أولمرت يطلب من رايس مهلة لا تقل عن 10 أيام أخرى لإنهاء الحرب

وزيرة الخارجية الأميركية تعلن: حان الوقت لوقف إطلاق النار

TT

اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في أعقاب مجزرة قانا، أمس، ان الوقت قد حان لوقف اطلاق النار على الحدود الاسرائيلية ـ اللبنانية. وقررت البقاء في المنطقة يوما أو يومين آخرين حتى تحاول مساعدة الأطراف على التوصل الى اتفاق لوقف النار. ولكنها عادت لتؤكد ان هذا الاتفاق يجب أن يضمن استمرار وقف النار لسنين طويلة ويضمن ألا يستأنف القصف الصاروخي على اسرائيل. وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، عن موافقته على المبدأ الذي تحدثت به رايس، لكنه أضاف ان وقف اطلاق نار كهذا لن يتحقق إلا إذا ضعف حزب الله وفهم اللبنانيون بأن حزب الله لا يسبب لهم سوى الويلات. وبناء على ذلك طلب من رايس ان يعطى الجيش الاسرائيلي مهلة 10 ـ 14 يوما حتى يستطيع اداء المهمة. واجتمع أولمرت مع رايس مساء أمس لمواصلة البحث في الموضوع. وأكدت مصادر مقربة من أولمرت ان اعلان الاستمرار في الحرب، يدخل في اطار الضغط على حزب الله وعلى الحكومة اللبنانية، من جهة وفي اطار السعي الحقيقي لانزال أفدح الخسائر البشرية والدمار لكي يخرج الجيش الاسرائيلي من الحرب غير مهزوم. وكان يوم أمس قد شهد انفجارا في المظاهرات في 15 بلدة في اسرائيل، بما في ذلك القدس المحتلة وتل أبيب وحيفا والناصرة ضمت بضعة ألوف من الناس، وهذا هو أكبر حشد من المتظاهرين منذ بدء الحرب. ومع أن خمسا من هذه المظاهرات كانت مقررة سلفا من دون علاقة بمجزرة قانا الجديدة، فإن أحداث هذه المجزرة سيطرت على الشعارات التي رفعها المتظاهرون. وكان من أبرز هذه الشعارات: «قانا واحد = قانا اثنان، أولمرت ـ بيرتس سفاحان» و«لتقطع يد قتلة الأطفال» و«لا نريد أن نموت أو نميت من أجل الادارة الأميركية».

وقال أحد منظمي مظاهرة تل أبيب، يونتان بولاك، ان المنطق الذي تسير عليه حكومة اسرائيل في الحرب هو منطق جنوني، فهي تقصف بشكل مدمر المباني في بيروت وغيرها بحجة انها مقرات لحزب الله. وفق هذا المنطق من حق حزب الله وأي كان أن يقصف تل أبيب لأن فيها مقر الجيش الاسرائيلي أو المخابرات. فهل هذا هو ما يرمون اليه؟». وقالت عدنا زريتسكي، عضو مجلس بلدية حيفا، ردا على سؤال صحافي اسرائيلي إن كانت مستعدة للتظاهر ضد حزب الله أيضا باعتباره يطلق الصواريخ التي تقتل الأطفال اليهود والعرب، فقالت: لو كنت أعيش في لبنان كنت سأتظاهر هناك، ولكنني أعيش هنا وواجبي هو أن أؤثر على حكومتي. وطلبت من الصحافي ان يدعو الى الكف عن مثل هذا النوع من الأسئلة الذي جاء بهدف تقويض مصداقية المتظاهرين. وقالت: نحن الآن بضع عشرات من المتظاهرين ولكن صبرا، فسترون هنا الألوف، لأن الشعب في اسرائيل مل من الألاعيب والأكاذيب التي تبثها الحكومة.

جدير بالذكر ان حزب الله أطلق منذ ساعات الصباح الأولى ما يزيد عن 140 صاروخا، 80 منها من طراز كاتيوشا سقطت على بلدة كريات شمونة الحدودية وحدها. وأسفر القصف عن اصابة 40 شخصا بجراح، أربعة منهم جراحهم متوسطة. وأحدثت الصواريخ، أمس، أضرارا جسيمة في المباني والممتلكات وحرائق كبرى في الأحراج في مختلف انحاء البلدة.

وحاول الجيش الاسرائيلي، أمس، التعتيم على الاشتباكات التي وقعت، بين مقاتلي حزب الله وجنود اسرائيليين دخلوا الى الجنوب من جهة بلدة الطيبة الواقعة قرب الشريط الحدودي. وكان حزب الله أفاد بأنه قتل 8 جنود اسرائيليين في هذه المعارك. واعترف ناطق اسرائيلي بأربع اصابات ولكنه حتى الساعة الثامنة مساء لم يعط تفاصيل. وقال مصدر عسكري ان الجيش يحقق فيما إذا كان ضابط جيش اسرائيلي أطلق النار على زميل له بطريق الخطأ.