المقاومة تصد محاولات التقدم الإسرائيلية على 4 محاور والغارات الجوية تقتل 3 جنود لبنانيين

اليوم الـ 22 لحرب إسرائيل المفتوحة على لبنان

TT

في اليوم الثاني والعشرين لحرب اسرائيل المفتوحة على لبنان، دفعت امس بآلاف الجنود من قوات المدرعات والمظليين الى الحدود اللبنانية في القطاعين الغربي والاوسط، في محاولة بدأت فجر اول من امس لاحداث اختراقات على اربعة محاور تمكنها من تنفيذ خطة تهدف الى إقامة «حزام أمني» يبعد مقاتلي «حزب الله» بضعة كيلومترات عن «الخط الازرق».

لكن المقاومين اللبنانيين الذين يتصدون لهذه المحاولة ثبتوا في محاور القتال الاربعة (عيتا الشعب، وبنت جبيل ـ مارون الرأس، وحولا ـ تلة العباد، وكفركلا ـ العديسة) حيث يشتبكون مع قوات الاحتلال في معارك ضارية ويوقعون فيها اصابات بالأرواح والمعدات، برغم الغطاء الكثيف من الطيران الحربي والقصف المدفعي الذي يشمل كل بلدات وقرى المناطق الحدودية ويمتد في العمق الى ما بعد وادي الليطاني حتى اقليم التفاح ومناطق النبطية والزهراني.

الى ذلك، امطر حزب الله بنحو مائتي صاروخ مستوطنات شمال اسرائيل. وقصف بصاروخ «خيبر – 1» مستوطنة بيت شان (بيسان) على عمق 68 كيلومتراً من الحدود مع لبنان.

وأصدرت «المقاومة الاسلامية» سلسلة بيانات حول قصف المستوطنات والقواعد العسكرية الاسرائيلية. واعلنت في بيان حمل الرقم 11 انها قصفت عند الساعة 11.30 مستعمرتي تسوريل وصفد بعشرات الصواريخ، «كما استهدفت بالصواريخ مقر قيادة المنطقة الشمالية في ثكنة برانيت وقاعدة عين حامور العسكرية ـ شرق طبريا التي تقصف للمرة الاولى».

وجاء في بيان آخر انها «وجهت عند الساعة 12.00 ظهراً دفعات من الصواريخ باتجاه مستعمرتي كابري وطبريا. وعطفا على البيان السابق حول استهداف قاعدة عين حامور العسكرية التي تعتبر من اهم القواعد العسكرية الصهيونية فقد أفادت الانباء عن وقوع اصابات فيها».

واشارت البيانات الاخرى الى ان صواريخ المقاومة استهدفت ايضاً مستوطنات ومستعمرات غورين وايلون، ومعالوت، وكفرسراديم، وكوش، وكريات شمونة، وكفرجلعاد، ومسكفعام، ومرغليوت، ومعيان باروخ، ومعالي جلبوع، وسنير، ويفتاح، وكفرصولد، ورمات نفتالي، ورمات، وكرمائيل، ونهاريا، وعكا وصفد.

ولاحقاً اصدرت المقاومة بياناً قالت فيه انها قصفت مدينة بيت شان الواقعة ما بعد حيفا على مسافة 68 كيلومتراً من الحدود اللبنانية الفلسطينية «بصلية من صواريخ خيبر واحد».

وقد تقاطعت عمليات اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل مع تواصل المواجهات الضاربة بين قوات الاحتلال والمقاومين اللبنانيين على محاور بنت جبيل ومرجعيون. ففي منطقة بنت جبيل حاولت القوات الاسرائيلية مرات عدة امس وليل اول من امس، التقدم على مثلث عيتا الشعب ـ رامية ـ القوزح. وعلى تلة الراهب والجهة الشمالية لبلدة عيترون، تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والغارات الجوية على محيط منطقة الاشتباكات. لكن رجال المقاومة تصدوا لمحاولة التقدم واجبروا القوات الاسرائيلية على التراجع مخلفة وراءها جرحى وقتلى ودماراً في البلدات التي دارت الاشتباكات على اطرافها.

وشملت الغارات الاسرائيلية في هذا المحور بلدات السلطانية وفرون، وخربة سلم، ووادي السلوقي، واطراف رميش، وعين ابل، والقوزح، ووادي شقرا، وميس الجبل، وبرعشيت وكفرا. كما استهدفت المدفعية من داخل الاراضي المحتلة محيط بلدات كونين، وتبنين، وصف الهوا، وعيناتا، وعيترون، وتولين، ومجدل سلم، اضافة الى محيط بنت جبيل وتلالها.

وذكر بيان للمقاومة ان قوة مدرعة اسرائيلية حاولت التقدم عند الساعة 8.30 (صباح امس) في اتجاه وادي الراهب وخلة وردة وسواد الراهب على اطراف بلدة رميش، فتصدت لها المقاومة وهي تخوض معها مواجهات عنيفة. وفي منطقة مرجعيون، دارت معارك شرسة بين المقاومين اللبنانيين وقوة اسرائيلية تقدمت تحت جنح الظلام ليل الثلاثاء ـ الاربعاء من ناحية بلدة هونين في واد يقع بين مركبا ورب ثلاثين، وذلك في محاولة لبلوغ تلة العويضة من الجهة الغربية لبلدة العديسة بعدما تعذر على قوة سابقة التقدم الى العويضة على محور كفركلا ـ العديسة.

وحتى بعد ظهر امس كانت معارك قاسية تدور على هذه المحاور وسط غطاء كثيف من الغارات الجوية والقصف المدفعي. وذكرت مصادر أمنية ان المقاومة تمكنت من تدمير دبابتي «ميركافا» اسرائيليتين كانتا ضمن قوة مدرعة حاولت التقدم قرابة السابعة صباحاً من موقع الدواوير ـ دبين ـ العديسة ـ حولا باتجاه وادي العديسة نحو مثلث رب ثلاثين العديسة. وافاد عدد من اهالي العديسة ان القوة الاسرائيلية وقعت في مكمن للمقاومة التي استخدمت القذائف الصاروخية في قصف التقدم الاسرائيلي ودمرت دبابتين. وعلى الفور قصفت المدفعية الاسرائيلية وبشكل عشوائي بلدات العديسة، رب ثلاثين، حولا، محيبيب واطراف ارنون ويحمر الشقيف.

وأوضحت المصادر ان القوات الاسرائيلية تحاول الوصول في اطار العملية البرية المعلنة الى تلال رب ثلاثين، مشروع الطيبة، العويضة واللوبية. واذا تمكنت من بلوغ هذه المواقع الاستراتيجية يمكنها السيطرة منها على مجرى نهر الليطاني من جسر الخردلي حتى جسر القعقعية ـ غرب علمان ـ الشومرية. وهو محور اساسي كانت قوات الاحتلال تعتمده كبوابة رئيسية بين الشريط الحدودي وداخل منطقة النبطية في فترة احتلالها للجنوب.

وفي موازاة المواجهات الميدانية، استهدفت عشرات الغارات الجوية طوال نهار امس مواقع في عمق الجنوب كالآتي: كفرجوز (شمال غربي النبطية)، طريق انصار ـ الزرارية، طريق الزرارية – بريقع والزرارية ـ عبا.

وفي جنوب الليطاني، استهدف القصف والغارات الاسرائيلية مناطق مجدل سلم، طلوسة، اطراف مركبا، الغندورية، برج قلاويه، محيط تبنين، وادي السلوقي، وادي الحجير، وادي القيسية، يحمر الشقيف.

وفي منطقة اقليم التفاح، اغارت طائرات اسرائيلية صباح امس على مركز للجيش اللبناني في بلدة صربا ما اسفر عن استشهاد ثلاثة من جنود اللواء الثاني عشر، هم الرقيب الاول مصطفى برغل، الرقيب الاول خالد عبد الحميد والجندي عبود الندا.

وفي منطقة صور، استهدف القصف المدفعي وغارات الطيران الاسرائيلي البرج الشمالي، الحوش، القليعة، راس العين، البياضة، دير قانون، الشعيتية، شيحين، مجدل زون، المنصوري، شحور، معروب، طيرحرفا، محيط صريفا، بيوت السياد، عين بعال، باتوليه، بساتين المعلية، الحنية والجبين.

وفي منطقة البقاع، اغار الطيران الاسرائيلي صباح امس على مدخل الهرمل عند جسر العاصي، ما ادى الى مقتل المواطن ابراهيم خضر دندش. ولاحقت طائرات استطلاع من نوع «MK» سيارة «بيك اب» يقودها احمد حجيري في محيط الهرمل وقصفتها بصاروخ ما ادى الى احتراقها. وقد نجا السائق وزوجته التي كانت برفقته.

وفي شمال لبنان، اغار الطيران الاسرائيلي فجر امس على جسر يربط بين حلبا ومحيطها، فدمره. وبذلك انقطعت حركة السير نحو طرابلس. كما اغارت طائرات اسرائيلية على طريق عندقت ـ اكروم فقطعتها.