مسؤولون دوليون ولبنانيون: إسرائيل استخدمت قنابل عنقودية وفوسفورية ولولبية

بوش يعتذر لبلير عن القنابل التي أرسلت لتل أبيب

TT

فيما قال مسؤول بريطاني ان الرئيس الأميركي جورج بوش اعتذر لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد ان شكت بريطانيا من ان واشنطن لم تتبع الاجراءات السليمة في ارسالها قنابل خارقة للحصون ومعدات عسكرية اخرى الى اسرائيل عبر مطارات بريطانية، أكد عاملون في المجال الصحي وعسكريون لبنانيون لوكالة الصحافة الفرنسية انهم لاحظوا انواعا من الاصابات على عدد من الجرحى في جنوب لبنان تبعث على الشك بان الجيش الاسرائيلي يستخدم اسلحة يحظر استعمالها في المناطق السكانية وضد المدنيين. ويصرخ الطفل حسين مهدي (تسعة اعوام) وهو يئن من الالم «هل اصيبت أمي بحروق كما حصل لي؟ ويؤكد الاطباء الذين يعالجونه انه مصاب بحروق بليغة ناتجة عن قنابل فوسفورية اطلقها الجيش الاسرائيلي على مدنيين في جنوب لبنان. ولم يجرؤ احد على القول لمهدي ان والدته قتلت على الفور لان الالام التي يعاني منها لا تطاق، والحروق تمتد من صدره الى وجهه الى يديه الى ظهره وفخذيه وهو لا يتوقف عن البكاء وهو يتقلب في سريره.

وكانت مقاتلة حربية اسرائيلية قصفت منزل اهله في بلدة الناقورة اخر نقطة على الساحل اللبناني قبل الحدود الاسرائيلية ما ادى الى مقتل والدته وشقيقته (11 عاما) على الفور في حين نقل الطفل على متن سيارة اسعاف الى مستشفى في بيروت بعد رحلة محفوفة بالمخاطر.

وروى محمد سلام رئيس فريق اسعاف في صور كيف اجلى من احد المنازل امراة وابنتها، «وهما جريحتان وغائبتان عن الوعي بعد غارة جوية دمرت منزلهما في قرية البازورية».

واضاف سلام «وجدت بين الانقاض طفلا في شهره التاسع وعندما اخرجته ونزعت عنه ثيابه لنقله الى سيارة اسعاف ومعرفة ما اذا كان مصابا، تحول لون جسده الى الاسود على الفور لدى احتكاكه بالهواء». واعرب عن اقتناعه بان هذا الرضيع اصيب بقنبلة فوسفورية. ولم يكن بالامكان التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر طبية مستقلة.

وردا على سؤال حول ما اذا كان الجيش الاسرائيلي يستخدم قنابل عنقودية وفوسفورية اكتفى متحدث عسكري اسرائيلي بالقول ان الجيش الاسرائيلي «لا يستخدم سوى اسلحة مسموح استخدامها حسب القانون الدولي». وقال ضابط في سلاح الهندسة في الجيش اللبناني ان الجيش الاسرائيلي استخدم في منطقة العرقوب في جنوب شرقي لبنان قنابل لولبية تخرق طبقات عدة من اي بناء تصيبه، وقنابل عنقودية تقذف قنابل صغيرة على مسافات كبيرة. وقال خبير غربي يتخذ من لبنان مقرا له لوكالة الصحافة الفرنسية ان «اسرائيل تستخدم بالتأكيد قنابل لولبية وانشطارية». وقال «انها تستخدم عادة لمهاجمات الآليات المدرعة ولا يجوز استخدامها ابدا ضد المدنيين».

وتابع «لدنيا تقارير تفيد باستخدام قنابل فوسفورية وقذائف مدفعية لولبية». وقال «ان معاهدة جنيف لا تحظر هذه الاسلحة الا انها تحظر استخدامها ضد المدنيين وفي المناطق السكنية».

وكانت منظمة مراقبة حقوق الانسان «هيومان رايتس ووتش» الاميركية المدافعة عن حقوق الانسان اتهمت اسرائيل في الرابع والعشرين من يوليو (تموز) الحالي باستخدام قنابل عنقودية في قصفها المدفعي ودعت اسرائيل الى التوقف على الفور عن استخدامها. ونقلت هذه المنظمة غير الحكومية ان «شهودا وناجين« في لبنان نقلوا ان اسرائيل استخدمت قنابل عنقودية ضد قرية بليدا ما ادى الى مقتل امرأة في الستين من العمر اضافة الى جرح 12 بينهم سبعة اطفال.

وفي الثالث والعشرين من يوليو (تموز) الجاري تمكن محققو هذه المنظمة من تصوير «قنابل عنقودية بين ذخائر وحدة مدفعية اسرائيلية تتمركز على الحدود مع لبنان». وقال المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» كينيث روث «ان القنابل العنقودية هي اسلحة غير دقيقة ولا يجوز استخدامها على مقربة من المدنيين». وقال «لا يجوز على الاطلاق استخدامها في مناطق آهلة».