تباين الآراء حول خطة «بغداد الكبرى أولا» التي تنطلق اليوم

سياسيون اعتبروها بداية «لاحتلال ثان».. وعسكريون يرونها «خطوة إيجابية»

TT

فيما تنطلق اليوم الخطة الامنية الجديدة «بغداد الكبرى اولاً»، في العاصمة العراقية، في اطار تفعيل الجهود للحد من الانفلات الامني، بدا الشارع العراقي منقسما حيال جدوى الخطة الجديدة التي تأتي بعد فشل سابقتها «الى الأمام معا».

ويرى سياسيون ان هذه الخطوة هي بداية لاحتلال ثان، يسهم في زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، فيما يرى البعض الاخر انها بداية لعودة الهدوء إلى مدينة بغداد، بعد ان عاني اهاليها الامرين، جراء العنف الدائر بين رحاها.

ويرى الضابط محمد عبد الله، ضمن قاطع شرطة الكرادة، ان استقدام جنود اضافيين من الاميركان «خطوة ايجابية»، ويقول «نحن معها لان اقرار الأمن بات امراً يؤرقنا، ولا نستطيع ضبطه لا سيما ان بعض الاهالي باتوا يهابون التحدث معنا، بعد ما اصابهم من مجموعات مسلحة ترتدي زينا ما سبب لنا الكثير من المشاكل». ويتابع «سيكون لوجود القوات الاميركية اثره الفعال، ويرفع عنا بعض الضغط، لا سيما ان العمل سيكون متناسقاً مع دورياتنا».

من جهته اكد حارث العبيدي، عضو جبهة التوافق لـ«الشرق الأوسط»، ان «الملف الامني وما يصيبه من فلتان سببه المباشر الاحتلال الاميركي للعراق، وكان المفروض في الحكومة ان تبدأ بتشكيل جيش قوي ومنظم يبتعد بهيكليته عن الطائفية». ويتابع «وسبب ذلك يعود الى انعدام العمل المتناسق والمدروس بين الحكومة العراقية والقوات الاميركية، بالاضافة إلى عدم العمل بصورة فعالة لاكتساب ثقة الشارع العراقي، كل هذه الامور ادت الى فشل الخطة الامنية». من جهته، قال كريم البخاتي، العضو في التيار الصدري، حول استدعاء مزيد من القوات «نحن لا نؤيد ولا نشجع احتلالاً ثانياً للمدن، كنا سابقاً قد طلبنا من الحكومة اخراج القوات الاميركية إلى خارج بغداد». وتابع «الجيش الاميركي لن يكون أحرص من العراقيين على ابنائه، لا سيما انهم يجهلون خصوصية المجتمع العراقي ونسيجه، ويكمن كل ذلك بمضايقته المتكررة للشباب العراقي وللنساء لتتعداها إلى المحافل السياسية والدينية، ما سببت الكثير من الاحراجات». ويزيد «هناك عملاء ومنافقون بين الاميركيين وبين المجتمع العراقي، ما يؤدي بالتالي إلى زج الابرياء في السجون، وينسحب الى الشارع العراقي ويخلق الفتن بين ابنائه». وعن دورهم في طرح المشكلة في البرلمان، اكد البخاتي ان «كل الكتل والاحزاب تعارض هذا الشيء، نحن نطالب بطرد الاحتلال بجدولة انسحابه وابتعاد الاميركيين عن المدنيين، لا سيما انه بوجود الاميركان والقوات العراقية نرى التدهور الامني وصل حداً لا يمكن السكوت عنه، لا سيما باختراق وزارتي الدفاع والداخلية، ونحن نعلم ان اغلب ما يحدث من مصائب، هو من القوات الاميركية، فكيف هو الحال اذا تسلمت القوات الاميركية الملف الامني، سوف يكون الوضع خطراً لا سيما والعلاقات المشبوهة بين الارهاب والاميركان».