اتخذت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس تهديدات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» بالانتقام لضحايا مجزرة قانا، في جنوب لبنان، ذريعة لفرض طوق أمني على شمال الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عمير بيرتس وزير الدفاع الاسرائيلي، قوله إنه اتخذ هذا الاجراء عقب هذه التهديدات التي قال فيها مشعل إن «كافة الخيارات مفتوحة أمام المقاومة الفلسطينية للرد على مجزرة قانا».
ودعا إلى «إشعال المقاومة في فلسطين ولبنان والتنسيق مع حزب الله للقيام بعمليات ضد إسرائيل» في غضون ذلك تواصلت امس ايضا اعمال القصف الجوي والمدفعي والقتل وعمليات الاقتحام والتفتيش والاعتقال في الضفة والقطاع. وفي المقابل واصلت الفصائل الفلسطينية عمليات القصف الصاروخي ضد البلدات الاسرائيلية المتاخمة لحدود غزة الشرقية والشمالية.
فقد افادت مصادر طبية فلسطينية بان ناهض الشنباري قتل امس بشظايا قذائف مدفعية أطلقتها الدبابات المتمركزة شمال شرقي القطاع، على منازل في بيت حانون شمال غزة. وبذلك يصل الى اكثر من 152 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء العدوان العسكري الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 25 يونيو (حزيران) أي منذ عملية «الوهم المتبدد» التي نفذتها حركة «حماس» وفصيلان فلسطينيان اخران، ضد قاعدة عسكرية اسرائيلية داخل الخط الاخضر واسفرت عن مقتل جنديين واسر ثالث هو غلعاد شليط.
وتوفي محمد المغاري، 22 عاماً، متأثرا بجروح اصيب فيها خلال اقتحام مخيم المغازي وسط القطاع الذي قتلت قوات الاحتلال خلاله 17 فلسطينياً من بينهم خمسة أطفال، وأصيب أكثر من 120 من بينهم 35 طفلاً.
وأصيب أربعة فلسطينيين بينهم سيدتان عندما قصف الطيران الحربي الاسرائيلي الليلة قبل الماضية وفجر امس بالصواريخ منزلين احدهما في بيت لاهيا شمال غزة والثاني في غزة بدعوى أن صاحبيهما من نشطاء حركة «حماس».
وحسب المركز الفلسطيني للاعلام فان طائرة هليكوبتر اسرائيلية من طراز «أباتشي» الاميركية الصنع، قصفت الليلة قبل الماضية بصاروخ منزل وديع صبح، المكون من ثلاثة طوابق في منطقة الشيماء في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، بحجة أنه من كوادر «حماس». وفجر امس قصفت بصاروخين منزل إسماعيل أبو حصيرة في حي الشيخ رضوان قرب المقبرة وسط مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير الطابق الأول تدميرا كلياً.
وأعلنت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، عن وصول أربع إصابات، بينهم سيدتان، وصفت حالتهم بالمتوسطة.
واعلنت سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي عن نجاة قائدها في طوباس صلاح صوافطة ومعه احمد نزال من قادة السرايا من محاولة اغتيال اسرائيلية. وقالت السرايا في بيان بثه موقع الجهاد على الانترنت، ان قوات الاحتلال نصبت مساء اول من امس كمينا لصوافطة ونزال في محيط منزل الاول في طوباس واطلقت النار وفشلت في تصفيتهما كما فشلت في اعتقالهما رغم مطاردتهما وحصرها وتمشيطها للمنطقة.
واعتقلت قوات الاحتلال، معززة بعشر آليات عسكرية، ثلاثة فلسطينيين وذلك خلال عملية اقتحام فجر امس مدينة نابلس. ونقل شهود عيان، القول إن قوات الاحتلال داهمت إحدى محطات تزويد الوقود في شارع القدس، المتاخم قرية كفر قليل ومخيم بلاطة، جنوب شرقي نابلس اعتقلت سامر جميل عامر وعمار القوصيني وعبد الله عامر.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم، بثماني آليات عسكرية واعتقلت عوض محمود عوض ابو فريجة، 38 عاما. كما اعتقلت احمد داود عطا عطية، على حاجز عسكري قرب منطقة بيت عينون شمال شرقي الخليل المحتلة.
وفي شمال الضفة الغربية شنت قوات الاحتلال الصهيوني فجر امس حملة اعتقالات في ضاحية اكتابا شرق طولكرم. وقالت مصادر فلسطينية إن قوة صهيونية مؤلفة من عدة آليات عسكرية وسيارات الجيب، اقتحمت اكتابا، واعتقلت محمد سمير محمد علارية وسامي محمد علارية وبهاء جلال بدوي. واعتقلت ايضا فلسطينيا في وقت متأخر من الليلة الماضية في قرية عزون جنوب طولكرم وشنت حملة مداهمات، واعتقلت شاباً بدعوى أنّه مطلوب للتحقيق.
في المقابل واصلت المقاومة الفلسطينية قصف البلدات الاسرائيلية القريبة من غزة بصواريخ محلية الصنع. فاعلنت سرايا القدس في بيان لها ان مقاتليها قصفوا صباح امس بلدة سيديروت بصاروخين من طراز «قدس 3»، أحدثا أضرارا مادية.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لـ«حماس» مسؤوليتها عن قصف عدة أهداف ومدن إسرائيلية بالصواريخ. وقالت كتائب القسام إن القصف استهدف كيبوتس ياد مردخاي شمال غزة ومستوطنة ناحال عوز وقرية زراعية إسرائيلية شرق قرية عبسان جنوب غزة.
كما أعلنت كل من كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح»، وكتائب المقاومة الوطنية ـ الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مسؤوليتهما المشتركة عن إطلاق ثلاثة صواريخ نحو موقع كرم أبو سالم العسكري شرق رفح.