الحكومة الصومالية تتهم إريتريا بإرسال أسلحة للمحاكم .. وأسمرة تنفي وتؤكد تورط إثيوبيا

واشنطن تعين بعثة جديدة لها في الاتحاد الأفريقي لمراقبة الوضع

TT

عبر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي عن قلقه البالغ من تصاعد الاوضاع السياسية الراهنة التي وصفها بالخطرية في الصومال وإخفاق عملية المصالحة الوطنية بين الاطراف الصومالية المختلفة.

واوضح بيان صادر عن المجلس امس أن السفير محمد علي فوم، ممثل المفوضية الخاصة بالصومال لدى مجلس الأمن الأفريقي قدم شرحا مفصلاً حول الاوضاع الراهنة في الصومال للإطلاع على آخر التطورات والمستجدات على الساحة الصومالية. وأشار البيان إلى استمرار المجلس في تقديم الدعم اللازم للحكومة الإنتقالية الصومالية كونها الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد.

وطالب المجلس جميع الأطراف في الصومال أن تجد حلا للأزمة عبر المفاوضات السلمية والابتعاد عن العنف.

وجدد المجلس طلبه لجميع الاطراف في الصومال الالتزام بالخطوة التي تم اتخاذها من قبل المفوضية بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي ومنظمة «السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف»(الإيقاد)، وذلك بالعمل بالقرار الذي تم اتخاذه حول الصومال والالتزام بضرورة أن يتم حسم كافة الخلافات التي تواجه الصومال في الوقت الراهن عبر الحوار السلمي.

ومن جهة اخرى، افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان طائرة شحن حطت امس في مطار مقديشو الدولي مما حمل الحكومة الصومالية الانتقالية على اتهام الاسلاميين بانتهاك الحظر على الاسلحة.

وابعدت عناصر الميليشيا الاسلامية الصحافيين عن محيط المطار عندما حطت في الساعة 8.00 (5.00 ت.غ) طائرة ذات اربعة محركات ترفع العلم الصومالي، قبل ان تقلع لاحقا. وكان اثنان من قياديي المحاكم الاسلامية ينتظران هبوط الطائرة على مدرج المطار المغلق امام حركة الملاحة منذ 11 عاما.

وسارعت الحكومة الانتقالية الى اتهام الاسلاميين بانتهاك الحظر على الاسلحة الى الصومال الذي فرضته الامم المتحدة في 1992 بعد اندلاع الحرب الاهلية في 1991. ومنذ ذلك الحين تخرق فصائل صومالية بانتظام هذا الحظر باعتراف الامم المتحدة.

وقال نائب وزير الاعلام صلاد علي جعيلي ان الطائرة كانت تحمل «اسلحة من اريتريا وفيها الغام وقذائف ومنصات لقذف الصواريخ وصواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات».

واضاف المسؤول الصومالي في اتصال هاتفي من بيداوة (250 كلم شمال غربي مقديشو) مقر المؤسسات الانتقالية الصومالية ان «حكومتنا تدين التدخل الاريتري».

وتدعم اثيوبيا الحكومة الانتقالية الصومالية في حين يشوب التوتر علاقاتها مع اريتريا منذ الحرب الحدودية الدامية التي تواجه فيها البلدان من 1998 الى 2000.

وفي رد على اتهمات الحكومة، قال القيادي الاسلامي «لا تفكروا في هؤلاء الناس في بيداوة. انهم جميعا موالون لاثيوبيا ولا يمثلون الشعب الصومالي انهم يتكلمون باسم اثيوبيا». وتعارض المحاكم الشرعية التي استولت في يونيو (حزيران) على مقديشو وقسم من اراضي الصومال فكرة نشر قوة سلام اجنبية وأي تعديل للحظر المفروض.

وفي اسمرة نفت الحكومة الاريترية امس ما تردد من معلومات حول عزمها ارسال قوات عسكرية الى الصومال ووصفتها بانها محاولات مدفوعة من اثيوبيا لتغطية تدخلها في الصومال.

ومن جهة اخرى، أعلنت السفارة الأميركية في أديس أبابا أن إدارة الرئيس جورج بوش اقترحت بتعيين السفيرة جندي لوكورفيل رئيسا للبعثة الدبلوماسية الأميركية الجديدة لدى الاتحاد الأفريقي.

وأشار بيان صادر عن السفارة الأميركية امس إلى أن السفيرة تشغل في الوقت الراهن منصب المساعد الخاص للرئيس وكبير مديري الشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي الأميركي.

وأضاف البيان أنه يجب موافقة الكونغرس لتولي السفيرة منصبها الجديد رسمياً وفقاً للتقاليد المعمول بها في هذا الصدد.

وأوضح البيان أن البعثة الدبلوماسية الجديدة لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ستعمل بشكل مستقل عن السفارة الأميركية التقليدية لدى إثيوبيا. ستصبح إثيوبيا واحدة من خمس عواصم عالمية تحتفظ واشنطن ببعثتين دبلوماسيتين بها من بينها بروكسل وجنيف. ومعظم الدول سواء الأفريقية أو غيرها من دول العالم تعتمد على سفيرها المعتمد في إثيوبيا بمهمة تمثيلها في الاتحاد الأفريقي. مصادر دبلوماسية مطلعة تشير إلى أن اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة القرن الأفريقي سيزداد في الوقت الراهن خاصة بعد التطورات السياسية التي تشهدها الصومال وسيطرة المحاكم الإسلامية على العاصمة مقديشو ومناطق أخرى والذي سيدفعها للعمل بجهد كبير مع كافة الأطراف.