صلوخ لـ «الشرق الأوسط» : الموقف الفرنسي يقترب من اللبناني.. وللاميركيين رأي آخر

TT

لم تحمل الساعات الاولى لقرار وقف الغارات الجوية الاسرائيلية لمدة 48 ساعة اي تباشير بامكانية التوصل الى وقف لاطلاق النار في ظل استمرار الموقف الاميركي على حاله ورغم اقتراب الموقف الفرنسي من الموقف اللبناني، كما قال وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ لـ «الشرق الأوسط» عقب اجتماعه بوزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست ـ بلازي وقبل استقباله وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الذي كان مقرراً وصوله الى بيروت .

وقال صلوخ ان الوزير الفرنسي لم يحمل معه اي مبادرات «فقط جاء ليعزي بشهداء قانا ويؤكد تضامن بلاده ودعمها للبنان». لكنه ابدى ارتياحه الى «التغيير الكبير الذي طرأ على الموقف الفرنسي واقترابه من الموقف اللبناني»، مشيراً الى المشروع الفرنسي للحل «يسير على نفس موجة الموقف اللبناني». اما الموقف الاميركي، فهو «على حاله» كما قال صلوخ مضيفاً: «ان للاميركيين رأياً آخر. وعدونا بهدنة 48 ساعة ولم تصمد اكثر من ساعة».

وكان وزير الخارجية الفرنسي وصل الى بيروت امس. واستهل لقاءاته بزيارة الوزير صلوخ حيث عرض معه التطورات وفي مقدمها مجزرة قانا والمشاورات التي تجريها فرنسا مع الدول الكبرى بعد طرحها مشروع قرار حول الوضع في لبنان لمناقشته الاسبوع الحالي.

اما الوزير دوست ـ بلازي، فقال: «في هذا اليوم الذي هو حداد وطني جئت الى لبنان لأعبر عن ادانتنا ودعمنا للحكومة اللبنانية والشعب اللبناني وكذلك لأسر ضحايا قانا. واود ان اقول للشعب اللبناني بأكمله اني اعبر عن تضامننا العميق وعن صداقتنا التي لا تفنى، ولاهالي واقرباء هؤلاء الاطفال والنساء وكل هؤلاء الاشخاص الابرياء الذين قتلوا بعمل مروع وعمل لا يمكن ان يبرر. وهو عمل ادانته فرنسا فورا... لو سمع صوت فرنسا في مؤتمر روما لما حصلت مجزرة قانا. ان وقف النار بالنسبة الى فرنسا هو اولوية اليوم وهو امر طارئ وملح. ان وقف النار الفوري ورفع الحصار وعودة المهجرين الى منازلهم والى قراهم. هذه رسالة واضحة جدا هي رسالة رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك. وهي الرسالة التي حملتها الى روما... ان الاستفزازات تؤدي الى ردود الفعل وهذه تؤدي الى تصعيد يخرج عن السيطرة. واطلب وقفا فوريا للاعمال العسكرية والعنف. كما واطلب من الاطراف المعنيين ان يتحلوا بشجاعة وحس المسؤولية في وقف المعارك». واضاف: «هذه الرسالة سمعت جزئيا لان مجلس الأمن نادى مساء امس (الاول)، للمرة الاولى، بوقف العنف وشدد على الطابع الطارئ والملح للتوصل الى وقف نار دائم. ان مجلس الأمن بيَّن بذلك حزنه وتصميمه. وكنا نفضل لو ان النص كان اقوى ولو انه نادى بوقف نار فوري وتضمن ادانة حازمة لما حصل في قانا. وقال وزير الخارجية الفرنسي ان ايران «لها دور مهم في الاستقرار في المنطقة»، وانه من الاهمية الابقاء على اتصال بطهران كجزء من الجهود الهادفة الى حل الازمة في لبنان. وقال الوزير ردا على سؤال «من البديهي القول ان علينا رفض زعزعة الاستقرار في لبنان ما قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة». وأضاف «في المنطقة هناك دولة كبيرة مثل ايران تحظى بالاحترام وتلعب دورا مهما في اقرار الاستقرار في المنطقة». وأضاف «نعتقد اليوم اكثر من اي وقت مضى ان الايرانيين هم لاعب محترم ومهم»، مشددا على اهمية اشراكهم لايجاد حل للتصعيد في المنطقة.