مبارك يطالب بتحقيق دولي عاجل.. ويتهم إسرائيل بـ«انتهاك صارخ للقانون الدولي»

وزير الخارجية المصري يؤكد عدم معارضة سورية نشر قوات لبنانية في الجنوب

TT

دعا الرئيس المصري حسني مبارك إلى إجراء تحقيق دولي عاجل في مذبحة قانا التي ارتكبتها إسرائيل ضد أهالي قرية قانا اللبنانية أول من أمس، بينما اتهم إسرائيل بـ«الانتهاك الصارخ للقانون الدولي وانزلاق عدوانها على لبنان الشقيق لمنزلقات خطرة». وكرر الرئيس مبارك المطالبة بوقف فوري غير مشروط لاطلاق النار في لبنان، في وقت اكد وزير خارجيته احمد ابو الغيط عدم ممانعة سورية من نشر قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان.

وقال الرئيس مبارك في كلمة بثها التلفزيون المصري أمس ان «مصر تدين بأقوى العبارات هذه المذبحة البشعة وتدعو لتحقيق دولي عاجل يكشف ملابساتها ويحمل اسرائيل مسؤوليتها». وقال ان «المذبحة البشعة ضد المدنيين الأبرياء في قانا هي شاهد على انتهاك اسرائيل الصارخ للقانون الدولي وانزلاق عدوانها على لبنان الشقيق لمنزلقات خطرة».

وأكد الرئيس المصري استمرار جهود بلاده الداعمة للبنان وشعبه بكافة طوائفه، وقال إنه أصدر تعليماته لوزير خارجيته لتكثيف التحرك في الإطارين الإقليمي والدولي ومتابعة التحرك الراهن بمجلس الأمن والتعبير بقوة ووضوح عن موقف مصر الثابت من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. وأضاف أن مصر تدين بذات القدر، ما أسفر عنه العدوان الإسرائيلي المستمر، من سقوط العديد من القتلى والجرحى، ونزوح مئات الآلاف من أبناء لبنان وتشريدهم.

وجدد الرئيس المصري دعوته لوقف فوري لاطلاق النار منتقدا «تلكؤ وعجز» الاسرة الدولية عن انهاء المعارك. واضاف: «اجتماع روما فشل الأسبوع الماضي في تحقيق ذلك. كما عجز مجلس الأمن عن التعامل السريع والفعال مع العدوان الاسرائيلي وعن تحمل مسؤوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين». وأضاف أن هذا التلكؤ والعجز إنما يعكسان الاختلافات الجوهرية في نظام الأمن الجماعي الذي تمثله الأمم المتحدة والقصور الذي يعتريه، داعيا إلى تصحيحه.

واعتبر الرئيس المصري أن تزامن العدوان الإسرائيلي على لبنان مع عدوانها المماثل على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة إنما يؤكد حقيقة أن توقف عملية السلام هو لب المشكلة وجوهرها. ولفت الى الحاجة لاعادة النظر في مسار جهود السلام. ومن جهته، شرح وزير الخارجية المصري أبو الغيط في تصريحات للتلفزيون المصري أمس الموقف السوري من الوضع في لبنان، فأكد عدم معارضة دمشق نشر عناصر الجيش اللبناني في جنوب لبنان. وأشار إلى أن سورية، التي زارها اول من أمس، تؤيد فكرة تبادل الأسرى وتؤمن بفكرة الحوار الوطني اللبناني وتؤيد مقترحات رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والتي أكدها مجلس الوزراء اللبناني أخيرا ولا ترفض بسط الجيش اللبناني سيطرته على كافة الأراضي اللبنانية. وأضاف انه نقل رسالة من الرئيس المصري لنظيره السوري بشار الأسد، تعبر عن رؤية الرئيس مبارك لـ«كيفية الخروج من هذا الوضع الصعب الذي يجد الشعب اللبناني نفسه فيه». وأكد ابو الغيط أن الرؤية المصرية ـ السورية تلتقي حول ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري. ولفت الى الحاجة إلى تعاون مصري سوري عربي من أجل التوصل إلى التوافق على كيفية التحرك. ونفى أبو الغيط وجود أي تناقض بين الموقفين المصري والسوري، قائلاً: «العكس هو الصحيح». وأوضح أن هناك تفاهماً مصرياً سورياً على الحاجة إلى استقرار المنطقة وعدم توسيع الصدام والسيطرة عليه ووقف إطلاق النار وعودة النازحين اللبنانيين إلى مدنهم وقراهم.

وتوقع أبو الغيط التوصل الى وقف إطلاق نار قريباً بسبب ثلاثة عناصر هي: أن العملية العسكرية الإسرائيلية لن تحقق الأهداف التي وضعتها إسرائيل تجاه حزب الله، والوضع الدولي القوي ضد أقلية ترفض وقف إطلاق النار وهذا ما شهده مؤتمر روما، والمذبحة التي شهدتها قانا. وأوضح أن هذه العناصر الثلاثة فرضت نفسها على الولايات المتحدة ومجلس الأمن للتحرك الفوري لوقف إطلاق النار. وشدد أبو الغيط على ان استقرار الشرق الأوسط وسلامته يعتمدان على انهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الاحتلال هو المسؤول عن كافة المشاكل التي تواجهها المنطقة.