أنان للكونغوليين: صوتوا وتجنبوا العنف واحترموا النتائج

بدء الاقتراع في الكونغو اليوم للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاما

TT

دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس الناخبين في جمهورية الكونغو الديمقراطية الذين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع اليوم للمرة الاولى منذ اكثر من 40 عاما، الى الادلاء بأصواتهم وتجنب اعمال العنف واحترام النتائج.

وكانت وسائل إعلام كونغولية أفادت امس أن أحد أفراد الحرس الشخصي للرئيس جوزيف كابيلا أطلق النار على حارس نائب الرئيس أزارياس روبيروا أثناء حملة انتخابية في العاصمة كينشاسا فأرداه قتيلا. وسيتنافس في انتخابات 33 مرشحا في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية و9707 مرشحين على 500 مقعد في الانتخابات التشريعية التي ستجري في دورة واحدة، تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويبلغ عدد الناخبين اكثر من 25 مليون مدعو الى التوجه الى 50 الف مركز اقتراع موزعة في انحاء البلاد الشاسعة. وستلي هذه العملية انتخابات اقليمية ومحلية تضع حدا لعملية سياسية هشة بدأت في 2003 بعد حرب إقليمية استمرت خمس سنوات وشاركت فيها سبع دول افريقية. وتعتبر هذه الانتخابات الاولى الحرة والتعددية، وتمثل تحديا بارزا بالنسبة لزائير السابقة التي شهدت منذ استقلالها في 1960، اثنين وثلاثين عاما من الحكم الديكتاتوري في ظل الماريشال موبوتو وبعض محاولات الانفتاح السياسي التي تخللتها ازمات ونزاعات. ويعتبر الرئيس المنتهية ولايته جوزف كابيلا المرشح الاوفر حظا للفوز بالرئاسة.

وينافس اعداء الأمس وبينهم نائبا الرئيس الحاليان المؤيدان لموبوتو جان بيار بيمبا وازارياس روبروا، وبعض المعارضين. ويقاطع ابرز حزب معارض، الاتحاد من اجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي برئاسة اتيان تسيسيكيدي، الانتخابات. وكانت الحملة الانتخابية انتهت وسط اجواء متوترة. فقد قتل الخميس اربعة اشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، واصيب عشرون شخصا بجروح في اعمال عنف وقعت على هامش آخر لقاء انتخابي لجان بيار بيميا.

وردت اللجنة الانتخابية المستقلة التي لا تزال تحظى بالدعم الكامل للمجتمع الدولي بان هذه الاوراق تشكل «احتياطا استراتيجيا». ويؤمن المجتمع الدولي 450 ملايين دولار لتمويل العملية الانتخابية.

وسيقوم نحو ثمانين الف شرطي كونغولي بضمان امن الانتخابات. ونشر الاتحاد الاوروبي نحو الف عنصر في كينشاسا وعددا مماثلا في الغابون. وستعمل هذه القوة بالتنسيق مع قوة الامم المتحدة في جمهورية الكونغو التي تعد 17 الف عنصر ينتشر 80% منهم في الشرق حيث لا تزال تنشط ميليشيات محلية ومتمردون اجانب. وسيتولى اربعون الف مراقب وطني ونحو 1500 مراقب دولي و17 الف مندوب لأحزاب سياسية ومرشحين مستقلين مراقبة الانتخابات.

ودعا جوزيف كابيلا المواطنين إلى التصويت وتعهد بإعادة بناء البلاد في حالة فوزه في سباق الانتخابات. وقال كابيلا باللغة الفرنسية «هذه أول انتخابات حرة منذ أربعة عقود». وترجمت كلماته إلى لغة لينجالا المحلية التي لا يتحدث بها.

واضاف كابيلا «لقد دعونا إلى تلك الانتخابات لنضع حدا نهائيا للفوضى» في إشارة للحكومة الانتقالية التي يتقاسم فيها السلطة مع أربعة نواب للرئيس. وكان كابيلا الاب اغتيل في عام 2001 .

واوضح كابيلا «أبي هو الذي أوصلنا إلى هذه الانتخابات». وأضاف «أنا مرشحكم أنا مرشح الشعب». ووقف الحشد دقيقة صمت حدادا على أرواح سبعة أشخاص بينهم طفلان لقوا حتفهم أول أمس أثناء حشد انتخابي للمرشح المنافس جان بيير بيمبان حسب تقرير لوكالة الانباء الالمانية.

وتعرض عدد كبير من المباني لعمليات نهب وإضرام للنيران من بينها مجمع كانت تستخدمه قوات أمن خاصة بالمرشح بيمبا وهيئة الاعلام الوطنية وكنيسة واستديو لموسيقي معروف.

وتعهدت جماعة متمردة في شرق البلاد لبعثة الامم المتحدة بأنها ستضع سلاحها جانبا ولن تفسد الانتخابات. وفي المقابل حصل أعضاء الحركة الثورية في الكونغو على حصانة من المحاكمة.

وكان الرئيس الجنوب أفريقي تابو مبيكي الشعب الكونغولي حث على العمل معا لضمان إجراء انتخابات هادئة وسلمية قائلا إن الانتخابات القادمة تكتسب «أهمية تاريخية بالنسبة إلى مستقبل أفريقيا».

من جهته، قال مبيكي إنه على ثقة من أن الزعماء في جمهورية الكونغو «لن يخيبوا أمل الجماهير التي يقودونها» مضيفا أن الانتخابات ستبعث برسالة إلى شعب الكونغو مفادها «أنهم يعودون مرة أخرى للسير في الطريق المؤدي إلى التئام الجراح». وسلط مبيكي الضوء على وضع جمهورية الكونغو باعتبارها واحدة من أفقر بلدان العالم على الرغم من ثرواتها المعدنية الهائلة وشبكة أنهارها التي يمكن أن تزود القارة الافريقية كلها بالطاقة فضلا عن كونها تحوي نصف الغابات الطبيعية في أفريقيا.

ومنذ عام 1998 تعمل جنوب أفريقيا كوسيط في الصراع في الكونغو الذي شمل عدة دول أفريقية. وتقدم الدعم الفني مثل عمل ونقل أوراق التصويت إلى مراكز الاقتراع.

كما أرسلت بريتوريا 118 مراقبا إلى الكونغو وطبقا لتقارير الامس فإنها ستوفر أربع مروحيات على الاقل للمساعدة في نقل وتجميع صناديق الانتخابات من المناطق الممتدة قرب جوما. ووفرت ألمانيا ثلاث مروحيات.