مشيرا الى ان «تكليف محام للدفاع عن صدام حسين من قبل المحكمة بعد ان قاطع فريق الدفاع الجلسة، هو إجراء قانوني صحيح وسوف يستمر هذا المحامي بمهمته». وقالت وكالة رويترز، ان الاضراب عن الطعام لم يؤثر على الحدة التي يتسم بها صدام والتي ظهرت واضحة في الخطب المسهبة التي ألقاها اثناء المحاكمة التي تجري في محكمة بالمنطقة الخضراء الخاضعة لحراسة مشددة في بغداد، والتي تضم عددا من قصوره السابقة. وبالرغم من ضعف صوته الذي كان مهيبا ذات يوم، وبرغم فقده بعض الوزن، اعترى الغضب الرئيس المخلوع في بعض الاحيان. وقال صدام انه حتى لو لم يأكل لعشرة اشهر فسيكون في كامل صحته وعافيته، وطرح سؤالا قائلا «هل كنت تعتقد أن صدام حسين لن يكون قادرا على الكلام بعد 20 يوما». وكان محامو صدام قد اتهموا الجيش الاميركي بإجباره على تناول الطعام لإنهاء إضرابه.

وقال صدام انهم كانوا يغذونه في المستشفى من خلال أنفه الى معدته. ويخوض ثلاثة متهمين آخرين اضرابا عن الطعام، يعتقد أنهم أخوه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس المخابرات السابق وطه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة ابان حكم صدام. وشكا صدام للقاضي من ان نصف محاميه قتلوا، وسأله ان كانت حمايتهم أمرا شديد الصعوبة.

وحين تحدث المحامي الذي عينته المحكمة عن قتل الشبان المزعوم خلال استجوابهم اثناء الحملة التي شنت عقب محاولة اغتيال صدام في الدجيل، رفع الرئيس المخلوع يده مقاطعا وسأل ان كان هذا محامي صدام حسين ام الادعاء. ورفض المحامي تصويره وتحدث عبر جهاز لتغيير الصوت خوفا على حياته في البلاد التي تخربها الاعمال المسلحة وأعمال العنف منذ الاطاحة بصدام عام 2003. وحين أوشك المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن صدام على تلاوة مرافعته الختامية، قاطعة صدام قائلا إن المرافعة كتبها عميل كندي أميركي.

وفي وقت لاحق امس اعلن مصدر في المحكمة الجنائية العراقية العليا، ان صدام انهى اضرابه عن الطعام. وقال مصدر اميركي قريب من المحكمة العراقية، ان صدام «انهى يومه الثامن عشر من الاضراب عن الطعام، اليوم الاربعاء». واضاف «تناول صدام حسين وجبة من اللحم البقري والارز والفاكهة ومشروب غازي (كوكا كولا)، بعد رفع جلسة المحاكمة اليوم الاربعاء». وتستأنف المحكمة جلساتها اليوم.