وزير العدل اللبناني يطالب بملاحقة إسرائيل دولياً.. ونقابة المحامين تعد الدراسات القانونية للادعاء عليها

حداد وطني واستنكار لبناني واسع لمجزرة قانا

TT

عاش لبنان امس يوم حداد وطني استنكاراً للمجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا فجر اول من امس حيث دمرت طائراتها مبنى على ساكنيه فسقط 60 قتيلا بينهم 37 طفلاً. وقد نكست الاعلام على المؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية والادارات العامة، وتوقف العمل في القطاع المصرفي واقفلت الاسواق في مختلف المناطق اللبنانية.

ووجه وزير العدل اللبناني شارل رزق كتاباً الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة طالباً عرض موضوع جمع الادلة على الجرائم المرتكبة من قبل اسرائيل على مجلس الوزراء ليصار الى تكليف وزارتي الدفاع والداخلية اجراء مسح شامل للاضرار وجمع وحفظ الادلة المثبتة لكل اعتداء على حدة. وجاء في الكتاب: «ان الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان وعلى بنيته التحتية وعلى المدنيين فيه، من رجال ونساء واطفال، منذ 12 يوليو (تموز) 2006، تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الانساني وللاتفاقات الدولية، كما تشكل حتماً جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وعلى الحكومة اللبنانية، تمهيداً لملاحقة العدو الاسرائيلي امام المراجع الدولية المختصة ومعاقبة مرتكبي تلك الجرائم والحكم عليهم وعلى دولة اسرائيل بتعويض كل الاضرار المادية والمعنوية اللاحقة بالدولة اللبنانية وبمواطنيها، ان تجهز ملفاً كاملاً توصَّف وتوثّق فيه جميع الاعتداءات والجرائم، وتحفظ فيه كامل الادلة المادية المثبتة لتلك الافعال. بناء على ما تقدم، نطلب من دولتكم عرض الموضوع على مجلس الوزراء ليصار الى اتخاذ قرار بتكليف وزارتي الدفاع الوطني والداخلية والبلديات اجراء مسح شامل للاضرار المشار اليها آنفاً، وجمع وحفظ الادلة المثبتة لكل اعتداء على حدة، بإشراف النائب العام التمييزي، على ان يتم تقرير الوسائل الفضلى من قبل مجلس الوزراء في الوقت الملائم لملاحقة مرتكبي تلك الجرائم». الى ذلك، اعرب الوزير رزق عن اسفه لأن مجزرة قانا «لم تحدث هزة ضمير لاقرار وقف اطلاق النار في الامم المتحدة». واستنكر نقيب المحامين في بيروت بطرس ضومط المجزرة معتبراً «ان اسرائيل تجاوزت كل همجية وبربرية». وقال في بيان: «ان مشاهد الاطفال الابرياء والشيوخ والنساء وهي محترقة ومشوهة، تكفي لتحريك الضمير العربي وضمير المجتمع الدولي من اجل وضع حد لهذه الجرائم النكراء التي تطال المدنيين والتي تخالف كل المواثيق الاخلاقية والانسانية والدولية. ولم يعد الاستنكار كافياً لادانة ذلك الاجرام».

واعلن ان نقابة المحامين بدأت بإعداد الدراسات القانونية «لتقديم الشكاوى والدعاوى ضد اسرائيل وانتهاكاتها. وستضيف الى الملف مجازر قانا التي توجب محاكمة قادة اسرائيل كمجرمي حرب امام المحاكم الجنائية الدولية المختصة، اذ ان ما ارتكبته اسرائيل لم يسبق له مثيل في الحروب، الا ما اعتادت عليه في اعتداءاتها سابقاً وحاضراً على لبنان واللبنانيين الصامدين».

ودان «اللقاء الوطني اللبناني» في بيان اصدره، اثر اجتماعه امس برئاسة الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي «الجريمة البربرية التي اقترفها العدو الصهيوني في حق الشعب اللبناني والتي يتمادى بارتكابها بدعم مباشر من الادارة الاميركية، توجيها وتسليحاً وادارة ودعماً، ولا سيما منها مجزرة قانا البطلة... ضاربة عرض الحائط بجميع القيم الانسانية». ودعا اللقاء «جميع الشعوب العربية الى التحرك الفوري والسريع للضغط على حكوماتها من اجل نصرة لبنان ومساعدته على مواجهة العدوان وحضها على مقاطعة اسرائيل ومحاصرتها».

ودانت «ندوة العمل الوطني» التي يرأسها الرئيس الاسبق للحكومة سليم الحص، في بيان اصدرته امس، مجزرة قانا. وجاء في البيان: «نزف ارواح شهدائنا الاطفال في قانا الى الرؤساء العرب الذين غطوا العدوان الاسرائيلي على لبنان. ونهدي دماء نسائنا الى الشعوب العربية التي ندعوها لا الى التظاهر فقط بل الى الضغط على حكامها لقطع اي علاقة تربط بعضهم بالعدو الاسرائيلي...».

وأصدر المركز الكاثوليكي للاعلام بياناً شجب فيه ما ارتكبته اسرائيل من مجازر. وقال: «امام المجازر البشعة التي ارتكبت في حق الابرياء اللبنانيين منذ بداية الحرب حتى مجزرة قانا التي ذهب ضحيتها 62 شهيداً 42 منهم من الاطفال، وبعد تسعة عشر يوماً من عمليات العنف والتدمير المتواصلة التي تستهدف المدنيين الابرياء... يهم المركز الكاثوليكي للاعلام ان يعلن ما يأتي: اننا نضع مشاهد الاطفال الذين قطعت اوصالهم ودفنوا احياء تحت الركام برسم المؤسسات الدولية التي تدعو الى احترام حقوق الانسان. ونسأل المجتمع الدولي هل هذا هو عنوان حضارة الشرق الاوسط الجديد؟ ان الصمت الدولي وعجز الامم المتحدة عن اتخاذ قرار بوقف اطلاق النار، رغم نداءات اصحاب النوايا الطيبة... لهو امر معيب ومخز ووصمة عار على جبين الانسانية وضمير المجتمع الدولي».