السودان: «منصب مساعد الرئيس» يفجر خلافات بين فصائل دارفور الموقعة على اتفاق أبوجا

TT

توقعت مصادر مطلعة أن تنفجر خلافات بين الحكومة وفصائل الحركات المسلحة في دارفور الموقعة على اتفاق أبوجا لسلام دارفور، حول ايلولة منصب مساعد رئيس الجمهورية المنصوص عليه في الاتفاق، وبينما رشح فصيل حركة تحرير السودان زعيمها منى اركو مناوي للمنصب، قال فصيل آخر أيد الاتفاق إن زعيمها هو المرشح من جانبها للمنصب.

وفي تصريحات له في مطار الخرطوم الذي وصله لأول مرة امس، قال البروفيسور عبد الرحمن موسى رئيس حركة تحرير السودان «الإرادة الحرة» المؤيدة للاتفاق، ان حركته ستقوم بترشيحاتها لكافة المناصب، حسب بنود اتفاق السلطة، وأضاف ان ذلك «حق كفله الاتفاق وأجازه مجلس السلم والأمن الافريقي»، وأشار «سنتفاوض مع الحكومة حول هذا الأمر». واتهم موسى «جبهة الخلاص الوطني» المناوئة لاتفاق ابوجا بزعزعة الوضع الأمني في دارفور، وقال «هناك جهات اجنبية تقف وراءها لإحداث تدهور أمني في المنطقة». وذكر موسى أن حركته علي استعداد للتعاون مع الحكومة، وذلك لبسط الأمن والاستقرار في دارفور واتخاذ التدابير الكافية لدعم العودة الطوعية للنازحين بالمعسكرات، واعتبر اتفاق ابوجا بمثابة الطريق الصحيح لتسوية قضية دارفور.

وحول موقف فصيله من دخول القوات الدولية الي دارفور، قال موسى ان القضية الآن ليست دخول القوات من عدمها، وانما عملية بسط الأمن والاستقرار للمواطن حتى ينعم بحياة آمنة ومستقرة. وثمن جهود كل الذين ساعدوا في التوصل الي اتفاق ابوجا من سفراء ووسطاء ومراقبين دوليين ورجالات الادارة الاهلية. وقال مسؤول في فصيل موسى لـ«الشرق الأوسط» إن زعيم الحركة موسى هو الذي سيتم ترشيحه لمنصب مساعد الرئيس، وأضاف ان هذه الخطوة ستتخذ خلال اليومين المقبلين.

ولكن حركة مناوي ترفض ترشيح فصيل موسى للمنصب بشدة، باعتبار أن الأمر غير منصوص عليه في اتفاق ابوجا، حسب محجوب حسين الناطق باسم فصيل مناوي، وقال حسين لـ«الشرق الأوسط» ان اتفاق ابوجا تم تصميمه على خلفية المفاوضات بين ثلاثة فصائل هي «حركة تحرير السودان جناح مناوى، وحركة تحرير جناح عبد الواحد محمد نور، وحركة العدل والمساواة»، والحكومة السودانية.

وأوضح حسين «موقفنا واضح؛ ان اي ترشيح خارج اطار ما نص عليه الاتفاق نحن لن نقبله»، ومضى ان المساحات المخصصة للتوقيعات في الاتفاق ليس فيها مجال اية جهة اخرى غير الجهات التي خاضت المفاوضات في ابوجا. في غضون ذلك، دعا بيان صادر باسم «اللجنة العليا للقبائل العربية في دارفور» جماهيرها الى عدم استقبال مناوي في مطار الخرطوم الاحد المقبل، والذي يصلها رسميا لأول مرة منذ تمرده عليها عام 2001.