الرئيس اللبناني: «حزب الله» ازداد قوة.. وأميركا لم تعد وسيطا بسبب انحيازها لإسرائيل

TT

قال الرئيس اللبناني اميل لحود ان «حزب الله» يحظى بتأييد غالبية الشعب اللبناني وانه اصبح اكثر قوة وشعبية من ذي قبل ولا يمكن لاسرائيل ان تنهيه. واعتبر «ان الخروج من الازمة القائمة يبدأ بوقف اطلاق النار والجلوس حول الطاولة للتفاوض في كل الامور»، مشيرا الى انه ليس خائفا من وقوع حرب اهلية «لان اللبنانيين اصبحوا موحدين ولن يقبلوا بمحاربة بعضهم البعض». وقال ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تلعب دور الوسيط المحايد بسبب انحيازها التام الى اسرائيل.

وقال لحود في حديثين الى «الاذاعة الوطنية الاميركية» والتلفزيون اليوناني: «ان الحكومة اللبنانية موحدة وقراراتها تتخذ بالتوافق وتقوم بالكثير من اجل البلد. وهذا ما يقوي وحدة اللبنانيين»، لافتا الى ان «حزب الله قوي جدا لانه يؤمن بما يقوم به. وهو يعمل على استعادة الحقوق اللبنانية من خلال الافراج عن الرهائن في السجون الاسرائيلية وتحرير بقية الاراضي المحتلة واستعادة خرائط الالغام التي زرعتها اسرائيل في الجنوب قبل انسحابها منه في العام 2000». واعرب عن خيبته «لعدم اتخاذ قرار بوقف فوري لاطلاق النار رغم كل المجازر التي وقعت والتدمير الذي حصل»، مبديا اسفه «لصمت المجتمع الدولي وعدم تحركه مع عدد من الدول العربية والاوروبية التي سبق لها ودعت الى عقد مؤتمر روما».

وتحدث الرئيس اللبناني عن «الانحياز الاميركي التام لاسرائيل، لتكون القوة الوحيدة المسيطرة على الشرق الاوسط وتكون الدول المحيطة بها هامشية». وقال: «من هنا فان الولايات المتحدة لم تظهر انها تستطيع ان تلعب دور الوسيط المحايد. وهو ما لم يكن يحصل سابقا رغم الدعم الذي كانت تتمتع به اسرائيل من قبل اميركا».

وأعرب عن اعتقاده بأن الشعب الاميركي «اذا عرف ما يحصل في لبنان من انتهاك لحقوق الانسان لن يقبل بالمسألة. لذلك نناشد الضمير الاميركي عدم تفضيل المصالح الاميركية على الاطفال والنساء والمدنيين الذين يقتلون يوميا. فعلى الشعب الاميركي ان يعرف الحقيقة ويعمل على وقف المجازر الاسرائيلية في لبنان».

وردا على سؤال اذا كان باستطاعة اسرائيل ان تنهي «حزب الله»، اجاب لحود: «ابدا... لا يمكنهم ذلك والمعركة ما زالت في بدايتها. ورغم مرور اكثر من اسبوعين على المواجهة لم يستطع الاسرائيليون السيطرة على قرية واحدة. فهل يمكن لهم ان يتغلبوا على حزب الله؟ لا اعتقد ذلك. ولن يتمكنوا من نزع سلاحه. وما يفعلونه اليوم هو تدمير للبنان ظنا منهم انهم يستطيعون احداث شرخ بين اللبنانيين وجرهم الى حرب اهلية كما حصل في السابق لان اللبنانيين تعلموا درسا مهما من الحرب الاهلية. وهم لن يقبلوا بمحاربة بعضهم البعض. وسنظل موحدين وخصوصا في وجه العدو الاسرائيلي».

واضاف: «ان حزب الله اصبح اكثر قوة وشعبية من ذي قبل. لقد اساؤوا تقدير هذا الحزب وظنوا انه مجموعة صغيرة تحدث ضجة كبيرة. كلا، حزب الله حرر ارضنا. ولذلك هو محترم جدا داخل لبنان وخارجه. كل الشعوب العربية الان هي مع حزب الله. اما بالنسبة الى المسؤولين العرب فحساباتهم مختلفة. الشعوب العربية تعرف جيدا ان الدول العربية هزمت في ستة ايام امام اسرائيل فيما مضى حتى الان 17 يوما والحزب صامد في وجه اسرائيل».

وعن رأيه في نشر قوات متعددة الجنسية في الجنوب اللبناني، قال لحود: «هذا الحل اضافة الى حلول تطرح ومنها ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب، هي مواضيع يجب ان تبحث بين اللبنانيين. فالارض أرضنا، ولنا رأينا في الموضوع. ووفقا لدستورنا، ليست الاقلية او الاكثرية هي التي تتخذ قرارا بهذا الاهمية، بل يجب حصول توافق بين اللبنانيين. وهذا ما حاول اللبنانيون ان يفعلوه من خلال الحوار في ما بينهم. وكانت هناك جلسة مخصصة لنقاش هذه المسألة في نهاية هذا الشهر. لكنهم لم يدعوا (الاسرائيليون) ذلك يحصل، بل اتخذوا ذريعة من اسر جنديين وشنوا علينا الهجوم».