بدء الانتخابات في الكونغو وسط إجراءات أمنية مشددة ومراقبة دولية

الإعلان عن النتائج خلال ثلاثة أسابيع

TT

بدأت امس في جمهورية الكونغو الديمقراطية أول انتخابات حرة منذ أربعين عاما، حيث يحق لأكثر من 25 مليون شخص انتخاب رئيس وبرلمان جديدين. وفتحت نحو 50 ألف لجنة انتخابية أبوابها صباح امس.

وتنهي الانتخابات رسميا الفترة الانتقالية التي استمرت ثلاثة أعوام عقب انتهاء الحرب الاهلية التي دامت خمسة أعوام سنة 2003 والتي أسفرت عن مقتل نحو ثلاثة ملايين شخص. وشاركت فيها جيوش سبع دول أفريقية. ومن المتوقع أن يتم الاعلان عن نتائج الانتخابات خلال ثلاثة أسابيع. ولم يسجل اي حادث يذكر بعد اربع ساعات من بداية هذه الانتخابات التاريخية التي يتوقع ان تختتم عملية انتقالية دقيقة انطلقت عام 2003 بعد حرب اقليمية استمرت نحو خمس سنوات وتورطت فيها نحو سبع دول افريقية.

وتشكلت طوابير لمئات الناخبين في المدن الكبرى، في العاصمة كينشاسا وغوما (كيفو الشمالية) ولومومباشي (كتانغا، جنوب شرق).

واعلن جيروم امزا، 45 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية وهو ينتظر منذ منتصف الليل امام مكتب اقتراع في غوما «انني حقا سعيد جدا لانني لم اصوت ابدا». ومن اوائل الناخبين، جدة تدعى شاجابو بوتيايندي، 60 عاما، التي قالت «افعل هذا من اجل ابنائي. لقد سئمنا الحرب وآمل ان يصبح البلد أمنا».

وفي منطقة كاباري (جنوب كيفو، شرق البلاد) الريفية، بدا الناخبون ومعظمهم من النساء ينتخبون في صمت، في حين يعكف مراقبو الاتحاد الاوروبي على مراجعة اللوائح الانتخابية الملصقة كما هو مقرر على ابواب مكتاب الاقتراع.

ودعي اكثر من 25 مليون ناخب لاختيار رئيس من بين 33 مرشحا في الجولة الاولى من الانتخابات التي تشمل ايضا اقتراعا تشريعيا من جولة واحدة لاختيار اعضاء البرلمان (500 مقعد) من بين ما يقارب عشرة آلاف مرشح.

وستغلق مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة 17.00بالتوقيت المحلي لتبدأ عمليات فرز الاصوات فورا على ان تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة اسابيع، في حين تعلن نتائج الانتخابات التشريعية مع تقدم فرز الاصوات في الدوائر.

ويعتبر الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، وهو يواجه اعداء الامس؛ ومن بينهم الزعيمان السابقان للمتمردين نائبا الرئيس جان بيار بمبا وازارياس روبروا ومؤيدان سابقان لموبوتو وغيرهم من المعارضين.

وحدها مبوجي مايي، مدينة مناجم الماس وسط البلاد ومعقل اتحاد الديمقراطية والتقدم الاجتماعي المعارض التي يقاطع الانتخابات، استيقظت اليوم في اجواء متوترة. ولم يجرؤ الكثير من الناخبين على التوجه الى مراكز الاقتراع ممتثلين لشعار حزب اتيان تشيسيكيدي الداعي الى «البقاء في المنزل» باستثناء بعض الشبان الذين رشقوا سيارة صحافيين بالحجارة. وفي لومومباشي، ثاني كبرى المدن في البلاد وعلى غرار كينشاسا، يقف الناخبون حائرين امام لوائح المرشحين للانتخابات البرلمانية التي تضم كل منها اسماء ما بين 346 و867 مرشحا ومطبوعة على نشرات من اربع الى ست صفحات.

وافاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية ان صبر بعض الناخبين بدأ ينفد واخذ بعضهم يصوت خارج المقصورات لنقص الضوء في مكاتب الاقتراع. وباستثناء اتحاد الديمقراطية والتقدم الاجتماعي، دعت الطبقة السياسية الكونغولية برمتها والطوائف الدينية والاسرة الدولية الى «التصويت بكثافة». وتجري هذه الانتخابات تحت حماية حوالي ثمانين ألف شرطي كونغولي و17600 جندي دولي وألف جندي أوروبي، مستعدين للتحرك في حال وقوع «اضطرابات خطيرة». ويشرف على نزاهتها 47 الف مراقب وطني و1500 دولي واكثر من 193 الف شاهد من الاحزاب السياسية والمرشحين المستقلين.

واعلن انطوان مونينغا، 41 عاما، العاطل عن العمل من سكان كينشاسا «انه يوم مشهود طالما انتظرناه». واضاف «سنختار قادتنا بأنفسنا. كفانا من الذين يتكلمون باسم الشعب بدون تفويض منه».