«حزب الله» يصد محاولات اختراق إسرائيلية ويوقع خسائر بقوات تقدمت إلى عيتا الشعب ـ بنت جبيل

حرب إسرائيل على لبنان تكمل أسبوعها الثالث

TT

أكملت الحرب الاسرائيلية المفتوحة على لبنان، اسبوعها الثالث بمواجهات ضارية بين المقاومين اللبنانيين وقوات الاحتلال، التي منيت أمس بالمزيد من الخسائر في الجنود والآليات، لا سيما على محوري عيتا الشعب ـ رامية في قاطع بنت جبيل، وكفركلا ـ العديسة ـ الطيبة في قاطع مرجعيون. فيما واصل الطيران الاسرائيلي، غاراته المبرمجة لتقطيع اوصال المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع ومشارف بيروت.

وقد أدت عمليات البحث عن ضحايا العدوان الاسرائيلي الى العثور أمس على 23 جثة لأشخاص بعضهم قضى تحت ركام منازله، والبعض الآخر استشهد على الطرق حيث اصطادته الطائرات الاسرائيلية.

وأفادت تقارير ميدانية بأن قتالا شرسا دار امس بين مقاتلي حزب الله، وقوات اسرائيلية تسللت تحت جنح ظلام ليل الاثنين ـ الثلاثاء الى مدرسة عيتا الشعب في قطاع بنت جبيل. كما دارت معارك مماثلة بين المقاتلين اللبنانيين وقوات اسرائيلية، حاولت التسلل على محور كفركلا ـ العديسة في قطاع مرجعيون، لسحب آليات عسكرية كان المقاومون دمروها اول من امس.

وللتخفيف من الضغط على الوحدات التي عبرت الحدود، حاولت قوات اسرائيلية القيام بعملية انزال خلف الخطوط المفترضة للمقاومين في تلة اللوبيا غرب كفركلا، وفي تلة رب ثلاثين جنوب شرق بلدة الطيبة، التي منيت القوات الاسرائيلية فيها منذ يومين بخسائر، قالت مصادر أمنية، انها بلغت ثمانية قتلى.

واصدرت «المقاومة الاسلامية»، بيانا عن المواجهات على محوري عيتا ـ رامية وكفركلا ـ العديسة جاء فيه: إن قوات اسرائيلية حاولت التسلل تحت جنح الليل، باتجاه بلدتي العديسة وكفركلا، فتصدى لها رجال المقاومة في اطراف البلدتين. ودارت اشتباكات عنيفة، استمرت حتى صباح اليوم (أمس)، اضطر بعدها الى التقهقر مهزوما. كما استغل ظلام الليل للتسلل بقوات كبيرة من المشاة والمظليين الى بلدة عيتا الشعب، فتصدى له رجال المقاومة «وكبدوه اصابات عدة بين قتيل وجريح، وخصوصا في صفوف المشاة الذين دارت معهم اشتباكات عنيفة، من منزل الى منزل في الحي الغربي للبلدة». وحاول الاسرائيليون نجدة قواتهم بارسال آليات من موقع الراهب، فتصدى لها المقاومون ودمروا دبابة وجرافة».

وعصر امس اصدرت «المقاومة الاسلامية»، بيانا آخر جاء فيه: ان الاشتباكات الضارية مستمرة بين المجاهدين، وما يسمى بـ«قوات النخبة الاسرائيلية» في اطراف البلدة. وبعد تدمير دبابة وجرافة لها صباحا، عاودت هذه القوات الدخول الى البلدة، وعند وصولها الى مدرستها وقعت في مكمن محكم، إذ أمطرها المقاومون بنيرانهم، ما أدى الى وقوع خمس عشرة اصابة للعدو في ارض المعركة بين قتيل وجريح. وأضاف البيان «ما زالت الاشتباكات الضارية مستمرة. ويحاول العدو اجلاء خسائره من الميدان».

وحول المواجهات على محور الطيبة ـ العديسة ـ كفركلا، جاء في بيان للمقاومة: «على مرتفع العويضة المشرف على بلدات كفركلا، الطيبة، العديسة، خاض المجاهدون قتالا عنيفا مع قوات العدو، التي زجت مروحياتها وطيرانها الحربي ومدفعيتها الثقيلة لنجدة قواتها التي تقهقرت الى الوراء، ولم تتمكن من اختراق المنطقة. ولا تزال وحدات المقاومة تتصدى لقوات العدو في مشروع الطيبة، حيث شن الطيران المعادي سلسلة غارات على المنطقة، بهدف نجدة جنوده الذين توغلوا داخل الحدود اللبنانية».

وجاء في بيان لاحق، انه «بعد المواجهات التي وقعت بين المقاومة وقوة اسرائيلية تقدمت الى محور كفركلا ـ العديسة، اضطرت هذه القوة الى التراجع والانكفاء خلف الحدود، بعدما اوقع فيها المقاومون عددا من الاصابات».

ورغم «الهدنة الجوية»، التي كانت اسرائيل قد اعلنتها ليومين، فقد اغار الطيران الحربي عند الثامنة صباحا، ولثلاث مرات متتالية، على مجرى نهر الليطاني. وترافقت الغارات مع قصف مدفعي عنيف على تلال العويضة ـ العزية (مرجعيون) ويحمر. ثم أغار عند التاسعة على بلدة المحمودية، مع قصف لمجرى الليطاني، تلال كفركلا ـ العديسة، سهل الخيام، وبين مرتفعات العرقوب. وعاودت الطائرات عند الاولى الا خمس دقائق، غاراتها على العزية والمحمودية، كما استهدفت مفرق دير ميماس. وعند الثالثة الا ربعا، تعرضت مناطق حولا، طلوسة/ مركبا وميس الجبل، لقصف مدفعي عنيف. وتزامن ذلك مع غارة جديدة على المحمودية والتلال الواقعة غرب مرجعيون.

وفي منطقة صور، اغارت الطائرات الاسرائيلية قبل ظهر امس، على بلدتي المنصوري والبياضة. وتعرضت مناطق اسكندرونة وتلال البياضة وشمع وطيرحرفا لقصف مدفعي، ترافق مع غارة جوية على اسكندرونة. كما تعرضت بلدات الجبين وطيرحرفا ومجدل زون لخمس غارات جوية وقصف مدفعي. واستهدف القصف بعد ظهر امس بلدات عيتيت ووادي جيلو وطيرحرفا والمنصوري وشمع. واستأنفت الطائرات الاسرائيلية عملية قطع طرق بيروت ـ الشوف ـ الجنوب، فشنت عند الخامسة والنصف فجرا غارة على الطريق البحرية القديمة بين الدامور والسعديات على ساحل اقليم الخروب، المحاذية للاوتوستراد الساحلي، حيث ألقت صاروخا في وسط الطريق، احدث انفجاره حفرة كبيرة. ويشار الى ان المواطنين لجأوا الى استخدام هذه الطريق كبديل عن الاوتوستراد الذي دمر في اكثر من موقع. وفي البقاع أغار الطيران الحربي الاسرائيلي عند الرابعة من فجر امس، على الطريق الدولية قرب نقطة المصنع عند الحدود اللبنانية، وفي المكان نفسه الذي استهدف مرات عدة في الايام الماضية.