اجتماع طارئ لمجلس الأمن.. وأنان يحذر من فقدان المصداقية إذا لم تجر إدانة مجزرة قانا

إسرائيل تطلب إجلاء سكان قريتين لبنانيتين ومشروع فرنسي لوقف إطلاق النار

TT

بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ومن الحكومة اللبنانية عقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا إثر الهجوم الإسرائيلي على بناية من ثلاثة طوابق في بلدة قانا بجنوب لبنان راح ضحيتها أكثر من 60 شخصا أغلبهم من الأطفال والنساء. وقبل عقد الجلسة الطارئة قدمت فرنسا مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار مع الأخذ في نظر الاعتبار توفير الظروف الملائمة لوقف إطلاق نار دائم وإيجاد حل عادل ودائم للأزمة الراهنة بين إسرائيل ولبنان. وأوضح السفير الفرنسي جان مارك دي سابليير أن مشروع القرار يستند كثيرا على المذكرة التي قدمتها فرنسا في مؤتمر روما. وفي اجتماع مجلس الأمن أدان الأمين العام كوفي انان بقوة مجزرة قانا وقال «يجب أن ندين هذا العمل بأقوى ما يمكن»، وحذر انان أعضاء المجلس من الفشل في اتخاذ قرار وحذر من انعدام مصداقية مجلس الأمن وقال «لقد أدرك الناس فشل المجلس في أن يتصرف بحزم خلال هذه الأزمة». وجدد انان دعوته إلى وقف لإطلاق النار وشدد على الحاجة الملحة لوضع نهاية للقتال بدون أي تأخير وقبل اجتماع المجلس صرح الأمين العام للصحافة قائلا «إنه يؤيد وقف إطلاق نار غير مشروط وأعرب عن أمله في أن يدرك أعضاء المجلس خطورة الوضع». وقال «لا يمكن تركه ليصبح خارج السيطرة». وأبلغ انان أعضاء مجلس الأمن بتهديد الحكومة اللبنانية بالانسحاب من كل الجهود الدبلوماسية الجارية الآن ما لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. وذكر أن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد أبلغه قرار الحكومة اللبنانية قبل عقد اجتماع مجلس الأمن الطارئ. من جهة اخرى قال انان ان الجيش الاسرائيلي طلب من قوات حفظ السلام في جنوب لبنان إجلاء سكان قريتين أخريين قبل الغروب لكن القوات الدولية لا تستطيع تنفيذ ذلك. وأضاف: «تسلمت طلبا بان اسرائيل تريد اجلاء سكان قريتي راميه وعيتا الشعب قبل غروب الشمس اليوم».

وطالب مندوب لبنان السفير نهاد محمود مجلس الأمن بإدانة العدوان الإسرائيلي وأبلغ أعضاء المجلس انه «بعد مجزرة قانا الثانية يبدو أن إسرائيل لها أجندة أخرى وهي تمارس العقاب الجماعي ضد اللبنانيين». ووصف نهاد محمود المجزرة بالجريمة ضد الإنسانية وأن ما تقوم به إسرائيل من أعمال عدوانية يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني ويندرج في إطار الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية. وطالب المسؤول اللبناني بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وطالب إسرائيل بإجراء تحقيق فوري وجديد لهذه المجزرة. بدوره أعرب السفير الإسرائيلي دان غليرمان عن أسفه لضحايا مجزرة قانا وقال «هذا الأحد هو يوم دموي وحزين» ووصف المجزرة بالحادث وقال «ربما قد قتلوا بالنيران الإسرائيلية لكنهم ضحايا حزب الله»، ووصف حزب الله بالوحش وقال «لو كان لبنان حرا من هذا الوحش لما حدث هذا».

وادعى السفير الإسرائيلي أن لدى القوات الإسرائيلية شريط فيديو يصور ثلاثة منازل كان مقاتلو حزب الله يستخدمونها لإطلاق الصواريخ على اسرائيل ووعد بعرض هذا الشريط على أعضاء المجلس. ولمح إلى إن إسرائيل ترفض وقفا غير مشروط لإطلاق النار، وقال هذا ما تطالب به سورية وإيران وأنهما مبتهجتان».

وحدد مشروع القرار الفرنسي الشروط الملائمة بعناصر أولها إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المختطفين وإيجاد حل لقضية الأسرى اللبنانيين في المعتقلات الإسرائيلية. والعنصر الثاني هم العمل على تنفيذ اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1559 ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. والعنصر الثالث رسم الحدود الدولية للبنان خصوصا في المناطق المتنازع غليها أو المناطق غير المتفق عليها من بينها مزارع شبعا. والعنصر الرابع اتخاذ إجراءات لمنع حدوث تكرار الأعمال العسكرية وإنشاء منطقة عازلة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني ونشر القوات اللبنانية وقوات أمن دولية في المنطقة التي ستكون منزوعة السلاح وخالية من مقاتلي حزب الله وفق تفويض ومهمة واضحة من الأمم المتحدة. ويؤكد المشروع عن عزم مجلس الأمن بعد أن يبلغ الأمين العام مجلس الأمن عن الاتفاق بين الحكومة اللبنانية والإسرائيلية عن نشر قوات أمن دولية يأذن بها مجلس وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فصل (العقوبات). وأعربت بريطانيا عن تأييدها لمشروع قرار وقف فوري لإطلاق النار وأكد السفير البريطاني أميري جونز باري الحاجة الملحة إلى إيجاد نهاية للعنف وقال «ليس هناك أي سبب يدعو إلى عدم اعتماد مشروع قرار في أقصى سرعة كنوع من الإجراء الضروري». وفي سان فرانسيسكو، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس انه يجب وقف القتال الدائر بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله فور صدور قرار من الامم المتحدة يقضي بوقف اطلاق النار بين الطرفين. وقال بلير للصحافيين المرافقين له في زيارته الى الولايات المتحدة انه مع الموافقة على هذا القرار واعتماده يجب وقف القتال ومن جانب جميع الاطراف. وقال بلير ان ما حدث في قانا يظهر ان هذا وضع ببساطة لا يمكن ان يستمر.