على الرغم من ادانة دولية واسعة للمجزرة التي تسبب بها القصف الاسرائيلي لبلدة قانا جنوب لبنان أمس، الا ان الولايات المتحدة رفضت اعتبار العمل الذي اسفر عن قتل عشرات المدنيين اللبنانيين «جريمة حرب». ولم تندد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بالقصف الاسرائيلي لقانا، لكنها قالت امس بعد لقائها مسؤولين اسرائيليين انها تشعر بـ«حزن عميق» لفقدان «حياة ابرياء» في قانا. ومن جهته، قال ناطق باسم البيت الابيض بلين ريثماير «ان الولايات المتحدة تواصل الطلب من اسرائيل التحلي بضبط النفس»، مضيفاً ان موقف واشنطن لم يتغير. وقال ان «من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها».
ورفض المسؤول الثالث في الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز تسمية مجزرة قانا بانها جريمة حرب. وقال بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية، رداً على سؤال لقناة «ايه بي سي» الاميركية ان «الولايات المتحدة لا تعتقد ان ما حدث على مدى التسعة عشر يوماً الماضية يشكل جرائم حرب». ولكنه اعترف ان امس «يوم حزين جدا للبنانيين. يوم مأساوي». وتابع «نعتقد ان لكل بلد الحق في الدفاع عن نفسه ونعتقد ان هذا النوع من الاقتتال يجب ان ينتهي»، داعياً الى تشكيل قوة دولية لنشرها في الجنوب اللبناني «بسرعة، بسرعة كبيرة».
الا ان الموقف الاوروبي كان اكثر قوة في شجب القصف الاسرائيلي. ودان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس قتل الابرياء في قانا، معتبراً ان ما حصل لا يمكن تبريره ومكرراً دعوته الى وقف اطلاق النار. واعرب شيراك عن «صدمته» بعد «عمل العنف الذي اودى بالعديد من الضحايا الابرياء وخصوصا نساء واطفال في قانا»، مشدداً في بيان على ان «فرنسا تدين هذا العمل غير المبرر الذي يظهر اكثر من اي وقت ضرورة التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار لتفادي وقوع مآس اخرى».
من جهتها، وصفت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أمس الهجوم الاسرائيلي على قانا بأنه «مروع للغاية». ولكنها حين سئلت ان كانت بريطانيا تنظر الى الغارة التي جرت في الفجر او للقصف الاسرائيلي المستمر للبنان منذ 19 يوماً على أنه «غير متناسب»، تجنبت الرد مباشرة، مضيفة أن اسرائيل قد تتوقف عن الانصات اذا استخدمت كلمات معينة.
وأعرب وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير عن شعوره بـ«الصدمة» إزاء التقارير الواردة من قانا، مضيفاً ان «الحادث المأساوي» في قانا يؤكد أن الاولوية القصوى يجب أن تعطى لايقاف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
ووجه الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ادانة شديدة للهجوم الاسرائيلي على قانا، معتبراً ان «لا شيء يبرر ذلك». واعتبرت المفوضية الاوروبية ان قصف قانا امر «رهيب»، ودعت الى وقف لاطلاق النار «في اسرع وقت ممكن» بين اسرائيل وحزب الله. وسارع دان غي بيدرسون الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة كوفي انان في لبنان القصف الاسرائيلي لبلدة قانا وطالب بتحقيق دولي ظهر أمس. ودعا الى «وقف فوري لاطلاق النار وفتح تحقيق» بالمجزرة.