السودانيون يحيون ذكرى رحيل قرنق بإضاءة مليون شمعة

أقيم في ملعب لكرة القدم بأمدرمان

TT

وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في العاصمة السودانية الخرطوم، اضاء عشرات الالاف من السودانيين في احتفال ضخم اقيم في ملعب لكرة القدم مليون شمعة احياء للذكرى الاولى لرحيل الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي قتل في حادث تحطم طائرة في 30 يوليو العام الماضي، اثناء عودته الى جنوب السودان من زيارة غامضة الاهداف الى الجارة أوغندا، وخلا الاحتفال من اية صدامات، الا من احتكاكات طفيفة، بسبب الزحام في مكان الاحتفال، لم تسفر عن اصابات.

وامتلأ ملعب كرة القدم الخاص بفريق المريخ السوداني في مدينة امدرمان مساء امس بعشرات الالاف من السودانيين من الجنوب والشمال، وهم يحملون الشموع، وظلوا على مدى ثلاثة ساعات على الاقل يرددون عبر الهتافات المؤيدة لفكر الراحل قرنق، وهللوا لفكرة السودان الجديد، كما رددوا الترانيم، كما دخلت الجموع في موجة بكاء طويل حزنا على رحيل قرنق، وطاف الالاف الملعب وهم يهتفون «البطل قرنق البطل قرنق».

واقيم الاحتفال وسط اجراءات امنية غير مسبوقة في العاصمة السودانية تحسبا لاحتمالات حدوث صدامات بين الجنوبيين والشماليين كما حدث العام الماضي بعد اعلان مقتل قرنق والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 300 شخص من الشمال والجنوب، وجرح نحو 1000 من الطرفين.

وطوقت قوات أمنية مشتركة استاد المريخ بشكل محكم، كما نشرت اكثر من 5 الاف من القوات المشتركة المدججة بالاسلحة والهراوات والغاز المسيل للدموع على كل احياء العاصمة الخرطوم، وشارك في الحملة اكثر من 300 دبابة، ونحو 500 سيارة مجهزة، وفي سياق الحملة، حسب مصادر في الشرطة، نصبت المتاريس على مداخل المدن وعلى الجسور، و الطرق الرئيسية، وقال شاهد عيان انه شاهد اكثر من 7 دبابات على طرق الطرضة الشهير المؤدي الى استاد المريخ حيث اقيم الاحتفال، وقال مساعد المدير العام لشرطة ولاية الخرطوم اللواء محمد نجيب الطيب ان الشرطة وضعت حزمة من التدابير لحماية المشاركين في برنامج التأبين.

وجدد علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السودان التزام حكومته بتنفيذ اتفاق السلام الموقع بين الطرفين والذي انهى حرب الجنوب، وحذر في خطاب حماسي امام الحشود في استاد المريخ من مغبة الاستماع الى الشائعات التي تريد ان ترتد بالبلاد الى الوراء، ودعا طه وهو الذي انجز اتفاق السلام مع قرنق في نيفاشا الى ضرورة العمل من اجل وحدة السودان.

كما عكس باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية التزام الحركة باتفاق السلام، ودعا الجميع الى المضي في الطريق الذي وضعه قرنق لبناء السودان الجديد، وخاطب الجموع نجل قرنق «دمبيور».

وكان الرئيس عمر البشير عدد في مستهل جلسة مجلس الوزراء امس مآثر الفقيد قرنق ودوره الي جانب نائب الرئيس طه في احلال السلام وحقن دماء ابناء الوطن، ودعا الي الاهتمام بالتنمية واعادة بناء الوطن وتعويض المواطن ما فاته بسبب الحرب التي امتدت لحوالي نصف قرن من الزمان.