مدارس مخيم جباليا تحولت إلى ملاجئ لعشرات العائلات الفلسطينية الفارة من القصف

معظم النازحين جاءوا من «أبراج العودة والندى»

TT

تحولت المدارس في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، الى ملاذ لعشرات العائلات الفلسطينية، التي فرت من جحيم القصف الذي تتعرض له التجمعات السكانية الفلسطينية، اقصى شمال القطاع، من قبل المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على الخط الفاصل بين قطاع غزة ودولة الاحتلال. ومعظم العائلات التي تلجأ الى تلك المدارس تفد من منطقة «أبراج العودة والندى»، شمال شرق بلدة «بيت لاهيا»، التي تتعرض للقصف العشوائي بشكل متواصل. وجاء الفرار الجماعي للمواطنين الفلسطينيين الذين يقطنون هذه المنطقة، بعد أن أوقع القصف الإسرائيلي عددا من القتلى وعشرات الجرحى. محمد حسان، الذي يقطن في المنطقة يقول إن البقاء في الشقق السكنية في المنطقة اصبح مرادفاً للموت، ويرسم صورة قاتمة للحياة في تلك المنطقة، في اعقاب التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير. ويؤكد أنه لا توجد شقة سكنية في الأبراج السكنية في المنطقة لم تتضرر من أثر القصف. أما جمال الببو، الذي يقطن في المنطقة وانتهى به المقام في احدى المدارس في مخيم جباليا، فيشير الى أن حياته وحياة زوجته واطفاله تحولت الى جحيم لا يطاق، بسبب القصف الذي يضرب المنطقة كالزلزال في كل ليلة، بالاضافة الى انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، الذي جعل مواصلة الحياة في المنطقة ضربا من ضروب المستحيل. ويؤكد أنه وعائلته يقضون الليل عادة وهم يتنقلون من غرفة الى غرفة بسبب الهلع وحالة الفزع التي تصيبهم بسبب القصف، مع العلم بأن القصف لا يتوقف طوال الليل والنهار. ويقول مواطن فلسطيني آخر من سكان المنطقة، إن المنطقة تبدو وكأنها تخضع لنظام حظر التجوال، حيث ان جيش الاحتلال يحرص على اطلاق القذائف، بحيث تسقط بجوار البنايات، فتتطاير الشظايا في كل اتجاه. وحسب هذا المواطن، فان الأطفال يكونون مجبرين عادة على التواجد في الشقق السكنية، حيث أن لعبهم في الخارج يشكل مخاطرة كبيرة. وتتبع المدارس، التي استقبلت فيها العائلات، وكالة تشغيل واغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وخصص قسم الشؤون الاجتماعية في وكالة الغوث فصلاً دراسياً لكل عائلة مشردة، في حين تحولت دورات المياه الى دورات جماعية لكل الأسر، التي تتواجد في كل مدرسة. وتولت الاونروا توزيع الاغطية والطعام على العائلات المشردة.

وبالنسبة لهذه العائلات فإن الانتقال للعيش في هذه المدارس في ظل الظروف المعيشية المأساوية هناك، يمثل هجرة ثانية. وينفي كل المشردين مزاعم الجيش الاسرائيلي بأن القصف المتواصل على المنطقة يأتي بسبب اطلاق صواريخ القسام على التجمعات الاستيطانية اليهودية في منطقة النقب الغربي جنوب غرب اسرائيل من منطقة «ابراج الندى». ويؤكد المشردون أن عناصر المقاومة الذين يدركون حساسية الأمر لا يطلقون ولو طلقة واحدة من محيط هذه المنطقة، حتى لا يعطوا جيش الاحتلال المبرر لمواصلة القصف. ومعظم العائلات التي تقطن «ابراج الندى»، هي عائلات شابة ذات دخل محدود، اتجهت للعيش في هذه المنطقة من كل انحاء القطاع، بحثاً عن شقق سكنية رخيصة الثمن نسبياً. ويخشى على نطاق واسع أن تجد المزيد من العائلات الفلسطينية نفسها مضطرة للجوء للمدارس والمؤسسات العامة، بعد أن شرع جيش الاحتلال في دعوة عائلات فلسطينية لمغادرة منازلها تمهيداً لقصفها بحجة أنها تستخدم مخازن للسلاح.