مسلحو دارفور يهددون بضرب الفاشر عاصمة الإقليم

قادة جنوب السودان: نحن مع نشر قوات دولية من أجل وقف اغتصاب النساء

TT

قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك الاكبر في حكومة «الوحدة الوطنية» في البلاد انها ترحب بالقوات الدولية في دارفور «اذا كانت ستأتي لإيقاف اغتصاب النساء وقتل المدنيين في الاقليم»، في وقت يعيش فيه الاقليم المضطرب تصعيدا عسكريا عنيفا على شتى المحاور. وهدد المسلحون بشن هجوم على مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور، وعلى الولاية الشمالية.

وتضاربت الانباء حول مصير منطقة «كلكل» الاستراتيجية في شمال دارفور التي دارت فيها معارك عنيفة بين المسلحين الرافضين لاتفاق ابوجا لسلام دارفور من جهة، وفصيل وقع على الاتفاق والقوات الحكومية من الجهة الاخرى، ففي حين تحدث المسلحون عن سيطرتهم على المنطقة، وانهم اسقطوا مروحية، نفى الجيش السوداني تلك الاقوال بشدة.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد عثمان الاغبش في تصريحات ان قوة من المسلحين نصبت كمينا لطوف اداري يتبع للقوات المسلحة (الجيش) بين مدينتي «كتم وكلكل» بولاية شمال دارفور، اسفر عن مقتل احد قواتها وجرح اخر فيما تمكن من ازالة الكمين.

واتهم عبد الكريم الشيخ القيادي واحد مساعدي مناوي البارزين الحكومة التشادية بدعم قوات جبهة الخلاص، وقال ان جبهة الخلاص تدخل المعارك الدائرة الان بمشاركة قوات تشادية قوامها 10 سيارات مسلحة تحركت الى منطقة «كلكل» لتقاتل الى جانب الجبهة، وقال الشيخ في تصريحات ان هذه السيارات تمثل جزءاً من التجهيزات والاسلحة الثقيلة التي وصلت لرافضي الاتفاق عبر تشاد.

وقال مسؤول اعلامي في «جبهة الخلاص الوطني» المناوئة لاتفاق ابوجا ان قواتها سيطرت على «كلكل» التي تبعد لمسافة 20 كيلومترا شمال غربي مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور، واسقطت في المعارك التي دارت بينها بين القوات الحكومية في المدينة مروحية حكومية.

وقال ان قواتهم اسرت نحو 50 من جنود الحكومة، واستولت على 6 سيارات تتبع للجيش السوداني محملة بالعتاد، ودمرت مثلها، وطاردت القوات القوات الحكومية حتى قرب مدينة الفاشر. وقال المسؤول في الجبهة ان قوات من حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي التي وقعت اتفاق ابوجا مع الحكومة، وقوات حكومية اخرى هاجمت قواتهم حول كلكل بـ18 سيارة حكومية، وسيارات اخرى تتبع لحركة مناوي «ولكنها تكبدت خسائر فادحة».

من ناحيته، قال اسماعيل عمر القيادي في جبهة الخلاص ان قواتهم تتقدم الان نحو مدينة الفاشر وان منطقة كلكل الآن في قبضتهم، وقال ان المعارك دارت بيت قواتهم وقوات مناوي مسنودة من القوات الحكومية.

واتهم عزالدين يوسف القائد الميداني لحركة «العدل والمساواة» المسلحة في دارفور والمنضوية تحت لواء الجبهة الحكومة باستخدام الطيران الحربي لضربهم دون مراعاة لاتفاق حظر الطيران في تلك المناطق، وهدد عزالدين بدخول الفاشر واحتلال المطار في حال استمرار قصف الحكومة لهم عبر الطائرات، وحذر مواطني الفاشر لاخلاء المدينة والتي قال انهم على مشارف دخولها. واعتبر عزالدين ان قوات الاتحاد الافريقي اصبحت جزءاً من العدو، واضاف «انها لا تستطيع ان تحمي نفسها».

فى غضون ذلك، وفي مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم امس، رحب باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان بالقوات الدولية في اقليم دارفور، واضاف: «نحن نرحب بهم اذا كان وجودهم في دارفور يوقف اغتصاب الاطفال والنساء وقتل المدنيين»، وتساءل «هذه القوات الان موجودة في العاصمة الخرطوم وجبال النوبة والنيل الازرق وفي شرق السودان وعددها نحو 10 آلاف جندي فلماذا تكون دارفور هي المنطقة المقدسة التي يجب الا تدخلها هذه القوات؟».

وقال ان الحكومة التي تتهم كل من يدعو الى دخول القوات الدولية في دارفور بالخيانة هي الخائن الاول لانها سمحت عبر اتفاق نيفاشا بدخول القوات الدولية الى دارفور ومن بعد سمحت للقوات الافريقية بالدخول الى الاقليم.

ووصف اموم زيارة الفريق سلفاكير النائب الاول للرئيس السوداني ورئيس الحركة الشعبية الى واشنطن التي عاد منها الى الخرطوم اول من امس بانها كانت «ناجحة» ساعدت على تمتين العلاقة بين الحركة والادارة والكونغرس الأميركي ومنظمات المجتمع المدني الداعمة للقضية السودانية.

وقال ان الزيارة خلقت ارضية للحوار بين الادارة الأميركية والمؤتمر الوطني وزيادة فرص تقدم العلاقة بين حكومة الوحدة الوطنية وأميركا باعتبار ان العلاقات الجيدة بين واشنطن والحركة ستفتح مع الادارة الأميركية المجال للمؤتمر الوطني لاقامة حوار بما فيها الملفات القديمة كالارهاب وقضايا حقوق الانسان.

الى ذلك، ابدى الرئيس البشير في لقاء جماهيري في منطقة «الزريبة» في شمال كردفان امتعاضه من موقف بعض القوى السياسية الداعم لدخول القوات الدولية، لافتا الى ان تلك القوات اذا وطأت اقدامها ارض السودان فلن تفرق بين رئيس ومرؤوس وغيره من الزعامات التي تنادي بذلك.

وجدد رفضه دخولها قاطعا بلهجة حاسمة بأن دارفور لن تسلم لقوات اجنبية مهما كان الثمن غير انه اكد على انها ستكون مقبرة للقوات وانهم لن يهنأوا فيها أبداً. وتساءل ان كانوا يريدون حماية انسان دارفور كما يدعون اين هم الآن مما يحدث من اجتياح اسرائيلي في ارض لبنان وفلسطين وقتل النساء والاطفال والابرياء فيها،لافتا الى ما يحدث في العراق في ظل وجود القوات الدولية من دمار وخراب وفتنة بين السنة والشيعة تزرعها اجهزة المخابرات الغربية العميلة بجانب ما تشهده سجون ابوغريب وغيرها من تعذيب وقتل للسجناء.