«القوات المختارة» مشطت بنت جبيل و«حزب الله» داهمهم من عدة مواقع

TT

استمرت العمليات الحربية الإسرائيلية ضد لبنان والقصف الصاروخي من «حزب الله» على اسرائيل، طيلة ليل ونهار أمس. وقد رفضت اسرائيل طلب الأمم المتحدة لوقف النار 72 ساعة كي يتسنى القيام بمهام انسانية في البلدات اللبنانية والاسرائيلية التي تعرضت للقصف، زاعمة ان هناك مسارا لتقديم المساعدات الانسانية، ولا حاجة لما هو أكثر من ذلك.

وتجاهلت الحكومة الاسرائيلية تأكيد الأمم المتحدة على ان المطلوب بشكل ملح حاليا هو إعطاء، ولكن الحكومة الاسرائيلية ادعت انها تخشى من أن يستغل «حزب الله» استراحة كهذه لكي يعيد تنظيم قواته، ويستأنف القتال بشكل أقسى بعد انتهاء المدة. بيد ان مصادر سياسية في اسرائيل قالت ان الهدف من هذا الرفض، هو ابقاء التهديد الاسرائيلي مسلطا كالسيف فوق رقاب «حزب الله» وممارسة الضغط العسكري كسلاح مؤثر خلال المفاوضات. وقالت ان الادارة الأميريكية تؤيد هي أيضا هذا الموقف الاسرائيلي.

وكانت المعرك البرية قد تجددت في كل من مدينة بنت جبيل وقرية مارون الراس بين مقاتلي «حزب الله» وبين الجنود الاسرائيليين، الذين حاولوا دخول المدينة للقيام بعمليات تمشيط فيها. واعترف ناطق اسرائيلي بأن قوة الجيش من الوحدة القتالية المختارة المعروفة باسم «الوحدة 101» هي التي دخلت الى المنطقة بهدف الانتقام لمقتل قائدها قبل ثلاثة أيام. وقد داهمتها قوة من مقاتلي «حزب الله» من عدة مواقع، ودارت بين الطرفين معارك ضارية تبادل فيها الطرفان الهجمات. واستمرت المعارك سجالا ساعات طوال. واعترف الجيش الاسرائيلي بأنها أسفرت (حتى مساء أمس) عن اصابة جندي بجراح خطيرة واثنين آخرين بجراح متوسطة، وأربعة جنود بجراح خفيفة. لكنه قال ان قواته قتلت في هذه المعارك 26 مقاتلا من «حزب الله» وصادرت خمسة صواريخ مضادة للدبابات و30 قنبلة و6 بنادق وكميات من الذخيرة، التي خلفها الجنود وراءهم.

وقال الناطق العسكري الاسرائيلي، ردا على التساؤلات بخصوص عدم قدرة الجيش القوي والمنظم من دحر قوات «حزب الله» الأضعف منه تنظيما وتدريبا وتسليحا، ان المعارك القاسية ناجمة عن معرفة رجال «حزب الله» للمنطقة ومن طبيعة القتال مع عناصر كهذه. وقال إن هنالك فرقا بين الحرب مع جيش منظم وبينها مع فرق مقاتلين على طريقة حرب العصابات. وأضاف: انتظروا حتى تنتهي الحرب وسنرى من هو الأقٌوى والأقدر.

بالمقابل أطلق «حزب الله»، أمس، 64 صاروخا باتجاه البلدات الاسرائيلية في الشمال. ولم يستخدم فيها صواريخ متوسطة المدى، كما فعل في الأول من أمس عندما أصاب مدينة العفولة. ووصلت صواريخ الأمس الى طبريا ونهاريا ومعلوت وصفد وروش بينا.

كما سقطت خمسة صواريخ على قرية البقيعة العربية في الجليل الأعلى، وأصاب أحدها مدرسة القرية. وحسب بيان الشرطة الاسرائيلية، فإن الصواريخ لم تصب أحدا بجراح سوى شخص مدني واحد جرح في يده.