السعودية تبدأ بتنفيذ المرحلة الأولى من إغاثتها العاجلة للشعب اللبناني

الأمير نايف يعتمد 21.3 مليون ريال للمرحلة الأولى والفريق الطبي يغادر اليوم

TT

في الوقت الذي تواصل فيه آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية ضربها للبنى التحتية اللبنانية، وقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل في عدد من المناطق اللبنانية، وصل بعد ظهر أمس الأحد، المستشفى الميداني السعودي، إلى لبنان عن طريق البر، وهو الذي كان قد وجه بإقامته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في وقت سابق.

واعتمد الأمير نايف بن عبد العزيز أمس، مبلغ 21.375 مليون ريال سعودي، للبدء الفوري بحملة الإغاثة السعودية، فيما ذكر الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية رئيس الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني، أن الحملة باشرت تنفيذ برنامجها الإغاثي العاجل، والذي يشمل تأمين مواد غذائية عاجلة، وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوفير المياه والأغطية والفرش، وتأمين احتياجات الأطفال، وذلك بالتعاون والتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات اللبنانية الرسمية.

وسيقام المستشفى الميداني، وفقا للدكتور صالح التويجري رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، بالقرب من ميدان الخيل، وهي النقطة الأقرب لمنطقة الاحتياج، بحسب ما رأت ذلك وزارة الصحة اللبنانية.

وقال التويجري لـ «الشرق الأوسط»، إن فريقا طبيا متكاملا، سينطلق من العاصمة السعودية الرياض، صباح اليوم الاثنين، يرافقه فريق إعلامي سعودي، على متن طائرة خاصة، ستقلهم إلى مطار دمشق الدولي، وسوف ينتقلون إلى العاصمة اللبنانية عن طريق البر.

وتبلغ السعة الاستيعابية للمستشفى الميداني، 100 سرير تقريبا، كسعة قصوى، فيما ذكر الدكتور التويجري، أن المستشفى مهيأ لعمل كبرى العمليات الجراحية فيه.

وشرع الفريق الفني المرافق للمستشفى الميداني السعودي، بإقامته في المكان المخصص له، في حين قال التويجري، إن عملية إقامته لن تستغرق وقتاً طويلاً، وذلك لسهولة عملية تركيبه.

وسيباشر العمل في المستشفى الميداني السعودي، فريق طبي، قوامه 150 رجلاً، فيما تمت الاستعانة بالكوادر اللبنانية في مجال التمريض داخل المستشفى.

وسعت السعودية، على اختيار منطقة سكنية أمنة، لأفراد بعثتها، لكي يتمكنوا من ممارسة مهامهم الإنسانية على أكمل وجه.

إلى ذلك، بدأت الحكومة السعودية أمس، بتسيير الإغاثة الشعبية العاجلة للمتضررين والنازحين من أبناء الشعب اللبناني، إسهاماً في تخفيف معاناتهم التي يمرون بها حالياً جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، وفقا لما وجه به الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي المشرف العام على الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني.

واعتمدت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني المتضرر، مبلغ 6.375 مليون ريال لتأمين مواد إغاثية عاجلة للشعب اللبناني، تلبية للحاجة الماسة، إذ ستعمل الحملة على تأمينها من لبنان والدول المجاورة لتوزيعها على المتضررين وتجمعات النازحين، فيما تم اعتماد مبلغ 11.250 مليون ريال، عاجلة للمتضررين داخل لبنان، خاصة مناطق الجنوب اللبناني، يتم تنفيذها بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسيف.

وفي ظل النقص الحاد الذي تعانيه المستشفيات اللبنانية، جراء تقطيع قوات الإحتلال الإسرائيلية لأواصر الدولة اللبنانية، فقد اعتمدت الحملة الشعبية السعودية مبلغ 3.750 مليون ريال، لتأمين الأدوية، والمستلزمات الطبية، واحتياجات الدفاع المدني، والمولدات الكهربائية، إضافة إلى تسيير جسر بري للتبرعات العينية التي قدمتها الشركات السعودية والمواطنون في الحملة التلفزيونية.

وقال الدكتور الحارثي، إن الحملة شكلت فريق عمل ميداني، يوجد في المناطق المتضررة للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والمنظمات الدولية الموجودة في الميدان لتسهيل عمل الإغاثة السعودية، فيما أوضح أن الحملة تهدف من خلال برنامجها الإغاثي العاجل، إلى تقديم الإغاثة المباشرة للمتضررين والنازحين والوصول إليهم في مناطق تجمعاتهم، وتغطية احتياجاتهم الأساسية، من غذاء ومأوى، بالإضافة لتقديم الرعاية الطبية في أماكن وجودهم، ورعاية الأطفال، والمعاقين، وكبار السن، وتقديم كافة احتياجاتهم المعيشية.

وتمثل تلك الاعتمادات، المرحلة الأولى من الإغاثة العاجلة التي وجه بها الأمير نايف بن عبد العزيز، في حين لا تزال الحملة تتلقى التبرعات المالية على حسابها البنكي الموحد لدى البنك الأهلي التجاري رقم 567.

وكانت حملة التبرعات الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني التي نظمها التلفزيون السعودي يوم الأربعاء الماضي، قد تلقت تبرعات نقدية، تجاوزت 109 ملايين ريال، إلى جانب جملة من المساعدات العينية المختلفة، التي شملت أدوية ومستلزمات طبية، والتكفل بعلاج 500 مصاب لبناني، ومواد غذائية بتكلفة زادت عن 15 مليون ريال سعودي.