37 قتيلا وأكثر من 190 جريحاً وعزل المنطقة عن سورية وطائرات «F16» تدمر الجسور و«MK» سيارات التموين

حصة البقاع حتى الآن من الحرب الإسرائيلية على لبنان:

TT

تتواصل الغارات الاسرائيلية على منطقة البقاع اللبناني ليلاً نهاراً مع دخول الحرب اسبوعها الثالث. وهي تستهدف الجسور والعبارات والطرق الرئيسية والفرعية والمنافذ البرية بين لبنان وسورية والشاحنات والسيارات المدنية. والهدف قطع شرايين التواصل بين البقاع وبقية المناطق وبينه وبين سورية.

وامتداداً من البقاع الغربي جنوباً، الى جرود عرسال في البقاع الشمالي، استهدفت الغارات سيارات صهريج و«بيك أب» على طرق عرسال ومعربون وحام. والهدف الرئيسي كان سيارات «التهريب» التي تحمل المواد الغذائية والمحروقات. وقد عملت طائرات الاستطلاع من نوع «M K» في الأسبوع الأخير على مراقبة هذه الطرق لمنع الحركة وتشديد الحصار البري ومنع الامدادات الى لبنان من سورية. وبعد سلسلة من الغارات استهدفت الجسور التي تربط سلسلة جبال لبنان الشرقية بسورية، عادت الطائرات الاسرائيلية لتستهدف ليل اول من امس طريق المصنع ـ دمشق، حيث شنت غارة عند الثامنة والنصف من مساء السبت، بهدف قطع الطريق عند نقطة جديدة يابوس على مسافة 50 متراً عن مبنى الجمارك اللبنانية.

وقد أحدثت الغارة حفراً بعمق أربعة أمتار وقطر 11 متراً، بحيث قطع السير نهائياً على هذه الطريق بين لبنان وسورية. وتوقفت قوافل الاغاثة والامدادات عن طريق سورية. كذلك قطعت طرق «التهريب» بعد استهدافها بغارات نفذتها طائرات الـ«M.K» على السيارات التي تنقل المؤن والمحروقات من سورية الى لبنان. ولم تسلم منطقة بعلبك من عمليات انزال لوحدات كوماندوز اسرائيلية بواسطة طائرات الهليكوبتر. وتحدثت أوساط أمنية عن عمليات انزال قامت بها هذه الوحدات في مرتفعات النبي موسى في منطقة زبود (البقاع الشمالي)، وترافقت عملية الانزال مع تحليق كثيف للطيران الحربي بهدف التمويه. فيما تحدثت مصادر عن احتمال ان تكون عمليات الانزال لسحب بعض المتعاونين مع العدو الصهيوني. وقال شهود عيان ان عملية انزال بالطائرات المروحية حصلت ليل اول من امس، بالقرب من عمود ايعات الاثري في سهل ايعات غرب بعلبك. وقد ابلغ سكان المنطقة الجيش اللبناني بالأمر، فبادر الى تعزيز نقاط تمركزه وأقام حواجز ثابتة وسير دوريات على مدار الساعة بهدف المراقبة والتصدي لأي انزال.

وبعدما كانت الهجمات الجوية الاسرائيلية عزلت البقاع عن سورية، عمد الطيران المعادي ليل اول امس الى عزل البقاع عن منطقة الشمال وعكار بعدما استهدف جسر العاصي للمرة الثانية على التوالي.

هذا، وتسببت غارات الطيران الاسرائيلي بنقص في المواد التموينية والمحروقات ما دفع المواطنين الى التهافت للحصول عليها. وقد فقد الكثير من السلع الاساسية كالسكر والارز والزيت والطحين والبنزين والمازوت والغاز. وارتفعت أسعار هذه المواد في حال توافرها، الى الضعفين أو أكثر.

وشكل تحليق طائرات الـ«M.K» خطراً كبيراً على السيارات التي تنقل المواد الغذائية والخضار والفاكهة بين البقاع والمناطق الأخرى. وأمس أغارت إحدى هذه الطائرات ـ وهي من دون طيار ـ على سيارة «بيك اب» محملة بالبطاطا على طريق زحلة ـ بعلبك في منطقة رياق وقد أصاب الصاروخ الأول السيارة بحمولتها. وتمكن سائقها من الفرار قبل ان يصيبها الصاروخ الثاني ويدمرها كلياً. وقال المسؤول الاعلامي في حزب الله احمد ريا لـ«الشرق الأوسط»، ان الحزب قام بعملية مسح شاملة للأضرار في المنطقة، فيما تولت مؤسسة «جهاد البناء» التابعة للحزب ترميم الجسور والعبارات وفتح طرق فرعية لتسهيل حركة المزارعين الذين عجزوا عن جني محاصيلهم. وتحدث ريا عن 35 الف نازح، موزعين على مختلف مناطق البقاع. وذكر ان الوحدات السكنية المدمرة كلياً بلغ 203 وحدات، اضافة الى 1460 وحدة سكنية متضررة. فيما بلغ عدد الوحدات التجارية المدمرة 219 وحدة، بالاضافة الى 6 محطات للمحروقات ومزرعتين و15 منتزهاً و5 معامل اكبرها معمل «ليبان ليه» و28 عبارة وجسراً و10 مراكز عبادة وسبع مؤسسات عامة ومدارس. اما عدد الذين سقطوا نتيجة الغارات الاسرائيلية على البقاع فبلغ 37 قتيلاً، فيما تجاوز عدد الجرحى الـ 190.