فرنسا تريد نشر قوات دولية «بأنياب وأسلحة» في جنوب لبنان

موسكو: التعاون ممكن بين القوة الدولية والجيش اللبناني

TT

اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري ان القوات الدولية التي سيتم نشرها في لبنان يجب ان يكون من صلاحياتها استخدام القوة العسكرية، وذلك كي تكون فعالة في اداء مهامها. ويأتي ذلك فيما قالت روسيا انها لا تستثني تعاونا محتملا بين قوة دولية في لبنان والجيش اللبناني.

وأوضحت الوزيرة الفرنسية في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية امس حول تشكيلة القوات الدولية ان «هذه القوات يجب ان تكون كبيرة الحجم، وذات مهام محددة بدقة. كما يجب ان تكون مسلحة بشكل جيد، لها حق اطلاق النار، ومزودة بعربات ومدرعات عسكرية». وقالت ان قوات الامم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان، والتي تم التجديد لها لمدة شهر واحد «بلا انياب» فيما يتعلق بمساعدة الجيش اللبناني على مد سلطاته الى الجنوب. وتابعت «لاننا نقول لهم لا يجب ان تفتحوا النيران، تواجه قوات الامم المتحدة مشاكل». وقالت ان القوات الدولية تعطى «مسؤوليات غامضة.. ولا تعطى وسائل حاسمة ومؤثرة». وحول اقتراح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان نشر قوات دولية في جنوب لبنان من 10 آلاف شخص، قالت الوزيرة الفرنسية ان هذا العدد ضئيل، مقترحة ان يكون عدد القوات الدولية بين 15 و20 الف جندي. وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية قد قالت اول من امس انه من الضروري ان تنشر في لبنان قوات دولية «قوية» بعد التوصل الى «وقف لاطلاق النار» و«موافقة جميع الاطراف» على نشر هذه القوات. وقالت اليو ماري في ختام لقاء مع الرئيس الطاجيكي امام علي رحمنوف في دوشانبي ان «فرنسا تدعو اولا الى وقف لاطلاق النار يجب التوصل اليه في اسرع وقت ممكن لحماية المدنيين الذين هم اولى ضحايا» المواجهات. واضافت «بعد ذلك على جميع الاطراف والاسرة الدولية الاتفاق على التحرك الواجب القيام به لارساء سلام دائم في هذه المنطقة وحماية لبنان».

ومضت تقول «علينا في مرحلة ثالثة نشر قوات دولية قوية لتطبيق هذه الاتفاقات». وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية عائدة من افغانستان حيث ينتشر حوالي 1200 جندي فرنسي. وحاليا يملك الجيش الفرنسي قاعدة جوية في دوشانبي لدعم قوات التحالف في افغانستان.

الى ذلك، اعلن الموفد الخاص في وزارة الخارجية الروسية الى الشرق الاوسط سيرغي ياكوفليف امس ان روسيا لا تستثني تعاونا محتملا بين قوة دولية في لبنان والجيش اللبناني.

ونقلت وكالة انباء ريا نوفوستي عن ياكوفليف قوله «يمكننا التفكير في اقامة تعاون بين قوة دولية لارساء الاستقرار في لبنان والجيش اللبناني. مثل هذه الامكانية غير مستبعدة».

الا ان روسيا تطالب مسبقا، اسوة بفرنسا، باتفاق جميع الاطراف المعنيين على نشر مثل هذه القوة. وقال ياكوفليف «علينا اولا التوصل الى اتفاق بين جميع الاطراف حول ولاية هذه القوة والمواقع التي ستنشر فيها والمهام التي ستناط بها»، موضحا ان «الامر ليس سهلا». ورأى الدبلوماسي الروسي انه «من المبكر التحدث عن تشكيلة» هذه القوة وخصوصا عن احتمال ارسال قوات من حلف شمال الاطلسي، مؤكدا على ضرورة حصولها على تفويض من الامم المتحدة.

ومن ناحيته، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس امس ان هدف العملية التي تشنها القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان هو التمهيد لنشر قوة دولية. وقال بيرتس في كلمة القاها امام جنود في شمال اسرائيل ونقلتها الاذاعة العامة الاسرائيلية ان هدف اسرائيل في جنوب لبنان يكمن في «ايجاد ظروف على الارض تمكن قوة دولية مفوضة صلاحيات فاعلة من التحرك». وأضاف «في هذه الظروف، لن يكون في وسع حزب الله التنقل بحرية في جنوب لبنان واستغلال سكانه وتهديد عمق اسرائيل والقيام بما يحلو له في هذه المنطقة وادخال عناصر من الحرس الثوري الايراني اليها». وقال في اليوم الحادي والعشرين من المواجهات بين اسرائيل وحزب الله «ان الايام المقبلة ستكون حاسمة وستحدد ما اذا كان تنظيم ارهابي سيجرؤ بعد الان على تهديد عمق اسرائيل».

والمح وزير الدفاع الى ان جيشه وضع خططا لعمليات ستسمح له بتحقيق اهدافه حتى في مهلة زمنية قصيرة، في اشارة الى احتمال اضطرار اسرائيل الى الالتزام بوقف اطلاق نار خلال الايام المقبلة.