الهند: جماعة «عسكر طيبة» تستخدم «قنابل الموبايل» في أعمال إرهابية

يتم صنعها باستخدام الهواتف المحمولة

TT

تعتبر «قنابل الموبايل»، وهي القنابل التي يتم صنعها باستخدام الهواتف المحمولة، آخر ما في ترسانة جماعة عسكر طيبة الارهابية. وتمتلك هذه الجماعة الارهابية عددا من هذه القنابل حسب ما قاله المتطرف نور الإلهي الذي يحمل اسما مستعارا هو تيبو للمحققين الذين استجوبوه.

وقالت مصادر ان طريقة العمل هذه تشبه الطريقة التي تتبعها «القاعدة». فمنظمة «القاعدة» هي أول من حولت الهواتف المحمولة الى قنابل لتنفيذ سلسلة من التفجيرات في ماليزيا في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكان مستشار الأمن القومي الهندي أم كي نارايانان قد قال ان في حوزة عسكر طيبة احتياطيات هائلة من بطاقات الهواتف المحمولة (سيم كارد) لتحويلها الى قنابل موبايل زاعما ان الجماعة هي جزء منظمة «القاعدة» وقد تستهدف مؤسسات نووية هندية بمثل هذه القنابل.

وطريقة صنع قنبلة موبايل كما كشف عنها المتطرف المعتقل هي مزيج من المواد المتفجرة ذات النوعية العالية مع مادتي «أر دي أكس وتي أن تي». وابلغ مستجوبيه ان الموبايل يبرمج على ذبذبة وهذه تتماثل مع ذبذبة جهاز التفجير، مما يؤدي الى الانفجار في اللحظة التي يجري فيها التنشيط عبر ضغط الرقم.

وفي الفترة الأخيرة كشفت الجهات الأمنية الهندية قنابل السجائر، عندما قتل قروي بعد ان اشعل واحدة من السجائر المتفجرة التي وجدها مرمية في حقل، وأدى انفجار السيجارة الى مصرعه.

وقالت مصادر الشرطة ان الارهابيين يقومون بتجريب الأفكار الأقل كلفة في ملء السجائر او الهواتف المحمولة بالمتفجرات لتجنب الضحايا في كوادرهم عند القيام بهجمات كبيرة. وتظهر اتجاهات العنف الأخيرة في ولاية كشمير ان المتطرفين يستخدمون القنابل اليدوية الصغيرة (الرمانات) لغرض شن الهجمات متجنبين المجابهة المباشرة مع قوات الأمن الهندية.

وفي غضون ذلك تبادلت القوات الهندية والباكستانية نيران الأسلحة الثقيلة على امتداد الحدود في جمو وكشمير مما عرض وقف اطلاق النار المستمر منذ 32 شهرا الى الخطر.

وقال المتحدث باسم الجيش الهندي الكولونيل دي كي بادولا انه جرى استهداف المواقع العسكرية في الجانب الهندي بقذائف المورتر والصواريخ من الجانب الباكستاني ليلة 28 يوليو (تموز)، وقد أثير الموضوع مع لقاء مع الباكستانيين. ونفت باكستان قيامها بهجوم على المواقع الهندية زاعمة ان المتطرفين لابد ان يكونوا هم من قوموا بذلك، ويعد هذا ثالث انتهاك لوقف اطلاق النار.

وعلى الرغم من ان الكولونيل بادولا برأ الجيش الباكستاني فان مصادر في الجيش تقول ان الصواريخ وقذائف المورتر أطلقت من الاتجاه حيث باكستان تقيم مخافرها المتقدمة.

وبينما يقلل الجيش الهندي من أهمية الحادث ويقول انه قد يكون من عمل الارهابيين في الجانب الباكستاني، فان مصادر استخباراتية عسكرية تقول ان ما يتراوح بين 1000 الى 1500 من المتطرفين يشاهدون منتظرين لغرض عبور الحدود من الجانب الباكستاني. وكان وقف اطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية على امتداد الحدود في جمو وكشمير، والذي بدأ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، قد انتهك مرتين باستخدام قذائف المورتر ونيران اسلحة خفيفة.

وكان الانتهاك الأول يوم 16 يناير 2005، حينما اطلقت 16 قذيفة مورتر على مواقع هندية في قطاع بونتش مما ادى الى جرح فتاة، وبعد خمسة أيام وفي 21 من الشهر ذاته أطلقت 12 قذيفة مورتر مرة اخرى على القطاع ذاته. أما امكانية توصل القوات الهندية والباكستانية الى الحفاظ على ضبط النفس على الحدود فمسألة تكشف عنها الأيام المقبلة، ولكن التسرب يتزايد في الواقع، ومن المتوقع ان يتزايد احتمال شن هجمات مماثلة على المواقع الهندية على طول الحدود وفقا لما ذكرته مصادر عسكرية.

وفي نفس الوقت، ينتظر أن تستأنف الهند وباكستان محادثات السلام التي شابها التوتر بعد أن أنحت نيودلهي باللائمة على متشددين اسلاميين في تفجيرات قطارات بمومباي في وقت سابق من يوليو الحالي، ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الهندي شيام ساران ونظيره الباكستاني رياض محمد خان محادثات على هامش مؤتمر اقليمي يعقد في داكا عاصمة بنجلادش. وقال مسؤولون انه بالرغم من أنه لم يتم تحديد جدول رسمي فانه من المتوقع أن يجتمعا في وقت متأخر أمس، وقال ساران ان الجانبين سيبحثان القضايا الثنائية بحيث يحاول كل جانب التعامل مع مخاوف الجانب الاخر في ضوء هجمات مومباي وتأثيرها على عملية السلام الهشة.

وقال ساران للصحافيين «الرسالة ستكون أن باكستان والهند بحاجة الى العمل سويا»، وأضاف «نخوض عملية سلام مهمة بالنسبة للبلدين ومن الاهمية الشديدة بمكان حتى نسمح لهذه العملية بالمضي قدما أن يكون هناك التزام بالتخلي عن الارهاب عبر الحدود في شتى صوره».

وأسفرت تفجيرات 11 يوليو لقطارات ومحطات قطارات في مومباي العاصمة التجارية والترفيهية للهند عن مقتل اكثر من 180 وألقت بظلالها على خطوات بين نيودلهي واسلام اباد لانهاء العداوة المستمرة منذ زمن بعيد.

ويشتبه محققون هنود في أن جماعة عسكر طيبة ووكالة المخابرات العسكرية الباكستانية استغلتا مسلمين هنودا ساخطين في شن الهجمات. وبالرغم من نفي اسلام اباد وجماعة عسكر طيبة لأية صلة بالهجمات دعت نيودلهي الى اجتماع كان من المقرر عقده في وقت سابق هذا الشهر بين ساران وخان لبحث عملية السلام.