الصومال: حكومة جيدي تنجو من محاولة لسحب الثقة في البرلمان

مطار مقديشو الدولي بدأ باستقبال الرحلات التجارية

TT

نجت حكومة رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي من محاولة لإسقاطها من قبل كتلة كبيرة من النواب تقدموا امس بمشروع لسحب الثقة عنها بعد 18 شهرا من تشكيلها. ولم يحصل النواب الذين صوتوا لصالح سحب الثقة عن الحكومة على النصاب القانوني لإسقاطها وهو 139 صوتا حيث حصلوا على 126 مقابل 88 أيدوا بقاءها. وحضر الجلسة 214 عضوا من أصل 275 نائبا يتكون منهم البرلمان الصومالي.

وقد جرى التصويت على الثقة في الحكومة بشكل سري فيما كانت الإجراءات الأمنية مشددة حول مكان انعقاد جلسة البرلمان (مستودع للأغذية سابقا). وانتشر عشرات من أفراد الشرطة في الطرق المؤدية الى مكان اجتماع أعضاء البرلمان. وعلق جيدي بعد الإعلان عن نتيجة التصويت بجملة واحدة وقال ان «التصويت جرى بشكل ديمقراطي» ووجه الشكر الى النواب الذين صوتوا لصالح بقائه. وقال موجها الكلام للنواب الذين صوتوا لإسقاطه «أنا أشكركم لأن النتيجة برهنت على الحاجة الى بقاء الحكومة ومواصلة أعمالها». وتواجه حكومة جيدي التي يجري التصويت على سحب الثقة منها للمرة الثانية (الأولى كانت في ديسمبر 2004) انتقادات شديدة من داخل الحكومة والبرلمان، بعد ان استقال بموجبها 19 من أعضائها عن مناصبهم في الحكومة يوم الخميس الماضي بحجة أن الحكومة عجزت عن أداء مهامها الوطنية.

ويرى المراقبون ان الخلاف حول الحكومة الحالية سيستمر ولكن خارج اروقة البرلمان وتوقعت مصادر دبلوماسية صومالية بدفعة ثانية من الاستقالات من قبل وزراء غاضبين. وبناء على نتيجة تصويت البرلمان امس والتي انتهت لصالح بقاء جيدي وحكومته فإن هذه الحكومة ستكون في مأمن من السقوط برلمانيا على الأقل لفترة 6 أشهر أخرى حيث ينص الدستور الحالي بعدم جواز تكرار مشروع واحد جرت مناقشته واتخذ فيه قرار الا بعد مضي 6 أشهر كاملة على ذلك. وينتظر الشارع السياسي الصومالي الخطوة التي سيتخذها رئيس الوزراء علي محمد جيدي لملء الحقائب الوزارية الشاغرة بسبب استقالات الخميس الماضي اضافة الي 4 حقائب وزارية أخرى كان يشغلها أمراء الحرب في العاصمة قبل هزيمتهم على يد مليشيات المحاكم الإسلامية وكان جيدي قد اقال هؤلاء الوزراء الأربعة من مناصبهم الشهر الماضي. من جهة أخرى بدا مطار مقديشو الدولي باستقبال الرحلات التجارية لأول مرة منذ اعادة افتتاحه في 14 من الشهر الجاري بعد إغلاق دام 12 عاما. وكان 3 من أمراء الحرب في العاصمة يتنازعون على السيطرة على مطار مقديشو الدولي خلال تلك الفترة الى أن تمكنت مليشيات المحاكم الإسلامية من هزيمة أمراء الحرب واستسلام مليشياتهم الى المحاكم الإسلامية التي اصبحت القوة العسكرية الوحيدة في العاصمة مقديشو.

وكإعلان عن اعادة افتتاحه أقلعت الطائرة الأولى التي تهبط في هذا المطار منه في 14 من الشهر الحالي والتي استقلها وفد المحاكم الإسلامية في مفاوضات الخرطوم التي ترعاها الجامعة العربية. وقد هبطت امس طائرتان تابعتان لشركة طيران جوبا (احد الخطوط الجوية الصومالية الخاصة) قدمت احداها من دبي في الإمارات والأخرى من جيبوتي. ولأول مرة تمكن المسافرون المغادرون للعاصمة من التوجه الى الخارج دون السفر برا نحو 100 كم حيث كانت شركات الطيران الصومالية تستخدم مطارات خاصة بعيدة عن العاصمة بسبب اغلاق مطار مقديشو الدولي. وكانت الحكومة الصومالية الانتقالية التي تتخذ من بيداوة مقرا لها اتهمت المحاكم الاسلامية باستخدام مطار العاصمة مقديشو في استيراد السلاح والذخيرة. وقالت ان طائرات شحن تقل أسلحة ومعدات عسكرية أخرى متجهة الى المحاكم الإسلامية هبطت في مطار مقديشو خلال الأيام الماضية قادمة من اريتريا الأمر الذي نفته المحاكم الإسلامية بشدة وأكدت على أن مطار مقديشو مفتوح للملاحة الجوية العادية. =