باريس تأسف لرفض إسرائيل هدنة في حرب قتلاها من الأطفال أكثر من المسلحين

مساعدات دولية لـ100 ألف لاجئ في جبل الشوف جنوب شرقي بيروت

TT

عبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس عن «أسفه الشديد»، لرفض اسرائيل هدنة انسانية في لبنان، مؤكدا انه سيقوم بمساع لدى الإسرائيليين من اجل التوصل الى هذه الهدنة. وقال دوست بلازي خلال مؤتمر صحافي «انني آسف بشدة، لكنني سأقوم على الفور بمساع لدى السلطات الإسرائيلية من أجل التوصل الى هذه الهدنة».

وأضاف «إن يان ايغلاند مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المسؤول عن الشؤون الانسانية، يرى انه من الضروري احلال هدنة انسانية لمدة 72 ساعة من اجل اجلاء الجرحى والمسنين والاطفال المعرضين للخطر، واعادة تزويد هذه المناطق بالمياه والادوية والمعدات الجراحية العاجلة». وفيما قال ايغلاند «ثمة خطأ جوهري في حرب يسقط فيها قتلى من الاطفال، اكثر مما يسقط من المسلحين»، شدد دوست بلازي على «ان الضحايا الاولى للنزاع اليوم هم الاطفال، انهم رهائن الاسلحة والحرب»، معتبرا انه «من غير المقبول ان يصبحوا أهدافا». وتابع انه «من غير الجائز ان يكون عدد الضحايا من الاطفال تخطى عدد الضحايا من الجنود». وكان دوست بلازي دعا اسرائيل الخميس الى السماح بفتح ممرات جديدة لايصال المساعدات الى لبنان، مطالبا بصورة خاصة بفتح مدرج جديد في مطار بيروت وضمان ممر بين بيروت ولارنكا في قبرص واقامة ممرين بحريين جديدين نحو صور والناقورة في جنوب لبنان، فضلا عن فتح ممر بري للوصول الى الناقورة والنبطية. ورفضت اسرائيل امس الدعوة الى هدنة. وقال افي بازنر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية «ليس هناك حاجة لوقف مؤقت لاطلاق النار لمدة 72 ساعة لأن اسرائيل فتحت ممرا للمساعدات الانسانية من لبنان واليه». وذكر بازنر أن اسرائيل لا تمنع وصول المعونات الى جنوب لبنان. وأضاف «ان حزب الله هو الذي يمنع عن عمد نقل المساعدات الطبية والغذاء لسكان جنوب لبنان، من اجل خلق ازمة انسانية يريدون القاء المسؤولية عنها على اسرائيل». الى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي أن سفينة فرنسية محملة بالمساعدات ستغادر الاسبوع المقبل باتجاه لبنان، حيث سيبدأ العسكريون الفرنسيون الذين ينظمون عمليات الاجلاء، بالتركيز على «الدعم الانساني». وقال دوست بلازي «نحن نستعد لإرسال سفينة وضعتها شركة مرسيليا البحرية تحت التصرف، الاسبوع المقبل من مرسيليا الى لبنان، وستحمل السفينة المساعدات الانسانية التي جمعت بمبادرة من الادارات المحلية الفرنسية ومن الشركات الفرنسية العاملة في لبنان». وكانت الخارجية الفرنسية اعلنت الاثنين الماضي ان شركة مرسيليا البحرية، وهي ثالث اكبر شركة مالكة للسفن في العالم يراسها جاك سعادة اللبناني الاصل، وضعت احدى سفنها تحت التصرف لنقل المساعدات الانسانية الى لبنان.

وقال دوست بلازي «ان جهازنا العسكري الذي اقتصر عمله حتى الآن على تأمين افضل الظروف لاجلاء رعايانا واصدقائنا الراغبين في المغادرة، سوف يركز عمله من الآن فصاعدا على الدعم الانساني للجماعات الاكثر عرضة للتهديد». واضاف «نحن قررنا ارسال مساعدات غذائية بقيمة مليون يورو فورا، ونستعد لارسال مساعدات تعتبر اساسية».

وأشار الوزير الى ان المساعدات الفرنسية «ستركز بشكل خاص على المياه مع اعطاء حيز واسع من التنبه لامكانية انتشار الامراض، اضافة الى تأمين مقار اقامة لأكثر الناس فقرا وضعفا والى الاهتمام بالأطفال النازحين وتأمين الأدوية والطاقة للمستشفيات». وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن الاربعاء ان فرنسا ستخصص 15 مليون يورو كمساعدات انسانية للبنان، بعد أن سبق وصرفت 2.5 مليون يورو لهذا الهدف.

كما رست سفينة اميركية تحمل أول مساعدات اميركية ترسل الى لبنان عن طريق البحر في بيروت امس، حاملة امدادات لحوالي 800 الف نازح من جراء القصف الاسرائيلي المستمر منذ 18 يوما. وجلبت السفينة الحربية الاميركية سويفت 20 الف بطانية و2000 قطعة مشمع وسبع مجموعات من الامدادات طبية زنة طن واحد، ويمكن ان تدعم عشرة آلاف شخص لمدة ثلاثة اشهر. وقال ديفيد هودريدج منسق المعونة الطارئة في ميرسي كوربس، وهي منظمة غير حكومية توزع المعونات «ستذهب لجبل الشوف وشرق بيروت، حيث يوجد أكبر عدد من النازحين». وتعهدت واشنطن بتقديم 30 مليون دولار لمساعدة لبنان، التي تعرض لغارات جوية اسرائيلية مكثفة منذ قتل «حزب الله» ثمانية جنود إسرئيليين واسر اثنين آخرين في 12 يوليو (تموز) في غارة عبر الحدود.

وقال جندي لبناني «يرسلون القنابل الذكية للإسرائيليين، ويبعثون لنا بالبطاطين. إذا كان بيدي الأمر ما تركت السفينة ترسو هنا. سالقي بهذه الاشياء في البحر»، وقال هولدريدج ان النازحين توافدوا على المنتجعات الهادئة في المناطق الجبلية قرب بيروت وانهم لجأوا للمدارس وغيرها من المباني العامة لتفادي القنابل الاسرائيلية. وقال الكابتن جيف نيلسون وهو طبيب بالقوات الجوية على متن السفينة سويفت أثناء رحلتها من قبرص القريبة للبنان «اعتقد ان نقل هذه المعونات هو التصرف السليم». وصرح لوريترز «شهدنا المعاناة الكبيرة للمدنيين خلال الايام القليلة الماضية.. اصابة بطلق ناري في الوجه واصابات بشظايا. اذا كنت في الجنوب فإنك في خضم القتال». وهذه الامدادات مرسلة الى جبل الشوف جنوب شرقي بيروت، حيث لجأ 100 ألف شخص هربا من القصف الاسرائيلي لمقاتلي حزب الله في جنوب لبنان. وقال نيلسون «لا يمكن ان يزيد تعداد سكان هذه البلدات عشر مرات دون ان تحدث جميع انواع المشاكل». وتنظم الأمم المتحدة قوافل معونة لبلدات في الجنوب مثل صور وصيدا وجزين، ولكن ثبت صعوبة نقل امدادات غذائية وادوية بأمان لقرى وبلدات في الجنوب في قلب ميدان القتال. وفي تقرير اول من أمس قالت الحكومة الاميركية، ان الصليب الاحمر لم يتسلم من اسرائيل بعد موافقة على ممر آمن لتوزيع المعونات، وانه لا تزال هناك 200 قرية معزولة في الجنوب.

وذكر التقرير أن ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف شخص يفرون من لبنان يوميا، وان المواد الغذائية والطبية والامدادات الاخرى تنفد بسرعة واضاف «نقص الوقود وشيك».