خطة «بغداد الكبرى أولا» تنطلق غدا.. وتوقع نشر فرقتين أميركيتين في العاصمة

تتضمن إقامة نقاط تفتيش مكثفة لكنها متحركة للحيلولة دون استهدافها

TT

في تسارع ملحوظ لمجرى الأحداث في العراق، ذكرت مصادر أمنية عراقية لـ«الشرق الأوسط» أن الدفعات الأولى من القوات الأميركية التي تقرر ان تشترك في ضبط الأمن في العاصمة بغداد وما حولها من مناطق ضمن الخطة الامنية الجديدة «بغداد الكبرى اولاً» التي ستنطلق غدا، وصلت الى بغداد.

وأكدت مصادر في الجيش الاميركي في العراق إعادة نشر نحو 3700 جندي من قواتها في جميع انحاء العراق، لدعم الحكومة العراقية في السيطرة على تدهور الوضع الامني ولتقليل العنف في بغداد. وقال بيان للقوات المتعددة الجنسيات امس الاحد، انه ستتم إعادة نشر فريق (سترايكر) القتالي 172 من شمال العراق الى بغداد لتوفير قدرات تعزيزية للقيام بالمهمات الامنية في بغداد، سيما وان مصادر رجحت نقل 4000 جندي اميركي من اولئك الذين كان مقررا انسحابهم إلى جانب استقدام مجموعات اخرى من اميركا، لتنضم إلى القوات العراقية لاسيما، وانها ستقوم بدوريات مشتركة مع الوحدات الامنية العراقية.

وحول استقدام قوات إضافية من القوات الاميركية، قال مهدي الغراوي، قائد قوات حفظ الأمن والنظام في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط»: «تعتبر هذه الخطوة من اهم الخطوات الايجابية التي سوف تحقق أهدافها في القريب العاجل، لاسيما وان الخطة الامنية السابقة (معاً للامام) والتي نشرت نقاط تفتيش بشكل واسع في البلاد، فشلت في تحقيق أهدافها مما دفعت بالجماعات المسلحة والعناصر الارهابية إلى استهداف نقاط التفتيش ونصب النقاط الوهمية للإيقاع بالمواطنين والمسؤولين في الدولة». وزاد «ان العمل سيكون مشتركاً ومتناغماً مع القوات العراقية، وبالتالي سوف تكون للخطة منهجيتها السليمة في تحقيق الامن».

وعن المناطق التي سيتركز فيها وجود القوات الاميركية، أكد «الموضوع سوف لن يكون محصوراً بمدينة بغداد، وانما ستشمل المناطق الساخنة التي تحيط بالعاصمة والمحافظات الساخنة مثل صلاح الدين والموصل والانبار». وعن الاعداد المتوقعة للقوات قال الغراوي «سيكون من المؤمل وصول فرقتين أميركيتين الى بغداد». وعن التنسيق بين القوات الاميركية والعراقية وفيما اذا كانت هناك خلافات، لفت «لا توجد خلافات بيننا وبين القوات الاميركية، سيما ان هناك عملا مبرمجا وصحيحا الهدف منه بسط الامن والنظام». وحول محاور الخطة الجديدة قال «إن الخطة الجديدة ستعتمد على إقامة نقاط تفتيش مكثفة، لكنها متحركة للحيلولة دون استهدافها من قبل المجموعات المسلحة والإرهابية».

ويقول العقيد عدنان ثابت، المسؤول في وزارة الداخلية، ان أغلب المواطنين باتوا يفقدون الثقة في الاجهزة الامنية العراقية، لاسيما جهاز الشرطة بعدما شوهت الميليشيات المسلحة والعصابات الارهابية التي ترتدي زي الشرطة صورة هذا الجهاز الامني، وحجب ثقة المواطن العراقي عنه. ويرى ان نشر القوات الأميركية في شوارع العاصمة بات اكثر قبولاً لدى بعض المواطنين الذين فقدوا الثقة بالأجهزة الامنية العراقية وسئموا تبادل التهم حول المسؤولية عن العصابات المسلحة بين الجيش والشرطة، وعاشوا الرعب الذي تنشره الميليشيات بعد انفرادها بالساحة، خصوصاً بعد انسحاب القوات الاميركية من شوارع بغداد. مشيراً إلى وجود خطة شاملة لتطهير جهاز الشرطة وإعادة النظر في الآلاف من منتسبي الداخلية.