دانييل ميتران تراسل الرئيس الجزائري وزعيم «البوليساريو» لكشف مصير المفقودين المغاربة

TT

تعتزم دانييل ميتران أرملة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، ورئيسة «مؤسسة فرنسا الحريات»، مراسلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ومحمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو، لطلب توضيحات حول ملف المغاربة المفقودين في تندوف (جنوب غربي الجزائر). وغيرت ميتران مواقفها من قضية الصحراء، في شقها الانساني، بعد التقرير الذي أعده أعضاء من مؤسسة «فرنسا الحريات»، حول وضعية الأسرى المغاربة في مخيمات «البوليساريو» عام 2003، حيث أشار التقرير إلى أن الأسرى يعانون من الاستغلال وينجزون مهام شاقة داخل المخيمات، وهو ما أثار حفيظة جبهة البوليساريو التي نددت بتقرير المؤسسة، خصوصا أنها تركت هامشا كبيرا للتحرك أمام معدي التقرير، الذين التقوا بحوالي 731 أسيرا مدنيا وعسكريا مغربيا كانوا محتجزين آنذاك لدى «البوليساريو».

وكان جو الثقة السائد بين أرملة ميتران وجبهة البوليساريو كبيرا بسبب دفاعها عن الجبهة الانفصالية في عدة مناسبات دولية، وقيامها بزيارة إلى مخيمات الجبهة في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، وهو ما لم يكن ينظر إليها المغرب بعين الرضى منذ سنوات طويلة، كما غيرت دانييل ميتران أيضا مفردات قاموسها المتعلق بقضية الصحراء، إذ لم تعد تتحدث عن تقرير المصير بالنسبة للصحراويين وصارت تدعو الدول المغاربية إلى تركيز اهتمامهم أكثر حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية.

وفي السياق ذاته، ذكر مصدر من «الجمعية الوطنية لأبناء وشهداء وأسرى ومفقودي الصحراء المغربية» لـ«الشرق الأوسط»، أن الجمعية تعتزم إرسال اللائحة المؤقتة للمفقودين المغاربة، التي تضم 668 مفقودا مدنيا وعسكريا، إلى البرلمان الأوروبي ومنظمة الصليب الأحمر الدولية من أجل الكشف عن مصيرهم في مخيمات تندوف. وأشار المصدر ذاته إلى أن الملف الإنساني المرتبط بقضية الصحراء، لم يغلق بصفة نهائية بعد إطلاق سراح الأسرى المغاربة، الذين كانت تحتجزهم «البوليساريو»، مضيفا أن العديد من الأسر المغربية ما زالت تنتظر أخبارا عن مصير أبنائها وذويها الذين فقدوا في ظروف غامضة، أو لفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت التعذيب.