المجلس الوزاري الأمني المصغر يقرر استمرار العمليات الحربية حتى السيطرة على الليطاني

الخارجية الإسرائيلية: قانا أحدثت انعطافا في الموقف العالمي

TT

اعترفت نائبة رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني أمس، بأن مجزرة قانا أحدثت انعطافا في الموقف الدولي تجاه اسرائيل في حربها على لبنان. فبعد أن تلقت دعما واسعا وكبيرا من كل دول الغرب تقريبا، تجد نفسها اليوم تصارع وحيدة، وحتى الإدارة الأميريكية تبدي مواقف أخرى من الحرب، وباتت تسعى بجد إلى وقفها. وحسب مصدر سياسي اسرائيلي، فإن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، كانت قد أوضحت لرئيس الوزراء ايهود أولمرت، في لقائهما الأخير بعد المجزرة ان هذه الحرب تتخذ الآن منحى آخر، وأن التوجه سيكون انهاء الحرب في أسرع وقت. وطلبت منه أن ينهي العمليات الحربية بنهاية الأسبوع. وكان المجلس الوزاري الأمني المصغر، الذي يضم حوالي نصف الوزراء في الحكومة وقادة جميع الأجهزة الأمنية، قد قرر في الليلة قبل الماضية استمرار العمليات الحربية وتوسيعها برا، بهدف السيطرة على الجنوب اللبناني لمسافة 4 إلى 6 كيلومترات عن الحدود الاسرائيلية، أي وصولا الى نهر الليطاني، وتدمير مواقع «حزب الله» فيها. وإزاء التزام اسرائيل أمام رايس بوقف الغارات الجوية على العمارات السكنية، فإن الطائرات الاسرائيلية واصلت قصفها في عدة مواقع، بدعوى ان هذا القصف موجه فقط ضد «حزب الله». وحسب وزير الدفاع عمير بيرتس، فإن العمليات ستستأنف بكل قوة ابتداء من فجر اليوم، بما في ذلك القصف الجوي على البلدات اللبنانية. وأعلن بيرتس ان أحدا لا يعرف متى ستتوقف العمليات الحربية. لكنه لمح أن لدى الجيش الاسرائيلي متسعا من الوقت وحتى عشرة أيام أخرى. ولكنه استدرك قائلا، انه في حالة وصول قوات دولية قبل انتهاء هذه الفترة، فإنه لن يتردد في التوقف «فنحن خرجنا لهذه الحرب من أجل أهداف محددة، فإذا تحققت من دون حرب، فسنكون سعداء». وأضاف ان هناك تحولا واضحا في الحرب باتجاه تعزيز المسار التفاوضي. لكنه أضاف في حديث أمام مجموعة من الجنود المتوجهين الى الجبهة داخل لبنان أمس، ان ما يحدد نتائج المفاوضات السياسية، هو ما يفعله الجيش على الأرض. فكلما حققوا مكاسب أكبر على الأرض، هكذا تكون نتائج المفاوضات.

في الوقت نفسه، بدأت تسمع من المسؤولين الاسرائيليين كلمات تمهد لوضع تتراجع فيه عن المزيد من الأهداف الحربية. فقالت وزيرة الخارجية ان الوصول الى نهر الليطاني، ليس شرطا مقدسا. وقد تنتهي الحرب من دون الوصول اليه. وأشارت الى ان العالم أصبح موحدا في المطلب بأن تتوقف الحرب في أسرع وقت ممكن. وقال بيرتس ان القضاء على «حزب الله» هو هدف مستحيل التحقيق، وأن الحيز الواسع الذي أعطي لاسرائيل قبيل هذه الحرب ضاق كثيرا الآن. وقال وزير الاسكان مئير شطريت، ان القوة والأعمال الحربية تساعد، ولكنها لا يمكن أن تحقق أهدافا سياسية كبيرة، مثل تصفية نفوذ «حزب الله».