مجلس الأمن يشجب بقوة الهجوم على قانا.. دون أن يدين إسرائيل

بعد مشاورات استمرت 5 ساعات والوفد اللبناني غير راض

TT

لم تكن مشاورات مجلس الأمن الدولي حول القصف الاسرائيلي على قانا سهلة واستمرت أكثر من خمس ساعات من أجل اعتماد بيان رئاسي تجنب المطالبة بوقف الأعمال العسكرية ورفض إدانة إسرائيل. وبعد مشاورات مكثفة توصل مجلس الأمن إلى صيغة توافقية تمثلت ببيان لا يرقى إلى حجم الخسارة البشرية، ولا يمهد الطريق لحفظ حياة المدنيين على حد تعبير السفير اللبناني نهاد محمود. وقد أعرب البيان الرئاسي الذي اعتمده مجلس الأمن بالإجماع في وقت متأخر من ليلة اول من امس عن صدمته وانزعاجه العميقين، وشجب بقوة خسارة أرواح الأبرياء ومقتل المدنيين في هذا النزاع الراهن. ولم يشر البيان إلى إسرائيل واكتفى بالطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريرا عن هذا الحادث المأساوي خلال فترة لا تتجاوز أسبوعا واحدا. وقد عارضت الولايات المتحدة بشدة تضمين النص أي إدانة، كما طالب الوفد القطري العضو العربي في مجلس الأمن والذي قدم نص البيان قبل اعتماده. وكان النص الأصلي يطالب بوقف الأعمال العسكرية وإدانة إسرائيل لهجومها المتعمد على بناية من ثلاثة طوابق في بلدة قانا أسفر عن مقتل العشرات من المدنين الأبرياء أغلبهم من الأطفال والنساء. وقال السفير الأميركي جون بولتون «إن ما نعارضه هي لغة حاسمة حول طبيعة الحادث». وأضاف موضحا «علينا العودة إلى ما هو معتاد وهو الطريق لإيجاد حل دائم وبدلا من القفز إلى وقف لإطلاق النار وإلى قضايا أخرى وما هو مهم اليوم هو التعامل مع ما شاهدناه من قتل المدنيين». ورأى الوفد اللبناني أن البيان الرئاسي لا يلبي الحد الأدنى لما يجري على الأرض. وقال السفير نهاد محمود «كنا نتطلع إلى ما هو أكثر لحفاظ حياة المدنيين»، في حين وصف السفير الفرنسي البيان بالخطوة الإيجابية وقال إن «المجلس يعمل على إيجاد حل دائم للنزاع». واعتبر السفير الروسي فيتالي جيركن بيان مجلس الأمن يكتسب قيمة مهمة وقال «إنه نتيجة جهود مكثفة لجعل المجلس خارج موقف المراقب حول ما يجري في لبنان». والمجلس في بيانه أعرب عن قلقه من تصاعد العنف ومن النتائج الخطيرة على الوضع الإنساني ودعا إلى وضع نهاية للعنف وأعرب عن الحاجة إلى ضمان تحقيق وقف لإطلاق النار دائم وشامل وأكد أعضاء المجلس على العمل وبدون تأخير من أجل اعتماد قرار لحل دائم للأزمة على أثر الجهود الدبلوماسية الجارية. ومن المتوقع أن يشهد مجلس الأمن هذا الأسبوع مداولات ومشاورات مكثفة لصياغة قرار جديد لغرض الوصول إلى وقف لإطلاق النار وإلى العمل على نشر قوات دولية في الجنوب اللبناني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.