المعلم: إسرائيل لديها نية لتوسيع العدوان ليشمل سورية

الأسد يتهم تل أبيب بشن حرب إبادة ويهاجم «بعض من يروج لهم ادعاءاتهم»

TT

فيما رأى الرئيس السوري بشار الأسد، أن الظروف الدولية والتحديات الإقليمية تستدعي الحذر واليقظة وتتطلب الاستعداد والجاهزية، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، إن إسرائيل لديها «نية لتوسيع العدوان ليشمل سورية».

وقال الأسد «إن حرب الإبادة الهمجية، التي يشنها العدو الاسرائيلى على الشعب العربي في لبنان وفلسطين، تزداد شراسة، حيث يتعرض لبنان لاعتداء سافر من آلة العدوان الاسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، ويمارس العدو ابشع انواع القتل والتدمير والتخريب والتهديم، ولا يوفر في ذلك البشر والحجر والمنشآت والبنى، ويصب جام حقده على الناس المدنيين العزل، ويقصف كل بقعة حياة في ارض لبنان، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والشرائع الدولية والقيم الاخلاقية والانسانية، مستنداً الى دعم قوى الهيمنة في العالم، التي انحازت له في العدوان وبررت افعاله في القتل ومدته بأسباب الاستمرار في التدمير».

واضاف الرئيس الاسد، في كلمة وجهها إلى القوات المسلحة السورية، بمناسبة عيد الجيش، الذي صادف أمس «ان العدوان والقتل والتدمير الذي يمارسه الاسرائيليون عملية مخططة ومدبرة، بالتواطؤ مع عدد من القوى الكبرى التي هيمنت على المجتمع الدولي وشلت فاعليته وصادرت شرعيته ومؤسساته وقراراته وادعت لنفسها النطق باسمه».

واشار الرئيس الاسد الى «ان جزءا من معركتهم وعدوانهم يقوم على تزييف الحقائق والحقوق، واذا كان هناك بعض من يسهل لهم مخططاتهم ويروج لهم ادعاءاتهم فان نبض الشعوب اقوى وابقى وإن هذا الزمن هو زمن المقاومة الشعبية الوطنية، التي تمكنت من اذلال المحتلين وكسر هيبتهم في العراق وفلسطين واليوم في لبنان» وقال: «إن هؤلاء المقاومين وهذا الشعب انما يقاتلون فداء لاوطانهم وبلدانهم ودفاعا عن ارضهم وشرفهم وكرامتهم، حيث لا راية لهم الا الانتصار، مثبتين ان الانتصار يبدأ بالصمود المشرف ويستمر بكشف العملاء والمتخاذلين ويكتمل بالتحرير».

وقال الرئيس الاسد، ان سورية التي وقفت الى جانب اشقائها على الدوام «هي اليوم، كما في السابق، اشد قوة وامضى عزيمة في الوقوف الى جانب شعبنا العربي الصابر والمكافح في لبنان وفلسطين والى جانب المقاومة الوطنية البطلة». ودعا الرئيس السوري القوات المسلحة السورية في كل تشكيلاتها وقطعاتها ووحداتها «لتكثيف الجهود في ساحات التدريب والعمل والمواظبة على المزيد من الاستعداد ورفع الجاهزية»، مؤكداً أن المعركة مستمرة «ما دامت ارضنا محتلة وما دامت حقوقنا مستلبة والنصر مقبل باذن الله». ووجه الرئيس الأسد التحية «الى الأهل الصامدين في الجولان المحتل وفي لبنان وفي فلسطين وللمقاومين الابطال في لبنان وفلسطين وفي كل مكان يعلو فيه نداء الحرية والتحرر من براثن المحتلين».

وكان مجلس الوزراء السوري، قد بحث أمس تطورات الاوضاع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، منوها «ببطولات المقاومة وانتصارها وبصمود الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني وتصديهم البطولي للعدوان». وأكد رئيس الوزراء محمد ناجي عطري أهمية التنسيق وتكامل أداء ومهام مختلف الجهات واتخاذ الاجراءات والترتيبات اللازمة لرفع قدرة وجاهزية كل القطاعات، بهدف الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات في ضوء تطورات الاوضاع وتداعياتها المستقبلية على المنطقة.

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس في الدوحة، ان اسرائيل لديها «نية لتوسيع العدوان ليشمل سورية»، وأكد انه «يجب رفض أية مبادرات تفرض على لبنان، إلا بموافقة جميع الأطراف اللبنانية».

وأضاف المعلم لدى مغادرته الدوحة، ان الهجوم الاسرائيلي على لبنان «يأتي ضمن مخطط مسبق وأجندة سياسية متفق عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، التي تحاول تحقيق هذه الأجندة، إما بتوسيع العدوان الإسرائيلي، كي يشمل سورية، أو من خلال فرض قرارات ستصدر عن مجلس الأمن الدولي لخدمة المصالح الإسرائيلية»، وقال «ان هذا الاحتمال قائم، وعلى سورية ان تتعامل بكل حذر مع هذه النيات المبيتة».

وأجاب المعلم على سؤال حول المبادرة الفرنسية للحل، المتمثلة بمشروع القرار الذي قدمته فرنسا الى مجلس الأمن ان «ما يطالب به لبنان... هو وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار»، وأكد ان سورية تساند هذه المطالب «العادلة»، مشددا على انه «يجب رفض أية مبادرات تفرض على لبنان إلا بموافقة جميع الأطراف اللبنانية، عبر حوار وطني، ليناقش اللبنانيون ويتفقوا على الطروحات التي يجب أن تصب في مصلحة لبنان».

وأوضح المعلم، في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، انه التقى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مساء أول من أمس، ونقل له رسالة من الرئيس الأسد تتعلق بالوضع في لبنان والتطورات الجارية حاليا، كما التقى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية، وقال «لقد تباحثت مع المسؤولين القطريين، في ما هو مطروح في مجلس الأمن الدولي، خاصة أن قطر تمثل المجموعة العربية في المجلس».

من ناحية اخرى، قال ردا على سؤال ان العملية التي استهدفت دورية إسرائيلية في الجولان المحتل «فبركة إسرائيلية». وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن القوات السورية رفعت من حالة التأهب، استعدادا لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل. ونفى عماد مصطفى السفير السوري لدى الولايات المتحدة، وجود أي خطط سورية لمهاجمة إسرائيل قائلا، إن العكس هو الصحيح، وإن بلاده تعد نفسها لاحتمال امتداد الضربات الإسرائيلية إليها.

وقال السفير السوري، في حديث للشبكة بثته أمس «إن الاستعداد السوري طبيعي في ظل تعرض البلد الجار لبنان للقصف الإسرائيلي المستمر، وا‏ن إسرائيل ترتكب مجازر في لبنان وتستعد قواتها البرية لتوسيع توغلها في لبنان، ولهذا فإن سورية يجب أن تحضر نفسها جيدا». وتابع السفير السوري تصريحه قائلا «إنه من الطبيعي أن يرفع السوريين مستوى التأهب والاستعداد في قواتهم من أجل الدفاع عن بلادهم في حال حدوث أي طارئ».

وردا على سؤال عما إذا كان هذا الاستعداد يعني أن سورية ستدخل في مواجهة مع إسرائيل، قال السفير السوري: «نحن لا نخطط للدخول في الصراع المسلح مع إسرائيل، ولكن العكس هو الصحيح»، في إشارة منه على ما يبدو الى أن إسرائيل هي التي تخطط لإشراك سورية في الصراع. وتابع قائلا: إننا دعونا منذ اليوم الأول لاندلاع الصراع إلى تدخل المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار وأن الولايات المتحدة وإسرائيل، هما البلدان الوحيدان في العالم اللذان يعارضان وقف إطلاق النار.