المدارس الدينية الباكستانية ترفض تسليم 3 أجانب لترحيلهم

TT

كراتشي (باكستان) ـ أ.ب: تعهد تحالف لمدارس دينية بباكستان أمس، بعدم تسليم خمسة طلاب أجانب انتهت صلاحية تأشيراتهم للسلطات بهدف ترحيلهم، وسط جهود من حكومة الرئيس برويز مشرف، للتضيق على المدارس الدينية المتهمة بالترويج للتطرف الديني.

وكانت السلطات الباكستانية، قد طالبت مئات الطلبة الأجانب في مدارس دينية محلية بمغادرة البلاد، بعد ان اتضح ان واحدا من منفذي تفجيران لندن العام الماضي، كان قد زار مدرسة دينية مرتبطة بمجموعة أصولية محظورة. وتريد السلطات الآن ترحيل 3 طلاب من ماليزيا واندونيسيا وسري لانكا، يدرسون بمدرسة تابعة للجمعية الاسلامية في مدينة كراتشي الجنوبية، حسبما قال محمد اقبال المسؤول بالمدرسة. وانتهت صلاحية تأشيرات الطلبة في وقت سابق من العام الحالي، وطلبت المدرسة تمديد فترة اقامتهم، إلا ان الطلب رفض، حسبما اضاف اقبال. من جانبه، تعهد محمد حنيف جلندي، ممثل تحالف للمدارس الدينية في البلاد، بعدم تسليم هؤلاء الطلبة الاجانب بهدف ترحيلهم، وقال: «كل الطلبة الاجانب في مدارسنا يتمتعون بوضع قانوني ولن نسمح لأحد بطرد أي منهم».

وقال اقبال ان هناك نحو 100 طالب أجنبي بمدرسة الجمعية الاسلامية، غادروا باكستان منذ أن أعلنت الحكومة خططا لطرد أي واحد تنتهي صلاحية تأشيرة إقامته في البلاد. ولم يلتحق بالمدرسة طلاب جدد خلال الاشهر الماضية. وقال جلندي انه ومسؤولين آخرين، التقوا بالرئيس مشرف في وقت سابق من العام الحالي، وناقشوا معه قضية الطلبة الأجانب في البلاد.

وتأتي هذه الخطوة من المدارس الدينية، بعد يوم واحد من تحديد السلطات هوية منفذ اعتداء انتحاري، استهدف رجل دين شيعياً بارزاً في 21 يوليو الحالي في مدينة كراتشي. وكان الانتحاري البنغلاديشي الجنسية، عبد الكريم، 16 سنة، قد حضر الى مدينة دينية بباكستان منذ العام الدراسي 2003 ـ 2004، حسبما قال الاداري بالمدرسة مولانا ادريس مظاهري. واعتقل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم ثلاثة ناشطين سنيين مشتبه فيهم، في قضية التفجير. وتم استدعاء والدة وشقيق كريم من قبل الشرطة بهدف التحقيق في القضية.

يشار الى ان هناك نحو الف مدرسة دينية في باكستان، وتعزز الحديث عن علاقة مفترضة بين هذه المدارس والتطرف، منذ ان اتضح أن أحد منفذي تفجيرات 7 يوليو (تموز) 2005 بلندن، كان قد زار احدى المدارس الدينية الباكستانية. ومنذ تفجيرات لندن، اعتقلت السلطات الباكستانية المئات من الاشخاص بشبهة الارتباط بمجموعات متطرفة، بعضهم وعاظ اتهموا بنشر الطائفية. وأمرت السلطات أيضا بترحيل اكثر من 1400 طالب أجنبي.