بوتفليقة يدعو الملك محمد السادس إلى «إنعاش» العلاقات الجزائرية ـ المغربية

تفاؤل جزائري بشأن تحسن العلاقات مع الرباط

TT

دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى «العمل سويا للارتقاء بعلاقاتنا إلى أرقى المراتب بما يخدم المصلحة المشتركة العليا لشعبينا الشقيقين».

وعبر بوتفليقة عن «يقيني بأن العلاقات الثنائية، التي تمر بفترة توتر، ستتحسن مستقبلا».

وقال بوتفليقة في رسالة وجهها أمس إلى الملك المغربي بمناسبة الذكرى السابعة لتربعه على العرش، أنه «يجدد لجلالتكم عزمنا الدائم والوطيد على العمل سويا ومد جسور التعاون والتآخي للارتقاء بعلاقاتنا إلى أرقى المراتب، بما يخدم المصلحة المشتركة العليا لشعبينا الشقيقين اللذين تربطهما أواصر الماضي ومتطلبات المستقبل».

وحملت الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، استعدادا من جانب الجزائر لدفن الأحقاد المتولدة عن نزاع الصحراء، ولاستئناف البناء المغاربي المجمد بسبب النزاع ذاته. ومن بين ما جاء في الرسالة: «أرجو أن نوفي المستقبل حقه من العمل والجهد لتنعم فيه أجيالنا بالخير والرخاء (...)، وإنني لعلى يقين من أن علاقاتنا الأخوية ستشهد، بإذن الله، وثبة متميزة بفضل ما يحذونا من عزم مشترك على إنعاشها وتطويرها وتوسيعها بما يستجيب لطموحات شعبينا الشقيقين في التضامن والتكامل، وفي تمكيننا من رفع تحديات عصرنا ومواجهة تحولاته وإرغاماته».

وأعرب بوتفليقة للعاهل المغربي، باسم الشعب الجزائري، «عن أحر التهاني وأطيب التمنيات لكم شخصيا ولسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة بوافر الصحة والسعادة والهناء ولشعبكم العزيز بمزيد من التقدم والرقي والازدهار تحت قيادتكم الرشيدة». وتأتي الرسالة في ظرف تعرف فيه العلاقات الجزائرية ـ المغربية نوعا من التوتر على خلفية اتهام المغرب الجزائر بـ«عدم مراقبة حدودها مما حال دون منع المهاجرين الأفارقة السريين من التدفق إلى المغرب فإسبانيا». وتتهم الجزائر المغرب بـ«معاملة المهاجرين بطريقة لا إنسانية». وزاد من حدة التوتر قرار الجزائر مقاطعة مؤتمر حول الهجرة السرية نظمته الرباط في 11 يوليو (تموز) الجاري.

وقال مصدر حكومي جزائري لـ«الشرق الأوسط» إن الجزائر »ترغب في تطوير علاقاتها مع المغاربة اقتصاديا وتجاريا، وحتى على صعيد الحد من الهجرة السرية ومحاربة الإرهاب وتجارة المخدرات على الحدود، ومهربي الأسلحة والمواد الغذائية». وتابع مفضلا عدم نشر اسمه: «نحن على استعداد للذهاب بعيدا مع المغاربة في مجال التعاون الاقتصادي والجمركي والتبادل الثقافي والتنسيق الأمني، لكن المطلوب منهم التفريق بين علاقاتنا الثنائية ونزاع الصحراء الذي نفضل أن يجد حلا له في إطار الأمم المتحدة».