لحود: فرض القوة الدولية يؤدي إلى خراب لبنان

TT

حذر الرئيس اللبناني اميل لحود من ان «فرض نشر قوات متعددة الجنسية في جنوب لبنان تأتي ضمن اطار الفصل السابع مع صواريخها واسلحتها كما حصل في كوسوفو، امر يؤدي الى خراب لبنان»، معتبرا ان تعزيز الأمن على الحدود «يمكن ان يتم من خلال القوات الدولية (اليونيفيل) بعد تعزيز عديدها وعتادها والاتفاق مع اللبنانيين على مهماتها».

وقال لحود في حديث ادلى به امس: «ان الفرنسيين يريدون المجيء بقواتهم الى لبنان لإعادة النفوذ الفرنسي الى هذا البلد»، مشيرا الى «ان فرنسا ارادت منذ العام 2000 ان ترسل قوات الى لبنان معززة بحاملة طائرات تضعها قبالة مدينة صور وتنتشر القوات الفرنسية في مناطق مسيحية وقوات من جنسيات اخرى في مناطق شيعية او سنية... فقلنا يومها هل سنعود الى زمن الانتداب؟ نحن لا نرضى بذلك».

وشدد الرئيس لحود على «ان لبنان وبعد التوصل الى وقف لاطلاق النار، لا يريد الا الحصول على حقوقه والتي تتلخص بتبادل الاسرى وتسلم خرائط الالغام التي زرعتها اسرائيل في الاراضي اللبنانية، وحل قضية مزارع شبعا بعودتها الى السيادة اللبنانية، وتوقف اسرائيل عن خرق اجوائنا ومياهنا وحدودنا، ومن ثم تنفيذ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم». واعتبر «ان المقاومة انتصرت عسكريا، وتاليا لن نعطي احدا في زمن الانتصار ما لم نقدمه في المرحلة السابقة»، مشيرا الى ان انتصار المقاومة جاء عبر منع اسرائيل من تحقيق اهدافها في الوصول الى الليطاني وتدمير سلاح حزب الله وفرض شروطها على لبنان.

واتهم الرئيس لحود الولايات المتحدة بانها «وراء ما يحصل اليوم للبنان، وبالضغط على اسرائيل لمواصلة الحرب، رغم وجود شبه اجماع دولي على ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار». لافتا الى «ان مشاهد هزيمة اسرائيل في لبنان لا تظهر للاسف في الاعلام الاجنبي». ورأى «ان اسرائيل تحاول التعويض عن هذه الهزيمة بالفوز بالحرب بالطرق الدبلوماسية والفيتو الاميركي في مجلس الأمن».

وقال: «ان انتصار المقاومة يهدى الى جميع اللبنانيين. وان حزب الله لن يوظف هذا الانتصار لمصلحته بدليل انه لم يوظف انتصار العام 2000 وتحرير لبنان لمصلحته». واذ اعتبر ان «لا مجال اليوم للبحث في تغيير وزاري يلهينا في مشاكل داخلية» لفت الى انه «بعد انتهاء المحنة الحالية يجب تأليف حكومة تمثل كل الوطن واجراء انتخابات نيابية على اساس قانون جديد».

وردا على سؤال حول عدم مساندة سورية للبنان عسكريا برغم العلاقات المميزة بينهما، رأى لحود انه «لا يمكن للجيش السوري ان يزج بنفسه في مواجهة الجيش الاسرائيلي الذي يفوقه تجهيزا»، محذرا من انه «لو شاركت سورية في الحرب فستكون بذلك قد لبت رغبة اسرائيل في قصف وتدمير مواقع للجيش السوري، ومن ثم الهيمنة على المنطقة» معتبرا «ان المقاومة هي الحل الافضل للتصدي للجيش الاسرائيلي».

واكد رئيس الجمهورية «ان الحرب الدائرة اليوم هي حرب لبنانية ـ اسرائيلة بحتة، لا دخل لسورية وايران فيها، فالمقاتلون لبنانيون، والمطالب المرفوعة هي مطالب لبنانية». وردا على سؤال اكد ان «الجيش سيقوم بواجبه في الدفاع عن لبنان عند حصول اجتياح» معربا عن ثقته بان «الاسرائيلي يفكر عشر مرات قبل التوغل في لبنان، لان هناك مقاومة». وشدد على انه «ليس باستطاعة احد ان يفرض علينا حلا نرفضه اذا ما كنا موحدين وقد برهنا ذلك عندما تمكنا من تحرير ارضنا».