وزراء مغاربة يفضلون قضاء العطلة في منازلهم.. وآخرون لا يعرفون متى يستمتعون بها

TT

رغم أن نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أعلن في مؤتمر صحافي سابق، أن الوزراء لن يستفيدوا من العطلة هذه السنة، بسبب انشغالاتهم الحكومية، بيد أن بعضهم سيجدون لانفسهم ثغرة وسط ضغط الأجندة الحكومية من أجل قضاء بضعة أيام بعيدا عن ربطات العنق والاجتماعات الوزارية، فالوزراء من حقهم أيضا أن يسري عليهم شعار «العطلة للجميع»، وهو الذي أطلقه زميلهم محمد الكحص، كاتب الدولة (وزير الدولة) المكلف الشباب، وحرم نفسه منه من أجل تطبيقه. وبينما سيقضي محمد بن عيسى، وزير الخارجية المغربي، الجزء الاكبر من شهر اغسطس (اب) متنقلا بين الرباط ومسقط رأسه مدينة اصيلة، للإشراف على فعاليات موسمها الثقافي الدولي في دورته الـ28، باعتباره أمينا عاما لمؤسسة منتدى اصيلة، الى جانب متابعة متطلبات الدبلوماسية المغربية، فإن توفيق حجيرة، الوزير المغربي المكلف الاسكان والتعمير، سيقضي نصف عطلته التي لا تتعدى 12 يوما في منطقة فونخيرولا (جنوب اسبانيا)، بينما سيخصص نصفها الآخر للمكوث بمنزله للاستراحة من متاعب العمل الحكومي، قبل أن يستأنف مهامه مجددا.

وقال حجيرة لـ«الشرق الأوسط» إنه اضطر إلى التوجه صوب الجنوب الاسباني، بسبب عدم تمكنه من الظفر بغرفة في المنتجعات السياحية شمال المغرب، لكونه وجدها ممتلئة عن آخرها، مبرزا أن متوسط العطلة عند الوزراء المغاربة، الذي لا يتعدى عشرة أيام يجعل من الصعب عليهم السفر إلى منطقة بعيدة جغرافيا، فالوزراء الذين لا يجدون مكانا لهم في منتجعات السياحية المغربية، يقصدون الجنوب الاسباني بحكم قربه الجغرافي، موضحا أنه كان يفضل قضاء عطلته كلها بالمنزل، بيد أنه يستشعر أهمية السفر بالنسبة لأطفاله الذين هم في حاجة إلى تغيير الجو. ويبدو أن برنامج «العطلة للجميع»، الذي وضعه وزير الشباب لا ينطبق عليه شخصيا، فالكحص يجد نفسه غير معني بشيء اسمه العطلة، بسبب البرنامج الذي وضعه من أجل أن تمر أجواء العطلة مثلما سطر لها تماما.

وقال الكحص لـ«الشرق الأوسط»، إنه يصعب عليه أن يأخذ عطلة أو يسافر لتغيير الجو، وهو منهمك في برنامج من هذا الحجم، لأنه مهتم اكثر بعطلة الأطفال والشباب، فهو يجد نفسه غير معني بالسؤال عن مكان قضاء عطلته في الوقت الحالي على الأقل، مشيرا إلى أن موعد عطلته تحدده الإمكانيات وتوفر الوقت الكافي، بيد أنه يرجح أن يستفيد من عطلته مع بداية فترة الدخول السياسي.

أما نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الإعلام)، فإنه ما زال لم يعرف بعد موعد عطلته السنوية أو حتى إن كان سيتمكن من الظفر بها هذه السنة، لأنه ما زال لا يتوفر على معطيات بهذا الخصوص، مضيفا أنه سيقطع تماما مع الأماكن التي اعتاد قضاء عطلته بها، إذ أن الضرورة جعلته يقضي عطلته السنة الماضية في المنتجعات السياحية بشمال المغرب، بيد أنه لم يجد ضالته بها، لذلك بات يفضل قضاء أيام عطلته هذه السنة خارج المغرب. وعموما تبقى الظروف والالتزامات السياسية هي التي تتحكم في عطلة الشخصيات العامة، وزراء كانوا او ولاة.. او زعماء احزاب ايضا.