الآلوسي لـ«الشرق الاوسط»: انقلاب كاد يطيح الحكومة والأميركيون كشفوا تفاصيله

رئيس حزب الأمة: تصريحات المشهداني تأتي متناغمة مع طروحات الدول التي يزورها

TT

كشف مثال الآلوسي، رئيس حزب الأمة العراقي، عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي، عن مؤامرة من قبل مجموعة ارهابية استهدفت إسقاط حكومة نوري المالكي، ولكن «القوات الاميركية كشفتها وأبلغت الحكومة العراقية واعتقلت المشاركين فيها»، كما اتهم ايران بتورطها بتصعيد الاوضاع الامنية داخل العراق، وقال «كلما ازداد الضغط الدولي على الملف الامني الايراني، ازدادت العمليات الارهابية داخل العراق».

وسلط الآلوسي الضوء على أخطاء تنفيذ الخطة الامنية التي وضعتها الحكومة، مشيرا الى «ضعف الاستخبارات وعدم وجود قضاء عراقي يتخذ إجراءات رادعة وبسرعة ووجود عصابات اجرامية غير سياسية أدت الى سوء الاوضاع الامنية في العراق».

وقال الآلوسي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس، إن «المعلومات المتوفرة لدينا تكشف عن وجود خطة لتنفيذ انقلاب لإسقاط حكومة المالكي من قبل مجموعة ارهابية عملت على إسقاط بغداد أولا والسيطرة عليها، وهذا ما تم بالفعل قبل شهر تقريبا، لكن القوات الاميركية كشفت هذه الخطة وأبلغت الحكومة العراقية وألقت القبض على مجموعة من المشاركين في الانقلاب»، مشددا على انه «ليس هناك أي سياسي عراقي او جهة سياسية مشاركة في العملية السياسية وفي الحكومة او البرلمان له صلة بهذا الانقلاب».

وعندما طلبت «الشرق الاوسط» المزيد من الايضاحات حول هذا الانقلاب، قال الآلوسي «البعثيون تعلموا لغة الانقلابات، وهذا جزء من سياستهم وعملهم، والأحداث كشفت عن انهم يفكرون بهذه الطريقة فقط ولا يفهمون سوى لغة الانقلابات».

وحول انطلاق بعض التصريحات التي اتهمت بعض الاطراف السياسية العراقية بالقيام بانقلاب ضد حكومة المالكي بالتعاون مع القوات الاميركية، قال الآلوسي «ليست هناك أية خطة من هذا النوع، والأطراف السياسية المشاركة سواء بالحكومة او بمجلس النواب، تدعم العملية السياسية وتعمل من اجل إنجاحها، كما ان الادارة الاميركية تدعم المالكي في عمله وتقف الى جانبه. فكيف لها ان تتآمر عليه! أؤكد انه ليس هناك أي انقلاب ابيض او اسود من قبل السياسيين العراقيين».

وحول سوء الاوضاع الامنية في العراق، قال عضو مجلس النواب، إن التدخلات الاقليمية تساهم بشكل فاعل في تفاقم سوء الاوضاع الامنية، وخاصة التدخل الايراني، فكلما ازداد الضغط الدولي على الملف الامني الايراني، تصاعدت العمليات الارهابية في العراق».

وقال الآلوسي «بلا شك إن أطرافا ايرانية رسمية تقوم بتمويل أحزاب وشخصيات شيعية وسنية سياسية عراقية، وهذا قد يبدو مقبولا إذا كان هذا التمويل بلا شروط، ولكن المسألة تزداد خطورة عندما تقوم ايران بتزويد الجهات الارهابية بالأسلحة والأموال وتدعم نشاط هذه الجهات». وأضاف أن «تورط الحكومة الايرانية بالملف الامني العراقي بلغ الى حد أن المسؤولين الايرانيين صاروا يفاوضون الاميركيين حول الملف الامني العراقي، وهم يريدون ان يصنعوا من الملف الامني العراقي ورقة مقايضة مع الاميركان يستخدمونها لصالح الاوضاع الايرانية».

وألقى الآلوسي اللوم على مجلس النواب (البرلمان) الذي «لم يفعل القوانين التي تعالج الخطط الامنية التي تضعها الحكومة»، مشيرا الى «تصريحات رئيس المجلس محمود المشهداني غير المسؤولة والتي تدعو الى إثارة الفوضى وعرقلة عمل الحكومة، وباعتقادي ان المشهداني غير متعمد بإطلاق هذه التصريحات، وهو يطلقها بأسلوبه العفوي الذي ينتمي الى اسلوب المقهى العراقي، وهو بذلك أساء الى المشهد السياسي، واعتقد ان تصريحات بعض الساسة العراقيين صارت تسيء الى العراق اكثر مما تفعل بعض القنوات الاعلامية». وأوضح ان «المشهداني يتأثر باتجاه البلد الذي يسافر اليه، فتأتي تصريحاته متناغمة مع طروحات ذلك البلد الذي يكون هو موجودا فيه، وهي تصريحات شخصية ولا تمثل البرلمان العراقي».