وليام باتي: لا حلول في الأفق للصراعات الطائفية في العراق حاليا

السفير البريطاني في العراق أبدى تفاؤله بالمستقبل في رسالة بمناسبة انتهاء مهمته

TT

حذر وليم باتي السفير البريطاني المنتهية ولايته في العراق، من التحديات والصعوبات المستقبلية التي قد يواجهها شعب العراق وحكومته نتيجة الصراعات الطائفية التي تفرضها «العصابات الاجرامية» والميليشيات المسلحة.

وقال إن ما تقوم به تلك المجموعات من أعمال تخريبية تطول أرواح المدنيين الأبرياء وعلماء البلد ومفكريه، اضافة الى البنى التحتية ومصادر الثروة الغنية في البلد، لا يمكن ايجاد حلول سريعة له في الوقت الحاضر. وأوضح باتي في رسالة وجهها بمناسبة انتهاء مهمته في العراق «أغادر العراق وأنا مليء بالأمل والتفاؤل لمسيرة المستقبل لهذا البلد، لكن وبنفس الوقت تشغلني المخاطر القادمة التي قد يواجهها قادة الشعب العراقي، فالأوقات الصعبة التي يشهدها شعب العراق وحكومته المستقلة ناتجة من التحديات التي تفرضها الطائفية والعصابات الاجرامية والأعمال التخريبية، وان مثل هذه التحديات لن تحل بوقت سريع، ولكني أتمنى من كل قلبي ان تكون التطورات التي حصلت خلال العام الماضي وعزم الحكومة سيقودان العراق نحو مستقبل ثابت».

وبين باتي أنه لا ينبغي الاستهانة بالانجازات التي تحققت في المجال السياسي في العراق خلال (12) شهرا الماضية، حيث «صوت الشعب لدستور جديد، وهناك حكومة ذات سيادة منتخبة بأسلوب ديمقراطي لأول مرة، وهناك مشاركة سنية في هذه الحكومة، كل هذا سيوفر للبلاد استقرارا طويلا». وأضاف أن «المؤسسات المستندة الى الشرعية والمصداقية وتحمل المسؤولية، ينبغي ان تكون هي المنتدى الذي تواصل من خلاله كل الاطراف العراقية مشاركتها في العملية السياسية». وكشف السفير البريطاني عن حدوث تطورات حقيقية في العملية السياسية العراقية، في الوقت الذي يستعد فيه للرحيل، من خلال زيادة قدرة وإمكانية العراقيين على ان يديروا شؤونهم بأنفسهم وتولي المسؤولية الامنية من خلال زيادة قدرات قوات الأمن في البلاد، الأمر الذي يتطلب أن تكون هناك قيادة كفوءة وجيدة وان تعمل على إزالة حالات الفساد، الذي سيقوي من دور المؤسسات الامنية والقانونية. وأكد السفير على مواصلة دعم المملكة المتحدة للعراق من اجل توفير مستقبل افضل لشعبه لكي يبقى قويا، متعهدا بالبقاء والاستمرار بمواصلة تقديم المعونة والمساعدة في كافة المجالات للعراق، طالما كانت هناك حاجة لذلك، وكلما طلبت الحكومة العراقية ذلك. وحث باتي دول العالم وخصوصا دول الجوار العراقي، على دعم هذا البلد والوقوف الى جانبه في هذه المرحلة من تاريخه، قائلا «ان مستقبل العراق يقع اليوم بيد شعبه، لكنه ايضا بحاجة الى مساندة جيرانه، فهناك شعور متنام بضرورة تقديم المساعدة الدولية لدعم مستقبل البلاد، وان العراق يوحد جهوده مع الامم المتحدة والمانحين الدوليين لتقديم المعونة الاقتصادية والسياسية الطويلة الامد، ويجب على الدول وخصوصا المجاورة للعراق ان تتعهد باحترام سيادته والالتزام بتحقيق مستقبل آمن له». وعبر باتي عن سروره للتصميم الذي ابداه العراقيون من مختلف الطوائف والأطياف وهم يتحدون «تهديد الارهاب»، وسعيهم الجاد في تحقيق تقدم أكبر في ظل مبادرة المصالحة الوطنية، التي أعلن عنها رئيس الوزراء نوري المالكي، برغم المحاولات المتعمدة التي تهدف الى تقويض العملية السياسية من خلال إشعال نار العنف.